"الركن الشديد" إظهار للقوة وتعزيز للوحدة ورسالة للعابثين بالقضية

بقلم: جبريل عودة

جبريل عوده
  •  بقلم : المستشار جبريل عوده*

الركن الشديد , الحلف الأكيد , الراية الواحدة , العصبة القوية , الضربة القاسمة بالقبضة المتماسكة , شعب واحد وجيش مقاومة واحد , هنا قطاع غزة هنا قلعة المقاومة , تتجلى الوحدة الوطنية بأبهى صورها , وينعقد لواء المقاومة بكل فخر وإقتدار , يجتمع المقاومون على قلب رجل واحد , لتبقى غزة بمقاومتها الأسطورية شامخة تعلي من شأن الوطن .

وتدافع عن ثوابت القضية الفلسطينية , تشحن قوتها ويصطف مقاتليها لليوم الموعود , فهو لاريب قادم , ملحمة وقودها حق متجذر وإيمان راسخ في نفوس ألوف مؤلفة من الثوار, وخلفهم حاضنة شعبية مؤمنة بخيار القتال لإسترداد الوطن والعودة إلى الديار .

في غزة الوحدة نهج حياة , فالكل يتقاسم الألم والحصار , وتتوزع على الدور حكايات الشهداء التي رغم حزنها الخانق, إلا أنها تشكل قناديل نور وتضحية, تدفع أجيالاً بأكملها لحمل الراية والسير على طريق الأخيار من الشهداء الأوفياء , في غزة شعبا للمقاومة يسكن في قلب المعركة فكل بيوت الغزيين ميادين مقاومة , وكل المآذن فيها بيارق قتال , خيار الوحدة في غزة لا يسكن خانة الشعارات , بل تراه في كل فعل وحراك , فتنعم غزة بالتوافق الوطني وتعطي نماذج رائعة في الشراكة الوطنية القائمة على التكامل والإنسجام بعيداً عن سياسات الإقصاء والتفرد , فالجميع شركاء في الوطن , في الدفاع عنه وبناء أعمدة قوته .

 تنوعت مظاهر الوحدة الوطنية في قطاع غزة, فشكلت مسيرات العودة وكسر الحصار منذ إنطلاقتها 30-3-2018, صورة وحدوية مبهرة , إجتمع خلالها الكل الفلسطيني تحت قيادة هيئة وطنية واحدة , تملك رؤية سياسية كفاحية وحدوية , فكانت تشكل رافعة حقيقية للمشروع الوطني التحرري , فكانت بمثابة رسالة وطنية بإمتياز , تؤكد على قدرة شعبنا على إنجاز وحدته الوطنية والحفاظ عليها, بعيداً عن المؤثرات الخارجية والإجتهادات الحزبية المتعارضة مع الإجماع الوطني.

 وكانت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية , درة تاج الوحدة الوطنية التي إنطلقت للرد على العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني , في 20-5-2018 , ردت فصائل المقاومة على جرائم العدو الصهيوني بشكل جماعي عبر بيان مشتركة يحمل توقيع غرفة العمليات المشتركة , فكان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة من كفاح شعبنا الفلسطيني قائم على توحيد الجهود الميدانية في مواجهة الإحتلال وردعه ووقف جرائمه.
 إستطاعت المقاومة الفلسطينية عبر غرفة العمليات المشتركة , أن ترسخ قواعد للإشتباك مع العدو الصهيوني , وأن تردعه عن مواصلة عدوانه , وأصبح الإحتلال يحسب ألف حساب لأي حماقة قد يرتكبها ضد أبناء شعبنا الفلسطيني .

تبهرنا غرفة العمليات المشتركة بإعلانها عن المناورة العسكرية الكبرى " الركن الشديد " , لتعيد الطمأنينة للمرابطين على ثغر القضية بأن البوصلة لن تخطئ وجهتها , وأن تعزيز المقاومة وقدرتها وترسيخ وحدتها الميدانية والسياسية , هو خير رد على كل أصوات الخنوع والتطبيع في المنطقة , فالركن الشديد يحمل رسائل قوية في كل الإتجاهات , داخلياً تقول المقاومة لشعبنا الوفي بأنها بخير وعلى عهد الوحدة والمقاومة , وللعدو تحذره من أي حماقة وعدوان فالرد حاضر بنوعيته وقدرته الرادعة , ورسالة للعابثين بالقضية الفلسطينية المهرولين لحضن الصهاينة , بأن القضية لها رجال لن لا يتوانوا ببذل الغالي والنفيس في معركة الدفاع عن حقوق شعبنا الراسخة في فلسطين , وأن هجوم التطبيع القذر لن يخترق حصون المؤمنين بالقضية وعدالتها وحتمية إنتصارها .

كاتب وباحث فلسطيني
 23-12-2020

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت