غزة تسقط "نتنياهو"2021

بقلم: خالد معالي

الكاتب خالد معالي
  • د. خالد معالي

مع ايام قليلة على انتهاء عام 2020، راحت طائرات الاحتلال تقصف قطاع غزة بشكل عنيف دون ان يرف جفن غزة، فهي شن عليها ثلاث حروب عدوانية خلال سنوات قليلة، وشنت عليها مئات الغارات بعد انتهاء الحرب العدوانية عام 2014.

لو كان يعلم الاحتلال ان هناك فائدة من دخول غزة واعادة احتلالها لما تردد للحظة واحدة، ولكنه يعلم ان الثمن باهظ جدا لا يقدر على دفعه، ولم يتبقى امامه من الخيارت الكثير سوى حصارها.

أفل نجمه، هذا ما هو متوقع ل"نتنياهو"، عام 2021، وسيكون لغزة نصيب الاسد من اسباب أفول نجمه، وكذلك ملفات الفساد، وانشقاق "جدعون ساعر"، حيث تشير الاستطلاعات الى علو كعب "ساعر " كل يوم امام "نتنياهو".

كيف لغزة ان تكون احد الاسباب الهامة لافول نجم "نتنياهو" وهي محاصرة؟! كيف لبقعة صغيرة يوجد فيها مليونين ونصف انسان ان يتسببوا بانهيار "نتيناهو" الذي تدعمه اقوى قوة على وجه الارض؟!

احد الاسباب الهامة، هو ما تملكه غزة من قوة عقائدية وقوة عسكرية،" فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله"، ولو كان العدد او الكثرة او القوة العسكرية الكبيرة، دائما لها الاهمية والسبب الرئيس في النصر، لما رأينا امريكا تهزم في فيتنام، وتهرب الان من افغانستان، وتجبر  على مفاوضة طالبان التي قالت عنها يوما انها ارهابية؟!

لاحظ ان غزة هي من تبادر وتصنع الحدث، وهي تختار متى تضرب ومتى تتوقف، والاحتلال صار يتعامل معها بمجرد رد فعل، فشتان بين من يصنع الحدث ومن يتعامله معه بردة فعل، فالريادة دوما لمن يصنع الحدث لا لمن يتلقاه.

فجر يوم السبت 26\ 12\2020 شنت طائرات الاحتلال غارات متفرقة  على غزة، حيث زعم الاحتلال ان صواريخ انطلقت من غزة وضربت مدنه المزعومه، حيث يصور  الاحتلال نفسه دائما في صورة الضحية، مع انه هو دائما المعتدي، ولو لم يوجد احتلال، لما تم قصف اي منطقة باي صاروخ، فالاحتلال اصل لكل شر والشرور جميعا.

من يظن ان الاحتلال او "نتنياهو" له مطلق الحرية باستخادم اي مدى من القوة والبطش، فهو مخطئ، فاستخدام القوة له احكام وشروط وحدود معينة، والقوة ايا كانت لها مدى معين في استخدامها وليست مطلقة الاستخدام.

كل الاحزاب المعارضة ل"نتنياهو" تطرح موضوع غزة، لاظهار "نتنياهو" انه ضعيف امام غزة، وتستخدم مشكلة غزة لاضعاف  "نتنياهو"، لتكسب المزيد من الجمهور واصوات الناخبين، و"ليبرمان" قال بان غزة تبتز "نتنياهو"، وهو اي "ليبرمان" وهم قادة المعارضة يعلمون انهم لا يمكلون خيارات أفضل من "نتنياهو" في حالة استلامهم الحكم، فكل الخيارات استخدمها "نتنياهو" ولم تفلح ولم تنجح بتركيع غزة.

كل المؤشرات تشير الى ان  "نتنياهو" ما عاد كالسابق قويا، وقلاعه تنهار واحدة تلو اخرى، وسيكون عام 2021، عام تلاشي "نتنياهو"، وقد يحاكم بتهم الفساد، وقد ينضم لصفوف المعارضة أمام "جدعون ساعر" الذي هو من نفس مدرسة المكر والدهاء والخبث، والضربة من الداخل تميت وتقتل، وهي ليبست كالضربة من الخارج.

في كل الاحوال، تسجل غزة رغم حصارها نقطة تلو نقطة، وتتقدم ولا تتراجع، وما تملكه من قوة عسكرية وعقائدية وخبرة عام 2021، ليست كما كانت في السابق، لكن الاحتلال بقي كما هو ..هو...، وما يمكله من سلاح  وما يمارسه من قصف مدنيين متكرر بات معروفا وهو دليل ضعف وتراجع، فما عاد الزمن يعمل لصالحه.

انتصارات الاحتلال المزعومه بالتطبيع مع حكام عرب خائفين على كراسيهم، هو "ليميز الله الخبيث من الطيب"، فتنقية الداخل قبل المعركة الكبرى هو ضرورة وسنة كونية وجدلية قضاها الله وليس البشر، وما مسألة زوال "اسرائيل" الا باات مسألة وقت، فمن كان يصدق ان الفلسطيني الذي كان يقاوم بالحجر فقط قبل عشرين عاما ولا يملك غيره، صار يقاوم بالصواريخ التي تقصف قلب مدن الاحتلال ومعسكراته، انها سنة التغيير التي لا مفر منها، "فاعتبروا يا اولي الابصار".

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت