الشباب السوري يتحدون لمساعدة المرضى على محاربة "كوفيد-19"

زينة عيد الميلاد في دمشق

في غرفة صغيرة بأحد أحياء العاصمة دمشق ، كان ثلة من الشبان والشابات يتلقون بنشاط مكالمات هاتفية ويكتبون معلومات حول مرضى (كوفيد-19) المحتاجين للمساعدة.

وتحت مسمى "عقمها " ، و"سماعة حكيم " ، كناية عن سماعة الطبيب العربية ، تكاتف عشرات الشباب والأطباء لتقديم المساعدة للأشخاص الذين يعانون من مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) ، وتخفيف الضغط على المستشفيات الحكومية أو الخاصة .

وبدأت مجموعة " عقمها " منذ أشهر من قبل متطوعين من الجامعات خلال الموجة الأولى من انتشار مرض (كوفيد-19) ، حيث تقدم حملات التعقيم في الأماكن العامة والمنازل والمدارس و تساعد المجموعة أيضًا الأشخاص الذين يعانون من نقص الأوكسجين في تأمين أسطوانات الأوكسجين مجانًا.

ومبادرة "سماعة حكيم " ، من ناحية أخرى ، بدأت قبل ثلاث سنوات كصفحة على مواقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك " تقدم معلومات لطلاب كلية الطب ومع ذلك ، بدأت الصفحة ، التي تضم أكثر من 100 طبيب ، في تقديم الاستشارات الطبية عبر الإنترنت مجانًا خلال جائحة (كوفيد-19) .

وبما أن سوريا تشهد الآن الموجة الثانية من انتشار مرض كورونا ، فقد تم التعاون بين كل من مبادرة "عقمها " و "سماعة حكيم" لتقديم خدمة شاملة للناس.

ونشطت المجموعتان في سوريا خلال فترة انتشار مرض فيروس كورونا الجديد مع طلب المزيد من الناس لمساعدتهم.

وقال مؤسسو المجموعتين إنهم يقدمون ما في وسعهم لمساعدة الناس وتخفيف الضغط على المستشفيات.

وقال عمر بوظو ، مؤسس مبادرة "عقمها " ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) ، إن مجموعته كانت تستعد منذ شهور للموجة الثانية من كورونا ، مضيفا أن تعاونهم مع "سماعة حكيم" جاء لأن هناك حاجة إلى فريق طبي كبير للتعامل مع المطالب المتزايدة للناس خلال هذه الفترة من الموجة الثانية من الجائحة.

وأضاف بوظو أن المرضى الذين يحتاجون إلى طبيب سيحصلون على طبيب مجانًا ، لكن يتعين عليهم دفع تكاليف نقله.

وتابع يقول "نقدم الاستشارات من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وواتس آب والمكالمات الهاتفية وهناك زيادة في المكالمات الهاتفية في الآونة الأخيرة، حيث نشهد الآن ذروة الموجة الثانية من فيروس كورونا الجديد ".

وفي غضون ذلك ، شدد الطالب الجامعي البالغ من العمر 24 عامًا على حاجة الشباب للانخراط في مبادرات اجتماعية لتقديم المساعدة للناس ، خاصة وأن الحرب في سوريا لم تنته بعد في ظل الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن الغرب وفرض العقوبات الاقتصادية على البلاد.

وقال "كشباب ومجتمعات محلية ، أصبحت مثل هذه المبادرات واجباً حقيقياً لأنه إذا كانت لدينا القدرة والمصداقية والخبرة فلماذا لا نفعل شيئاً في مواجهة الأزمة".

من جانبه ، قال حسين نجار ، وهو طبيب ومؤسس "سماعة حكيم " ، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه بسبب التفاعل الهائل الذي تستقبله صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي ، أطلقوا تطبيقًا على الهاتف المحمول لتنظيم الطلبات والاستشارات.

وأضاف "لقد تلقينا بالفعل 14000 استشارة تتعلق بمرض فيروس كورونا الجديد ، عبر التطبيق لقد شعرنا بتفاعل شعبي كبير نتيجة الثقة التي اكتسبناها من الناس".

وتابع يقول إن الخدمة التي يقدمونها أبسط من تلك الموجودة في المستشفيات ، مشيرا إلى أن أي مساعدة تكون جيدة لدعم الأطباء الذين يساعدون المرضى في المستشفيات.

وأشار إلى أن "الأطباء العاملين في المستشفيات العامة تحملوا ضغوطا أكبر وهم الجنود المجهولون لما نسميه الجيش الأبيض".

ولفت النجار إلى أنهم يساعدون الأشخاص الذين يعانون من نقص الأكسجة (نقص الأوكسجين) والذين يعانون من أعراض خفيفة لفيروس كورونا سواء من خلال التطبيق أو المكالمات الهاتفية.

ومنذ مارس / آذار الماضي ، تم تسجيل رسمياً أكثر من عشرة الآف حالة إصابة بمرض (كوفيد-19) في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في سوريا ، ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وقال مسؤولو وزارة الصحة مؤخرًا إن عدد الحالات المسجلة رسميًا لـ (كوفيد-19) زاد خمس مرات منذ منتصف نوفمبر الماضي.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - دمشق (شينخوا)