واجه مخيم قلنديا الحارس الشمالي للعاصمة المحتلة، هذا العام، الاحتلال والوباء معاً ليحمل أعباء إثنا عشر شهراً من أحداث قهر وفخر ضمت اعتقالات وتحرر، ومواجهات واصابات واتفاقات شرف.
وواجه مخيم قلنديا وباء كورونا الذي اجتاح العالم بشكل مختلف، فهو الذي يحتضن بيوت تتكئ على بعضها بشكل متراص كان الأكثر عرضة للوباء، فبادر شبانه بتشكيل لجنة إسناد وطوارئ لحماية المخيم تتبع بشكل رئيسي للجنة الشعبية ضمن قرارات الطوارئ لمواجهة جائحة كورونا. وحقق المخيم بإلتزامهم حصانة عالية لمنع انتشار الوباء على الرغم من وداع أحباء عزيزين عن القلب بسبب الوباء.
وعلى صعيد آخر، حققت مؤسسات مخيم قلنديا وتنظيم فتح في المخيم إنجاز استثنائياً في ظاهرة إطلاق النار بإعلان اتفاق الشرف الذي شمل منع اطلاق النار بالمناسبات والمشاكل، وكان قدوة احتذت بها بقية المناطق.
ومن جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال عشرات الشبان في مخيم قلنديا ضمن اقتحامات ليلية وصباحية همجية وممنهجة، تخللها اقتحام لمنازل شهداء المخيم والعبث بمنازل أسرى اخرين.
خلال الاقتحامات، فقد الطفل بشار عليان عينه برصاصة مطاطية خلال عودته من مدرسته والتي تزامنت مع اقتحام الاحتلال للمخيم واطلاق النار العشوائي اتجاه الطلاب والمواطنين العزل، كما أصيب العشرات من المواطنين بالاختناق جراء استهدافهم غير المبرر بالقنابل المسيلة للدموع.
بالمقابل، انتزع أسيرين سابقين حريتهما، وهما الأسير محمود علقم وتحرر بعد ١٥ عاماً من الاعتقال في سجون الظلم، والأسير إيهاب مناصرة وتحرر بعد ٥ أعوام من الاعتقال في سجون الظلم لينخفض عدد الأسرى المحكومين أكثر من 10 سنوات في المخيم إلى 19 أسيراً وأسيرة، كما تحررت الأسيرة ميس أبو غوش بعد ١٥ شهراً في السجون لتبقى في سجون الاحتلال أسيرة وحيدة لمخيم قلنديا هي الأسيرة الجريحة نورهان عواد والمحكومة ظلماً بعشر سنوات.
هي تفاصيل من الذاكرة، ترن حتى اليوم في اذن كل ابن وطن ليحيا بالوطن ولأجله. نحن هنا في مخيمات الصمود بعد ان يولد كل وليد جديد نؤذن له حتى يكون اول ما سمعت اذنه الاذان ثم نذكر اسم الوطن فلسطين حتى يرسخ الوطن جيناً لا فكرة، فالثورة للوطن واجب على الاحرار تلزمهم بان يعيدوا الحق المسلوب بالرصاص والبارود كما سلب، وما السلام الا فرصة واحدة اسقطها العدو، ولن تعود.