ترامب .. العالم يغيره المجانين فيصبحون عظماء التاريخ

بقلم: طلال الشريف

د. طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

كل جديد خارج عن المألوف عند الناس هو جنون حقيقي.

كل ما هو غير عادي أو غير نمطي هو جنون بمقياس النائمين في العسل.

الطيبة في عصرنا هي جنون خارج المألوف  بمقاييس الغالبية الملوثين.

أي اختراع جديد في حقيقته جنون من صاحبه لأنه تغيير في السلوك والفكر والعين للبشر.

ليس إعجابا بترامب، فمشاعر الجميع بقيم ومقاييس العصر واحدة ، كلنا لا يعجبنا تصرفات ترامب وأنصاره ونستغرب من واحة الديمقراطية، الولايات المتحدة، وما يحدث هناك.

الحقيقة هي أن سكان هذا العصر هم وليدوا ثقافة واحدة من أقصاها لأقصاها، تطورت فيها القوانين والمفاهيم حتى وصلوا لمشاعر قريبة من بعضهم البعض وخاصة في عصر العولمة الأحدث الذي يوحد الصفات البشرية دون شعور.

الاعلام يشكل الإنسان بعد الثورة الرقمية فتصبح أنت ترى العالم كله ويرونك بوضوح، وتنتشر الأفكار بسرعة ويغلب على طابع الناس عناصر متشابهة من الملبس والمأكل والأفكار والاهتمامات من تصفيف الشعر حتى استخدام ثورة الشبكة العنكبوتية، نعم تتوحد اهتمامات البشر أسرع في عصرنا فالغالبية منهم بعد ذلك يصبحون كما ترى عقلاء روتينيين متكيفين مع الواقع  ، لذلك يستهجن الناس سلوك الرئيس ترامب المجنون أصلا، حين يتصرف خارج النمط السائد والمألوف.

العالم يغيره المجانين، فإن نجحوا أصبحوا عظماء التاريخ، وإن فشلوا أصبحوا طي النسيان، ويستمر البشر في روتينهم الذي تعودوا عليه لحين محاولة أخرى من مجنون آخر لمحاولة اخرى غريبة عن تصورهم.

مجانين كثر غيروا العالم فأصبحوا عظماء التاريخ، يقف لهم من جاؤوا بعدهم بالآف السنين احتراما، لما أنجزوه، ولا يتذكرون أو يتمحصون جنونهم، لكن في سيرهم، عندما تقرأها، تجد أشياء غريبة وسلوكيات وطبائع أغرب، يتفلسف الكتاب والأدباء لاحقا في حسن تفسيرها، كعلامات على العبقرية، ويؤلفون عنها المؤلفات، ولكن الحقيقة هم مجانين،  أفكارهم وسلوكهم جنوني خارج المألوف،  ولكنهم نجحوا، والناجح الكل بيغنيله...

هكذا يتغير العالم ويتطور  ويأتي الجديد، وأحيانا يغلب الجنون  على من نجح من هؤلاء المجانين حين يواصل مسيرته المجنونة وفجأة يتدهور ويدمر كل شيء ويهلك البشر ..

كل عظيم مجنون لمرة واحدة جيد،  أو، لثورة واحدة فقط ممتاز،   ثم ألقو القبض عليه، وانزعو منه أي سلطة، قبل أن يتابع جنونه، فينقلب للشر ويؤذي البشر.

قائمة عظماء غيروا التاريخ والبشرية كبيرة
وبها كتاب وأدباء وقادة ورؤساء وأمراء وعلماء وكل قادة الثورات في التاريخ  شكلوا فكر وثقافة البشر التي نراها هم مجانين، ويأتي من بعدهم مجانين آخرين يغيرون الماضي والحاضر ويصبحوا عظماء المستقبل.

يحضرني هذه الأسماء
هتلر، نابليون، الاسكندر، نابليون، شيكسبير، ارسطو، ماركس، يوليوس قيصر، لوثر كينغ، ستالين، اينشتاين، كولومبوس، نيوتين، بيتهوفن، دافنشي، جنكيزخان، نيتشه، تشيرشل، أديسون، فرويد، غاندي، غاليليو، كيسينجر، تيم بيرنرز لي مخترع الشبكة العنكبوتية،  مارك زوكربرج مخترع الفيسبوك .. وغيرهم كثيرين.

العقلاء هم غالبية البشر العظمى ولا يغيرون شيئا، والمجانين هم من يقتحمون المجهول دائما  لأنهم مجانين، فالعاقل يخاف المجهول.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت