"أتمنى هذا العام أن أطور من نفسي وتكون حياتي المهنية فيها مزيد من التقدم وأسافر في رحلة سياحية إلى الصين"، هكذا قالت الشابة المصرية رنيم ماهر (23 عاما)، التي تعمل مترجمة في الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، وهي تتحدث عن أمنياتها مع بداية العام الجديد.
بعد انتهاء عام شاق من مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) وتبادل الخبرات والمساعدة بين الصين والدول العربية، عبر أصدقاء عرب يعملون في شركات صينية عن آمالهم وتمنياتهم في العام الجديد على المستوى الشخصي وتجاه التعاون الصيني العربي.
فقد تمنت رنيم لعلاقات التعاون الصيني المصري المزيد من الإنجازات والتقدم، قائلة إن "حياتي تغيرت كثيراً منذ أن عملت في الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية، فقد تعلمت العديد من المهارات في الشركة وأصبح لدي العديد من الأصدقاء الصينيين، ما ساعد في رفع مستوى اللغة الصينية لدي وأصبح التواصل بيني وبين الصينيين سهل وسلس، وأعطاني ذلك ثقة كبيرة في نفسي".
وأكدت أنه في فترة انتشار جائحة كوفيد-19، اتخذت الشركة الصينية إجراءات احترازية كبيرة، "فقد اهتمت الشركة كثيراً بصحة الموظفين أولاً وقدمت لنا الكثير من المساعدات الطبية. وفي الأعياد المصرية، دائما ما ترسل لنا الهدايا القيمة، وتقوم بالعديد من الأنشطة للموظفين. كما اهتمت بنشر الثقافة بين العاملين حيث افتتحت مكتبة للعاملين مليئة بالكتب المختلفة والمتنوعة"، حسبما أضافت رنيم.
وأعربت عن أملها في تطوير نفسها واكتساب مهارات جديدة والالتحاق بالدراسات العليا لتطوير مستواها في اللغة الصينية، والسفر إلى الصين ومشاهدة معالمها السياحية وزيارة العديد من مقاطعاتها وحضور احتفالات عيد الربيع الصيني في الصين، وقالت "أتمنى أن يكون هذا العام ملئ بالتقدم والتفاؤل والصحة".
يذكر أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية تنفذ في مصر مشروع حي المال والأعمال، الذي يضم 20 برجا باستخدامات متنوعة، وباستثمارات تقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار.
أما في العراق، فقال عمر راجي (26 عاما)، الذي يعمل مهندسا مدنيا في شركة ((شانغهاي إلكتريك))، إنه يتمنى في العام الجديد من الحكومة العراقية والحكومة الصينية التعاون وإنتاج مشاريع جديدة في العراق. وتوجه بالتهنئة للعالم العربي والشعب الصيني بمناسبة حلول العام الجديد، متمنيا للجميع الصحة والسلامة.
تجدر الإشارة إلى أنه بعدما شهد العراق تفشي كوفيد-19 الذي تزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة وصل لدرجات قياسية، بذلت شركة ((شانغهاي إلكتريك)) التي شيدت أكبر محطة للطاقة الحرارية في العراق، جهودها العظمى في ضمان استقرار إمدادات الطاقة في بغداد وبقية المحافظات العراقية.
وقال عمر "في الحقيقة، الشركة وفرت لي فرصة عمل وساعدتني بالعمل هذا على الصعيد الشخصي. أما على الصعيد العام، فقد وفرت الشركة للكثير من العراقيين فرص عمل وساعدتهم في إيصال (الضوء) الكهرباء إلى بيوتهم". وأعرب عن أمله في دعم المشروع العربي الصيني والمساهمة فيه "لأنه يخدم الشريحة العراقية البسيطة".
"أحلامي كثيرة وكبيرة"، هكذا عبرت خديجة اغجدام (32 عاما)، التي تعمل مديرة للموارد البشرية بالشركة الصينية ((شاندونغ إليكتريك باور المحدودة)) (سيبكو3) في المغرب. وقالت إن اختيارها كالمديرة في الشركة "كان نقلة مهمة في مسيرتي المهنية، كان بداية لتحدي كبير، ومعه نضجت عمليا وشخصيا بحيث عشت تحديات مختلفة كل يوم. وبما أنه مشروع كبير وعدد الموظفين فيه كبير جدا ومن جنسيات وثقافات وأعمار مختلفة، فقد اكتسبت خبرة مهمة وتغلبت على أصعب التحديات، وهذا جعل مني إنسانة ناضجة وقوية".
ومنذ العام 2015، تعمل شركة ((سيبكو3)) على إنجاز المشروعين الثاني والثالث لمجمع "نور" للطاقة الشمسية المركزة في وارزازات المغربية، وهو ما يساعد المغرب على تقليل اعتماده على واردات الطاقة وتطوير قطاع الطاقات المتجددة في البلاد.
يذكر أن المشروع وفر ما يقرب من 14 ألف فرصة عمل للسكان المحليين وساعد الشركات المغربية على تدريب الموظفين على معدات الطاقة الكهربائية وبناء هندسة الطاقة، بالإضافة إلى رفع مستوى التكنولوجيا والصناعة في المغرب.
وأعربت خديجة عن تمنياتها بأن تكون "يوما ما في المستقبل سفيرة للشركات الصينية الراغبة في الاستثمار في المغرب لمساعدتهم على التأقلم".