اختتمت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية سلسلة الورش التدريبية التي اطلقتها الشهر الماضي، واستمرت حتى مطلع كانون الجاري عبر لقاءات وجاهية، وتقنية "زوم" بسبب اجراءات السلامة العامة بمشاركة 60 مشاركة، ومشاركا من المؤسسات الاهلية الاعضاء في الشبكة، وقطاعاتها المختلفة، ومؤسسات المجتمع المدني، وتأتي الورش في اطار احد اهداف الشبكة لتطوير قدرات المؤسسات الاعضاء، والعمل على تعزيز دور وفعالية المؤسسات الاهلية في ظل التحديات التي يمر بها العمل الاهلي، والمجتمع الفلسطيني عموما، وضمن اهداف الشبكة الاساسية في الدفاع عن قيم المجتمع المدني .
واشتمل التدريب على عدة محاور تغطي الجوانب المختلفة حيث تركز المحور الاول على تعزيز دور المؤسسات في اطار المجموعات العنقودية، وتحديد الاولويات، وخطط الاستجابة بناء على تحديد الاحتياجات في ظل الاوضاع الخاصة للمجتمع الفلسطيني اضافة لاهمية بناء قاعدة معلومات، والتعامل معها، ووضع الخطط التنفيذية قصيرة، ومتوسطة، وبعيدة المدى في ظل بيئة داخلية، وخارجية متغيرة تمهيدا لايجاد الحلول لاستمرار العمل وتعزيزه، كما اشتمل على التعريف ببناء الاطار الاستراتيجي للمؤسسات ووضع الخطة الاستراتجية، وعناصرها، ومرتكزاتها، ونقاط القوة، والضعف في عمل المؤسسات، وتحويل الصعوبات الى فرص بالامكان العمل من خلالها على تطوير العمل المؤسسي وربط ذلك بالتقييم، واهمية ادراج مسألة ادارة المخاطر ارتباطا بالوضع الخاص للمجتمع الفلسطيني .
فيما اشتمل المحور الثاني على ادارة المشاريع، وبناء قدرات التواصل، والاتصال وعناصرها الهامة التي تتضمن الاستخدام السليم للغة، وبما فيها ايضا اهمية التغذية الراجعة، وتحويل التحديات لفرص للتغلب على الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسات على اكثر من صعيد بعد فحص السيناريوهات التي يعقبها تحديد المشكلة وتحليلها، بالاضافة لتبادل الافكار، ومشاركتها، وتحديد نوع المشكلة داخلية، وخارجية، وادارة الموارد البشرية، والمالية بصورة ناجعة ومفيدة حسب نوع المؤسسة، وطبيعة عملها، وحجم المشاريع، والبرامج التي تقوم بتنفيذها، كما جرى التركيز على ادارة المشاريع ووجود ادلة داخلية تحددها انظمة المؤسسات، ومدونة السلوك التي تمثل قيم المؤسسة، ورسالتها، ورؤيتها، واعداد الوثائق الداخلية التي تحدد صلاحيات ومسؤوليات، ومهام المؤسسة، والهيكل البنائي المؤسسي لها، كما جرى تسليط الضوء على مسألة تجنيد الاموال، والتعامل مع الممولين في ظل التراجع الكبير خلال السنوات القليلة الماضية، ووضع الفرضيات والمقترحات بهذا الخصوص متضمنة شرحا مفصلا عن دورة المشاريع التي تحتوي على العديد من العناصر الهامة من تخطيط، وتنفيذ ثم تقييم، واستخلاص الدروس المستفادة وصولا لوضع الموازنة التي تتلائم مع الانشطة، وسلم المصروفات الادارية، والتشغيلية، وتم تخصيص جزء من التدريب لاطلاع المتدربين على اساس عمليات التمويل، وتجنيد الاموال، والدفع باتجاه تطوير قدرات المؤسسات، ورفع فرص الحصول على التمويل من الجهات المختلفة .
وتركز المحور الاخير للتدريب على نطاق المشروع داخليا من حيث الادلة، والمشتريات، ونطاق المشروع اضافة للانشطة التي تسبقها الفترة التحضيرية ثم الموازنة، والطاقم المهني واللوجستيات اللازمة وفق اخلاقيات عمل المؤسسة من نزاهة، وشفافية، وتعزيز قيم المشاركة، والفرق بين التمويل الاساسي، وتمويل البرامج والمشاريع .
وتم خلال التدريب العمل على تقسيم المشاركين لمجموعات عمل مختلفة تخللها تمرينات عملية مباشرة للمحاور المختلفة من بداية المشروع التي تتطابق مع هدف، ورؤية، ورسالة المؤسسة، ومدونة السلوك، وانظمة العمل السارية فيها التي تنسجم مع القانون الاساسي، واعتمد التدريب اسلوب المشاركة المباشرة، وعرض النتائج في انشطة تحاكي العمل الفعلي على بناء المؤسسات، وطرق عملها والمعيقات التي تواجه المؤسسات سواء على الصعيد الداخلي او البيئة الخارجية .
وقام بتسهيل التدريب الذي افتتح بكلمة ترحيبية من سامر الداودي مستشار السياسات في الشبكة كل من المهندس محمد خالد، ود. عبدالرحمن التميمي، والمدربة يارا زايد، كما اشتمل على مداخلات قدمتها مارتا اغوستي المنسقة المختصة من مكتب "يونسيف" حول الحماية من الاستغلال، والاعتداء الجنسي، واتريا ميير منسقة النوع الاجتماعي من المجموعة العنقودية للصحة، فيما قدمت فوز حسن مسؤولة المالية، والمتابعة في صندوق المساعدات الانسانية في الاراضي الفلسطينية مداخلة تناولت فيها قضايا الحوكمة، والسياسة، والتوجيه، والرقابة المالية، ويأتي التدريب في سياق العمل الجاري ضمن الخطة الاستراتيجية للشبكة بما فيها تطوير قدرات القطاعات المختلفة فيها، وزيادة دور وفعالية هذه المؤسسات، وتعزيز العمل المشترك، وسد الفجوات الموجودة بناء على تحليل الواقع الراهن، والتأكيد على الوضع الخاص للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وربط المساعدات بخصوصية هذا الوضع بما فيها المساعدات الانسانية، وخطط الطواريء .