حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، غادي أيزنكوت من أن الشرخ السياسي الداخلي وعدم القدرة على تشكيل حكومة مستقرة، يُمثل تهديداً وجودياً للدولة العبرية.
واعتبر أيزنكوت في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، يوم الخميس، أن الصراع مع الفلسطينيين وسوريا ولبنان وإيران لم يعد الخطر الأكبر لإسرائيل، داعياً قادة إسرائيل إلى الاتحاد وإزالة الخلافات لضمان المستقبل اليهودي، وفق تعبيره.
وبدأ المسؤول السابق في الجيش الإسرائيلي مقاله، بالإشارة إلى خبرته الطويلة في المجال العام، قائلاً "لقد خدمت إسرائيل لأكثر من 40 عاماً. قاتلت في حروبها وشاركت باتخاذ قرارات حاسمة حيال مختلف الأزمات، وعايشت بعضاً من أصعب الأحداث وأكثرها تعقيداً في حياتي".
وأضاف مستعرضاً دوره في العمل العام: "عملت على تقوية إسرائيل وآمنت بمسار الدولة اليهودية والديمقراطية التي تأسست على القوة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، التي تضمن استمرار وجودها وازدهارها".
ويرى أيزنكوت أن إسرائيل تعيش حالياً أوقاتاً عصيبة أكثر من أي وقت مضى، إذ لا يتعين عليها التعامل مع "أعداء الخارج" فحسب، وفق تعبيره، بل أيضاً مع أزمة سياسية منهكة تعصف بالبلاد.
وتابع: "الأزمة الداخلية مصحوبة بقلة الثقة في المؤسسات وقادتها، وبخطاب عام متطرف وعنيف، وكل ذلك يُعمق الانقسامات والشرخ والضغوط الاجتماعية في إسرائيل".
"الخطر ليس في الخارج"
وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إلى أن التهديدات الأمنية لا تزال حاضرة إلى حد كبير، ويصنفها على هذا الشكل "الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية. دولة معادية وفاشلة في سوريا. لبنان الذي أصبح ساحة لإيران، والتي تعمل بدورها على تأكيد هيمنتها الإقليمية وتطوير قدراتها النووية".
وأضاف أيزنكوت: "يجب أن نعمل من أجل الانفصال الكامل عن الفلسطينيين، ويفضل أن يكون ذلك من خلال اتفاق مرحلي وشامل، مع أحكام أمنية صارمة، والحفاظ على التجمعات السكانية بالضفة الغربية ومنطقة وادي الأردن المهمة".
ورغم ما يوليه أيزنكوت من اهتمام بالتهديدات الخارجية، لكنه، لا يعتقد أنها تُمثّل خطراً وجودياً، مشيراً إلى أن إسرائيل "تقف بقوة بفضل استراتيجيتها التي تجمع بين التفوق العسكري والوطني، لكن التهديد الوجودي الحقيقي داخلي، في ظل الجمود السياسي الذي يجتاح هذه الأمة على مدى العامين الماضيين".
إصرار على"يهودية الدولة"
ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إلى الاستمرار في الاستعداد لمواجهة التهديدات الأمنية، لافتاً إلى أن الموقف الاستراتيجي لإسرائيل تحسن كثيراً بفضل اتفاقيات التطبيع مع عدد من الدول العربية.
وقال إن تلك الصفقات "تستند على فهم جيراننا أن إسرائيل قوة اقتصادية وأمنية وتكنولوجية".
وشدد على ضرورة منع أي إجراء أو قرار يجعل إسرائيل دولة ثنائية القومية، معتبراً أن أي اتجاه نحو ذلك، سيكون كارثة على مستقبل البلاد، لكنه، يرى في الوقت نفسه أن الإصرار على "يهودية الدولة" لا يمنع العمل على ضمان المساواة الكاملة للجميع، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو العرق.. وكذلك السعي إلى الحرية والعدالة والسلام.
وفي رسالة إلى القادة السياسيين، قال أيزنكوت إن "الأزمة الداخلية تتطلب إجراء إصلاحات تضمن الفصل الحقيقي للسلطة، ما يُعزز نظام العدالة وثقة الجمهور به، باعتباره يُشكل نواة الديمقراطية الإسرائيلية".