إلى متى؟

بقلم: رامي الغف

رامي الغف
  • بقلم/ رامي الغف*

 كثيرةٌ هي تساؤلات المواطن ومتعددة تطلعاته خصوصاً في اتساع رقعة المشهد السياسي فأحياناً يرقد المشهد الفلسطيني في صمت, وأحياناً أخرى في صراع وتدور دائرة الأحداث الملتهبة التي تعم الشارع منها السياسي ومنها البسيط, وما زال المراقب الفلسطيني للمشهد الدائر للحركة الإستراتيجية لمنطلق أحداث الساعة التي تزهر بالمتغيرات والمتقلبات السياسية، والمواطن الفلسطيني يستطلع تلك الشواهد وفي جعبته طود كبير من التساؤلات وطود أكبر من التطلعات التي يبتغيها لعالمه الحر المليء بالمتاعب التي أرهقته من كثرة التحولات وربما تكون تلك التحولات إيجابية وربما سلبية ولكن المنطلق يبقى نفسه في تلك الغمرة التي يكتنفها.
إن فشل أغلب الحكومات المتعاقبة في تأمين أبسط أسباب الحياة الحرة الكريمة، مثل فك الحصار وانهاء الانقسام وتوفير الماء الصالح للشرب والكهرباء والاعمار والقضاء على الفقر والبطالة، جعل الجماهير المسكينة تقضي جل وقتها في البحث عنها بلا طائل، وتواصل ليلها بنهارها علها تحصل على فك الشيفرة الفلسطينية لإنهاء معاناتها متوكلة على الحي الرزاق بحثا عن لقمة العيش لتسد بها رمق عيالهم المساكين، أما فرص العمل والتعليم والصحة وهي من أولى المقومات التي يصون بها المرء حقوقه فقد غابت جملة وتفصيلا، حتى أن نسبة الرسوب في المدارس، وبالتالي نسبة التسيب إلى الشارع ارتفعت بمستويات مرتفعة، كما أن نسبة البطالة وحالات الفقر والتي تعني فقدان المواطن لفرص العمل الكريم ارتفعت الى أكثر من ستين في المائة، بالإضافة الى أن نسبة أكثر من سبعين في المائة من الجماهير يعيشون تحت خط الفقر، والذي يعني ذلك أنهم يفتقرون الى وسيلة العيش الكريم، ناهيك عن التدهور المرعب في الخدمات الصحية، والتي تعني افتقار المواطن لفرصة الحياة لأبسط الأسباب، وأتفه الأمراض.
 وهنا ربما يطرأ سؤال العامة من الجماهير هل سيستقر الوضع الوطني الداخلي ومتى سينتهي الانقسام لإنهاء هذا الوضع الحياتي المأساوي؟، وخاصة بعد بعض الوعودات من هنا وهناك، والجولات الواسعة من الزيارات التي يقوم بها رؤساء الوفود في حركتي فتح وحماس لهذا البلد الشقيق او ذاك، حيث وكما يعلم الجميع أن الوطن أصبح بلد المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط.
 وربما تتطلّع الجماهير الفلسطينية إلى رؤية استقرار وطنهم من خلال وقوفهم ومساندتهم بجانب حكومتهم، الحكومة التي ستخدم مصالحهم كلهم فهم الذين تأثرت حياتهم بمتغيرات الانقسام، وفي الوقت نفسه تتطلّع الجماهير بأن تأخذ الحكومة على عاتقها إشراك القدرات والكفاءات والعقول الفائقة من أبناء فلسطين، علماً أن الواقع الفلسطيني يتطلّع بأن تكون حكومته مستندة إلى إشراك كافة مكونات الشعب من الذين لديهم قدرات وخبرات فائقة ولا تحويهم الأحزاب السياسية.
وربَ سائل من الجماهير الفلسطينية يسأل متى تبدأ عملية البناء وإعادة أعمار الوطن الفلسطيني بعد أن هدمت بنيته التحتية من إسرائيل، ألا يكون الأجدر بأن يتحول الصراع السياسي على المناصب الوزارية وغيرها إلى صراع من أجل البناء وإعادة أعمار هذا الوطن، وهنا لابد من أن أشير الى مسألة إعادة الأعمار في الوطن فهي تتعلق بمصيره واستقراه، وأنا أعتقد جازماً أن الذين أخذوا على عاتقهم إعادة أعمار الوطن لن يدعوا الوطن في حالة استقرار لأن ذلك يؤدي بالنتيجة الوفاء بعهودهم ووعودهم ونحن نعلم بأن العديد من الدول الشقيقة والصديقة أخذت على عاتقها إعادة أعمار الوطن فهل يا ترى توفي بوعودها أم تجعل أمن واستقرار الوطن على كف عفريت.
الجماهير تتطلّع إلى القيادات السياسية بأن تكن على قدر من المسؤولية والشعور الحقيقي بهم فهم الذين يلاقون كافة أنواع البطش والعدوان الإسرائيلي، ناهيك عن النفسي والاقتصادي والمواجهات التي يشهدوها من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي دمر شجرهم وبشرهم وحجرهم.
آخر الكلام: إن ما يدمي القلب ويبكي العين بدل الدموع دما، هو أنه الى جانب هذه الصور المحزنة، هناك ثلة من السياسيين والمتنفذون وأصحاب القرار المتخمين بكل وسائل الراحة والعيش الرغيد، فلماذا كل هذا التفاوت بينهم وبين الجماهير المغلوبة على أمرها من قادة الوطن وزعمائه؟
وهل سيلومون الجماهير إذا ركلوهم بأقدامهم ورموهم الى حيث يستحقون إذا لم يعملوا على تأمين حياتهم وتحقيق أحلامهم.
*إعلامي وباحث سياسي

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت