- د. طلال الشريف
إذا صدق كلام قائد عسكري مهم في حماس الذي ظهر في تسجيلات الفيديو وشرح الكثير مما لا يعرف الناس وتأكيده أن الحرب على غزة باتت مؤكدة قبل ٢٠ من هذا الشهر أي في غضون أقل من أسبوعين من اليوم فهذا يعني أن طبول الحرب قد قرعت والحرب على وشك الاندلاع ..
حرب على غزة يعني توقف كل شيء بما فيها العمل السياسي بخصوص الانتخابات والمصالحة والعلاقة مع غزة ..
يعني تسارع الحديث عن قرب صدور مرسوم الانتخابات الذي تحدث به جبريل الرجوب عن ساعات بمثابة تمويه لو كان لديهم في رام الله تقديرات بهذه الحرب على غزة التي تحدث عنها القائد العسكري الحمساوي.
ولو افترضنا أن هناك تقدير من جهة حماس الرسمية بأن الحرب على غزة هي واقعة لا محالة فهل حماس تلقت تحذيرات ونصائح من قطر مثلا جعلت السيد اسماعيل هنية يسرع قبل أيام بإرسال موافقة على إجراء الانتخابات للرئيس عباس منعا لهجوم إسرائيلي على غزة يتماهى معها الرئيس بالاستجابة لتمرير الوقت الحرج قبل الهجوم على غزة؟؟
وهل تكون سرعة بث فيديوهات القائد العسكري في حماس في هذا الوقت بعلم وتنسيق مع قيادة حماس لأهداف غير واضحة وعلى الأقل الهدف منها فضح خطة الهجوم الإسرائيلي لإفشال الخطة ومنع الحرب؟؟
الفيديو المنشور تحدث عن مشاركة الولايات المتحدة لإسرائيل في الهجوم على غزة قبل الهجوم على إيران، فهل كان الربط خيالي بأن ترامب يحضر لضرب ايران ولذلك ضرب غزة هو في صيغة خيال أيضا؟ وماذا الآن بعد استبعاد الضربة لإيران مع دخول أنصار ترامب مبني الكابيتول بواشنطن التي وضعت ترامب في الزاوية وكما يقول المحللون باستبعاد إمكانية الحرب على ايران رغم احتماليتها وحق ترامب الذي مازال رئيسا لشن الحرب؟ ولكن ماذا عن الحرب على غزة؟ غزة لا تريد الحرب ولكن كلام القائد العسكري الحمساوي أقرب لإمكانية الحرب والأيام المتبقية حتى العشرين من هذا الشهر قد تكون خطرة وتحمل ترقبا واجبا.
الإقالات في رام الله والرواية المفقودة:
موضوع إقالة البراك والضميري بشكل خاص في رام الله مباشرة بعد نشر الرواية المفقودة قد تكون أول نتائجها تتحقق بكشف حقائق كثيرة كانت غامضة ولا يعرفها الجمهور في موضوع تصفية دحلان سياسيا أو جسديا قد هزت الرئيس عباس وهي أولى خطواته في اتجاه التغييرات والاقالات التي ستستمر لمواجهة دحلان من جديد بفريق آخر فشل الأول في تقديم إدانات لدحلان وهناك حملة تقوية في جبهة الموالين لعباس لإدارة معركة جديدة لها علاقة بمنع دحلان والتيار الإصلاحي من المشاركة في الانتخابات..
وماذا عن أعضاء اللجنة الثلاثية عزام الأحمد وصخر بسيسو والمرحوم عثمان أبو غربية الوجوه الأبرز في تأكيد براءة دحلان في الرواية المفقودة؟ وآخرين مثل ابو ماهر غنيم؟ ولا أدري إن كانت هناك مواقف تجاه أعضاء آخرين في اللجنة المركزية والمجلس الثوري وبعض المسؤولين في سياق عمليات تطهير قادمة كلها لها علاقة بالرواية المفقودة والتصدي من جديد لتيار دحلان قبل معركة الانتخابات وردا على الرواية المفقودة التي أضعفت موقف الرئيس عباس ووضعت الجميع في الزاوية أمام الحقائق المنشورة؟
توقعاتي أن ما بعد نشر الرواية المفقودة ليس كما قبلها رغم الضبابية وعدم ظهور علاقة مباشرة الآن وواضحة بإقالة البراك والضميري التي قد تتبعها قريبا إقالات أخرى وإبعاد آخرين بعد الرواية المفقودة تحضيرا لمعركة جديدة مع دحلان والتيار الإصلاحي على خلفية الانتخابات اذا صدر المرسوم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت