قال وزير الشؤون الدينية التونسي أحمد عظوم إن المسجد الأقصى المبارك كان مركزا من أهم مراكز تدريس العلوم الشرعية في العالم الإسلامي، لذلك أكد أئمة المسلمين حرصهم منذ البداية على شد الرحال إلى الأقصى للصلاة فيه ونشر العلم.
وأضاف عظوم خلال ندوة علمية دولية أقيمت في تونس بعنوان "الأقصى علاقات التعاون والتواصل مع جامع الزيتونة المعمور وجامع عقبة بن نافع بالقيروان"، بحضور سفير دولة فلسطين لدى تونس هائل الفاهوم، ورئيس جامعة الزيتونة عبد اللطيف بوعزيزي، والمقرئ والداعية في القدس الشريف الشيخ عطا الله خليـــل ناصر، أن المسجد الأقصى عاش حياة علمية حافلة على مدى القرون وكان أهم مراكز الشريعة الإسلامية.
بدوره، أكد الفاهوم أن جامعي الزيتونة المعمور بتونس، وعقبة بن نافع بالقيروان وثيقة الصلة مع الأقصى من خلال دور عدد من رجال العلم اللذين كان لهم اسهاما كبيرا في نحت تلك الصلات وتقوية اواصر وروابط العلاقة، مضيفا أنه على غرار التجربة المقدسية شهدت عديد المدن العربية تجارب مماثلة تعد واحدة من أبرزها التجربة الزيتونية اذ لم يقتصر الحدث الكبير فيها على بناء مسجد للصلاة فقط في العام 79 للهجرة كثاني جامع في افريقيا بعد مسجد عقبة بن نافع بل في الدور الذي أنيط به كأول جامعة إسلامية شكّلت الدور الحضاري والعلمي في العالم العربي والإسلامي كمركز للتعليم، وساهم بنشر الثقافة العربية الإسلامية في المغرب العربي وافريقيا.
من جهته، أشار بوعزيزي إلى أن علماء المغرب شدوا الرحال إلى الأقصى طلبا للعلم والفقه، حيث اشتُهر عدد كبير منهم بعلوم التفسير والحديث والفقه، وأصبحت لهم حلقات خاصة يفد إليها المقدسيون في المسجد الأقصى، فضلا عن عدد كبير من المدارس العلمية التي وُجدت في المدينة في ذلك الوقت.
وتركز حديث الشيخ عطا الله على اسهامات عدد من علماء المغرب العربي في نشر علومهم وخبرتهم في الحديث والفقه والتفسير والتجويد في بلدانهم المغاربية وفي القدس الشريف ذو المكانة العالية لدى أهل المغرب، وما حي المغاربة في القدس سوى شاهد على تلك الحقبة المشرقة في تاريخ علمائنا.