- الانحباس المطري يهدد المحاصيل البعلية
تشير تنبؤات دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية إلى أنه لن يكون هناك أي منخفضات جوية قبل الثالث عشر من الشهر الجاري.
وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد إن الانحباس المطري سببه وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، حال دون تقدم المنخفضات الجوية المقبلة للمنطقة من غرب المتوسط أو من جنوب القارة الأوروبية.
وأشار أبو أسعد الى أن البلاد تأثرت بحالة من الانحباس المطري فترة "مربعانية" عام 2012، حيث استمر الانحباس لمدة 40 يومًا.حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطنية الرسمية
ويعوّل المزارعون كثيرًا على "مربعانية الشتاء" في ري ونجاح محاصيلهم البعلية، والتي تبدأ من الانقلاب الشتوي حتى نهاية يناير/ كانون الثاني، فهي /المربعانية/ الأكثر وفرة من حيث كمية الأمطار.
ولكن "مربعانية" هذا العام تمر ضمن حالة من الانحباس المطري والرياح الشرقية، التي لم تعتدها البلاد منذ قرابة تسعة أعوام، الأمر الذي خلق حالة من التخوف لدى المزارعين أن تؤثر قلة الأمطار على محاصيلهم البعلية، وهذا ينعكس على إنتاجهم.
المزارع فائد نعيرات /55 عاما/ من بلدة ميثلون جنوب جنين، تضررت معظم محاصيله الزراعية، وبقيت تحت التراب دون أن تنمو، وجزء بسيط نما ولكنه بقي بحجم صغير جدًا، الأمر الذي ينذر بموسم إنتاج قليل بالنسبة له، خاصة وأنه يعتمد على الأرض لتوفير قوت يومه.
"في هذه الفترة من كل عام أقوم بزراعة الفول، والقمح، والشعير، والبرسيم، والبيكا، على مساحة تقدر بـ 32 دونمًا، ونتيجة لقلة الأمطار حتى الآن تلفت معظم المحاصيل، ما سبب لي خسارة مادية بآلاف الشواقل، عدا عن الخسارة المعنوية"، قال نعيرات.
نعيرات الذي يترقب الحالة الجوية ليقوم بحراثة أرضه مرة أخرى وزراعة البقوليات من جديد، يخشى أن تطول فترة الانحباس المطري، فلا يعد بالإمكان إعادة الزراعة.
رئيس قسم المحاصيل الحقلية في مديرية زراعة رام الله والبيرة ثائر بشارات قال لوكالة "وفا" إن الأجواء التي تسود البلاد أثرت على المحاصيل البعلية، كونها المحاصيل التي تزرع هذه الفترة، دون أن تؤثر على المحاصيل المروية، أو الأشجار والحمضيات.
وأضاف أن قلة الأمطار، والرياح الشرقية، أدت لجفاف التربة، الأمر الذي انعكس على إنبات المحاصيل الزراعية.
ولفت بشارات إلى أن بعض البذور ماتت داخل التربة نتيجة لقلة الرطوبة، والبعض الآخر ظهر فوق سطح التربة ولكن توقف نموها الخضري لأن دورة حياتها لم تكتمل بالشكل الصحيح، لذلك ستبقى النبتة متقزمة ولن تكبر، الأمر الذي يضعفها ويجعلها عرضة للأمراض، كالمن والدودة القارضة التي تنشط نتيجة قلة الأمطار وتتغذى على النمو الخضري، مبينا أن هذا التأثير سيؤدي لقلة الإنتاج.
بدورها، قالت مديرة دائرة الإعلام الزراعي في الإدارة العامة للإرشاد في وزارة الزراعة ضحى عابدي إن سوء التوزيع المطري والرياح الشرقية والتي تزيد عملية النتح /خروج الماء من النبتة على شكل بخار/ من المحاصيل، يسبب فقدانا في كمية المياه الموجودة فيها، لذلك فإن النبتة لا تكبر وتتوقف عند مرحلة نمو معينة.
وأضافت أنه قد يكون هناك تأخر في الإنبات وتوقف النمو، في حال تأخر سقوط الأمطار، بالتالي يقل الإنتاج، مشيرة إلى أنه لا يمكن توقع إذا كان هناك تلف في المحاصيل الزراعية إلا لنهاية الموسم.
وقدمت عابدي نصيحة للمزارعين بضرورة استخدام الري التكميلي، وهو إضافة كميات كافية من المياه للمحاصيل البعلية خلال أوقات لا يوفر فيها الهطل المطري رطوبة كافية، من أجل نمو طبيعي للنبات ومن أجل إنقاذ محاصيلهم.