رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بنتائج القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا السعودية، وأسفرت عن عودة كاملة للعلاقات بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها.
ووقع قادة الدول الخليجية ورؤساء الوفود المشاركة في القمة على "بيان العلا" الخاص بالمصالحة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جانب وقطر من جانب آخر، لتنتهي الأزمة التي اندلعت بين الطرفين في يونيو 2017، حين قطعت الدول الأربع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
وقال أبو الغيط، في بيان إن "أي تحرك فعال يؤدي إلى تصفية الأجواء العربية ويصب في صالح النظام العربي الجماعي هو محل ترحيب، ويعزز قوة الجامعة العربية وتأثيرها".
وأضاف المسؤول العربي، أنه "لا شك أن التحديات الضخمة التي تواجه العالم العربي تستدعي رأب الصدع في أسرع وقت وتحقيق التوافق بين الأخوة.. فالخلافات العربية تخصم من الأمن العربي وينبغي تجاوزها في أسرع وقت".
وأكد "أهمية العمل على تعزيز هذه الحالة الإيجابية التي تولدت عن قمة العلا، والبناء عليها من خلال تعزيز الثقة".
وثمن أبو الغيط، الجهود التي قامت بها الدول العربية المعنية من أجل العمل على إنهاء الخلافات العربية في توقيت عصيب يواجه فيه العرب تحديات مصيرية.
ورحبت قطر بـ " بيان العلا" للمصالحة مع الدول العربية الأربع المقاطعة لها، والصادر عن اجتماع القمة الخليجية الـ 41 التي عقدت في وقت سابق بالمملكة العربية السعودية.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان على موقعها الإلكتروني " ترحب دولة قطر ببيان العلا الذي أعلن على هامش اجتماع الدورة الـ 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد اليوم الثلاثاء الموافق 5 يناير".
وأضاف البيان أن اللقاء يأتي في هذه اللحظة الحاسمة امتدادا لمسيرة العمل المشترك في إطاره الخليجي والعربي والإسلامي، وتغليبا للمصلحة العليا بما يعزز أواصر الود والتآخي بين الشعوب، مرسخا لمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل.
وأكد أن وحدة الصف الخليجي لطالما كانت أولوية لقطر، وأن إعادة لحمة شعوب المنطقة على قائمة مساعيها، معربا عن تطلع الدوحة إلى تحقيق طموحات الشعوب نحو مزيد من التضامن والنمو والاستقرار.
وأشاد بجهود دولة الكويت، معتبرا أن "بيان العلا" يعد مكملا للجهود الصادقة التي قادها أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح واستكملها الأمير الحالي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح.
بدوره، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن تحقيق المصالحة بين دول الخليج "يعزز العمل العربي المشترك والدفاع عن قضايا أمتنا وفي المقدمة منها القضية الفلسطينية".
وأشاد الرئيس عباس، في بيان بـ "الجهود المقدرة لدولة الكويت الشقيقة لرأب الصدع بين الأشقاء في دول الخليج العربي، وعقد هذه القمة الهامة".
ورحبت الرئاسة الفلسطينية، بمواقف دول مجلس التعاون الخليجي الثابتة لدعم القضية الفلسطينية وإدانة الممارسات الإسرائيلية، وفق ما جاء في بيان القمة.
وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة، إن الرئيس عباس "يعبر عن شكره وتقديره العميق للمواقف الواضحة والقوية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي.. ويثمن عاليا الدعم السياسي والمساعدات السخية لدول المجلس المقدمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ودعوتهم للمجتمع الدولي لاستمرار دعمها لتواصل مهمتها حتى عودة اللاجئين".
وهنأ الرئيس عباس، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على استضافة ونجاح هذه القمة الخليجية الهامة.
كذلك رحب الأردن، بمخرجات القمة الخليجية، وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي إن "بيان العلا" يشكل إنجازا كبيرا لرأب الصدع وإنهاء الأزمة الخليجية وعودة العلاقات الأخوية إلى مجراها الطبيعي.
وأضاف الصفدي، في بيان أن هذا الإنجاز "يعزز التضامن والاستقرار في منطقة الخليج العربي، ويخدم طموحات شعوبها بالنمو والازدهار، ويسهم في تعزيز التضامن العربي الشامل وجهود مواجهة التحديات المشتركة".
وثمن الجهود الكبيرة التي بذلتها الكويت والولايات المتحدة الأمريكية لإنهاء الأزمة وتحقيق المصالحة، مشيرا إلى أن الأردن سيستمر في العمل مع جميع الأشقاء على تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة التحديات وتعميق التعاون العربي لخدمة المصالح والقضايا العربية المشتركة.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية اليمنية بالجهود الصادقة لإعادة اللحمة بين دول الخليج العربي.
وأعربت الوزارة، في بيان عن تطلع اليمن إلى أن تعمل القمة الخليجية على معالجة القضايا العالقة وعودة العلاقات الخليجية إلى مجراها الطبيعي تحقيقا لتطلعات قادة وشعوب المنطقة.
وعبرت عن تقدير اليمن لحرص قادة دول الخليج العربي على توحيد الصف ولم الشمل من أجل مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة.
بينما وصف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي القمة الخليجية بأنها "قمة إيجابية.. موحدة للصف.. مرسخة للأخوة".
وقال محمد بن راشد، في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، "شاركت اليوم في قمة العلا لقادة دول مجلس التعاون..المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسك وتعاون خليجي حقيقي وعمق عربي مستقر".
وأضاف أنه " قبل أربعين عاما من اليوم، استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس رحمهم الله جميعا... مسيرة التعاون هو إرث هؤلاء القادة لشعوبهم.. واليوم تتعزز المسيرة.. وتترسخ الأخوة.. وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا".
وتابع "نجدد شكرنا للمملكة العربية السعودية على رعايتها هذه القمة الناجحة.. ونجدد ثقتنا في مسيرة دول مجلس التعاون.. ونجدد تفاؤلنا بأن السنوات القادمة تحمل استقرارا وأمنا وأمانا وعملا وإنجازا سيخدم شعوبنا.. ويسهم في استقرار محيطنا".
من جهتها، رحبت وزارة الخارجية اللبنانية بقرار فتح الحدود البرية والبحرية والجوية بين السعودية وقطر.
وثمنت الوزارة، في بيان "جهود الكويت في هذا المجال"، متمنية أن "تساهم هذه الخطوة في تحقيق الاستقرار في المنطقة وضمان الأمن والازدهار للبلدان العربية".