- علي بدوان
قبل أيام غادر الحياة الدنيا أقدم معلم ابتدائي في البلد. اللاجىء الفلسطيني علي حسين حمد (أبو حسين).
مواليد فلسطين 1926، بلدة (الصفصاف) قضاء صفد. بعد سنواتٍ طويلة أمضاها في سلك التربية والتعليم منذ بدايات اللجوء الفلسطيني الى الجزء الأخر من الوطن، الى سوريا وحتى اوائل تسعينيات القرن الماضي.
أبو حسين حمد، الرجل العصامي، الفلسطيني المكافح، وصاحب السمعة الطيبة، والأخلاق العالية، ومن مواطني المخيم المكلوم، مخيم اليرموك، ومن مهجريه في المحنة الأخيرة، في مسارات المقتلة السورية، أعطى زبدة حياته في ميدان التربية والتعليم، ولم تنل له قناة في المساهمة بتربية الأجيال في حي الميدان الدمشقي، حين امضى الفترات الأطول من عمله المهني في مدارس هذا الحي.
أبو حسين حمد، واحد من جيشٍ كامل من المعلمين والمدرسين الفلسطينيين الذي نشروا رسالة التربية التعليم في سوريا بدايات استقلال البلد عام 1946، تلك البدايات التي ترافقت تقريباً مع نكبة فلسطين عام 1948. فكان يكفي اللاجىء الفلسطيني اي اثبات، ولو كان شكلياً (شاهد مؤلف من شخصين) عن تحصيله شهادة (المترك) أي (الإعدادية) في فلسطين، ليصار الى تعيينه في مدارس البلد على امتدادها من اقصاها الى اقصاها. وحتى اللغة الإنكليزية، فإن بدايات تعليمها في سوريا تم على يد لاجئي فلسطين، على النقيض من مطالب فرنسا الدولة التي استعمرت سوريا واعتبرتها من دول (الفرنكفون)، وأن عليها : "تدريس اللغة الفرنسية في مدارسها"، فكان اللجوء الفلسطيني كسراً للمطلب الفرنسي، حين نشر لاجئي فلسطين في سوريا تعليم اللغة الإنكليزية باعتبارها الأفضل من زاوية الحضور الدولي.
رحم الله، أبو حسين حمد، من شجر السنديان الأخير، من أبناء فلسطين في سوريا، بعد نكبة التهجير عام 1948، ونكبة التهجير الثانية في المحنة السورية الأخيرة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت