- "التطبيع تأمين للكيان الصهيوني وتفجير للمنطقة العربية"
قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إن "التطبيع هو تأمين للكيان الصهيوني، وتهجير المنطقة العربية من داخلها وتفجيرها من داخلها وبث الشقاق فيها"، منبهًا إلى "أن الذي جرى هو تثبيت حقائق سياسية وجغرافية يراد بها أن تستمر في المستقبل."
وأضاف هنية خلال كلمته في ختام فعاليات المؤتمر السياسي السابع الإلكتروني لحركة حماس مساء الإثنين، أن "السياسة الأمريكية خلال الفترة الماضية أعادت ترتيب مصفوفة الأعداء والأصدقاء في المنطقة وفق رؤيتها، وأمريكا أجبرت بعض الأطراف أن تتعامل مع هذه الرؤية".
وأوضح أننا "لا نقبل تطبيع أي دولة عربية مع الاحتلال، ونطالبها بالعودة عن هذه الخطيئة، وأن حماس لا تحرف بوصلتها بأن يكون صراعنا مع أي دولة عربية، مع أننا نعتبر أن التطبيع خطيئة سياسية".
وأردف "لا نُراهن على الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولكن علينا أن نقرأ الأمور قراءة سياسية، وندرك أن المتغيرات يمكن أن تكون مفيدة لصالح قضيتنا".
وتابع هنية: حلّلنا المشهد المستجد في سياسية الإدارة الأمريكية وتعامل الاحتلال مع موضوع الضم والتطبيع، وجدنا أننا ملزمون بوضع خطة بعدة محاور، أهمها توحيد الشعب الفلسطيني في مواجهة الخطط المختلفة (الضم، وصفقة القرن، والتطبيع).
تفتيت المنطقة
وأكد هنية أن هناك تحديًا يتمثل بمحاولة الإدارة الأمريكية تفتيت المنطقة وإفقادها عناصر الممانعة في المجالات كافة، ومحاولة بناء تحالف أمني يتسيد فيه الاحتلال ضمن تفوقه عسكريًا أو أمنيًا واقتصاديًا.
ولفت إلى أن الاحتلال هو تحدٍ، وما يمثله من سياسات استمرار الاستيطان وموضوع الضم واستهداف مدينة القدس وأهالي الـ 48 وشطب حق العودة واستمرار الحصار على قطاع غزة، وشيطنة المقاومة في نظر بعض الأنظمة العربية.
وأكد هنية "أننا بحاجة إلى بناء استراتيجية وطنية متكاملة لإعادة ترتيب بناء البيت الفلسطيني، وشراكة وطنية حقيقية في مستويات عدة من خلال المؤسسة القيادية منظمة التحرير."
وأوضح أن "حماس كانت في مسار المصالحة متمسكة بالانتخابات بشكل متزامن، لأننا كنا معنيين بإعادة دور منظمة التحرير الفلسطينية."
وقال: "لن نستطيع أن نواجه هذه المخططات دون قيادة فلسطينية جامعة، فحماس بادرت في الحديث مع القيادات الفلسطينية، وأجريت مكالمات شخصية مع الرئيس عباس، وكانت رسالتنا واضحة بأن قضيتنا على المحك".
أوسلو كان وبالًا
ونبه هنية إلى أن السلطة الفلسطينية تراهن على المتغير الذي حصل في البيت الأبيض، وهي تعتقد بأنه سيحيي عملية التسوية والمفاوضات.
وقال إن الرهان ليس في محله، وهو خاسر على الإطلاق، وكل المتابعين لشأن الإدارة الأمريكية القادمة يقول بأنها ستتفرغ للوضع الأمريكي الداخلي لمعالجة الآثار الوحشية لترمب.
وقال إن الإدارة الأمريكية ستستند على 3 عناصر أساسية في علاقاتها الخارجية، وهي: التقاسم المتبادل، ووحدة القياس في الموضوع الفلسطيني، وإعادة الاعتبار لسمعة الولايات المتحدة التي تأثرت بسبب سياسة ترمب، والعودة مجددًا لقاعدة التوافق الدولي ولن يكون الموضوع الفلسطيني أولوية.
ودعا إلى إدراك حجم ومستوى التحرك الأمريكي بخصوص قضيتنا، ويجب ألا نبيع شعبنا الأوهام والعودة للمفاوضات.
طالب رئيس المكتب السياسي لحماس "بالمراهنة على شعبنا ووحدتنا ومقاومتنا، ونحن نوافق أن تكون لنا علاقات مع كل دول العالم ما عدا الاحتلال الإسرائيلي، وما دون ذلك فحماس منفتحة على الجميع في إطار التحرك المتوازن الذي يحمي الوحدة الفلسطينية والحقوق الوطنية."
وذكر هنية أن "مسار أوسلو والمفاوضات في المحصلة كان وبالًا على الشعب الفلسطيني."
وأكد أن" اتفاق أوسلو لا يمكن أن يشكل قاعدة سياسية بأي تفاهمات فلسطينية مستقبلية، وأن النتائج على الأرض لأوسلو تمثل كوارث سياسية، وعلينا قطع هذه المرحلة وبناء استراتيجية جديدة لا علاقة لها بهذا الاتفاق."
ودعا هنية إلى "الاتفاق بعيدًا عن أوسلو والتعاون الأمني مع الاحتلال."
وذكر أن "حماس حينما رأت أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة خطيرة لم تتردد مطلقًا في أن تبادر وأن تكون عصا غليظة بيد أي فلسطيني يريد أن يواجه الاحتلال."
سياسة منفتحة
وأشار هنية إلى أن "حماس تمتلك علاقات مع مصر، وهي تمثل قوة كبرى، وإيران ودورها في دعم المقاومة، أيضًا وتركيا وقطر، ولنا علاقات مع دول المغرب العربي، وعلاقات مع السعودية والأردن ونسعى إلى استعادة العلاقات التي ضعفت."
ونوه بأن "حماس تتبنى سياسة الانفتاح على الجميع، ولا تتدخل بالشؤون الداخلية للدول، ولا بالأمن القومي العربي، وهو عمق لأمننا في فلسطين."
وأكد أنه "لا يمكن أن نتنكر لأمتنا ودورها وموقعها الاستراتيجي في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين استقلالية القرار والانفتاح على المكونات الموجودة في المنطقة.
وطالب هنية خادم الحرمين الشريفين والمسؤولين في المملكة العربية السعودية بضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين، مضيفًا أنه لا يجوز بقاؤهم في السجون لأن لهم علاقة مع حركة حماس التي لم تعبث بأي شؤون داخلية لأي دولة.
ورحب هنية بالمصالحة الخليجية، وإعادة ترتيب البيت الخليجي، وإعادة الاعتبار لهذا المجلس، وإنهاء الحصار عن قطر، مبينًا أن أي مصالحات في المنطقة تصب في المحصلة الأخيرة في صالح القضية الفلسطينية.
انتصار المقاومة
وأكد رئيس المكتب السياسي أن "عدوان 2008 سجل بداية انكسار في العقيدة ونظرية الأمن الصهيوني حين استطاعت المقاومة أن تنقل المعركة داخل الأرض المحتلة عام 1948."
وأوضح أن "هذه المعركة أثبت قدرة المقاومة في تطوير ذاتها، واعتبرت منصة انطلاق لتراكم القوة، وظهر ذلك في الحروب التي شهدها القطاع فيما بعد."
كما وجه التهاني للمسيحيين بأعيادهم، قائلًا إنهم "شركاء في الوطن، ونسعى معًا إلى تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال".
وقال: "عشت مع إخوان مسيحيين في السجون، فمنهم أسرى وشهداء، وكشعب واحد نقدم لهم التهاني والتبريكات بمناسبة أعيادهم".