اندلع التوتر في العالم العربي قبل 10 سنوات، وشهد العالم العربي تغيرات كبيرة. وشهدت بعض الدول انتقالا سلميا، بينما عانت أخرى من حرب أهلية واضطرابات وويلات يدفع ثمنها الناس العاديون. أجرى مراسلون من وكالة أنباء ((شينخوا))، مقابلات مع أشخاص من عامة الشعب العربي، ومن خلال هذه المقابلات، يمكن الاطلاع على ما يهم الناس العاديين بالفعل.
في الحقيقة، إنه نتيجة لما تدفع له الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية من تغيير في بعض الدول العربية، باتت العديد من تلك الدول تعاني من ويلات الحرب الأهلية، كما هو الحال في سوريا، التي أعرب مواطن منها عن رأيه فيما بات فيه بلده من حرب ودمار وتردٍ كبير في حياته وحياة أبناء شعبه.
قال محمد العمري، الباحث والكاتب السوري "في الواقع الاقتصادي، هناك شبه تراجع كلي للاقتصاد السوري، بدأنا نشهد تراجعا كبيرا لقيمة الليرة السورية، وكذلك للوضع الاقتصادي، والاستثمارات في سوريا. على المستوى الاجتماعي، وجدنا بأن هناك تغيرا في الديموغرافية السورية نتيجة الحرب على سوريا، وكذلك فرض أمر واقع من التقسيم".
على الصعيد نفسه، رأى العمري أن الولايات المتحدة هي أكبر دافع لوضع سوريا في هذا الحال المتوتر، موضحا أنه "فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية، كان لها التأثير الأكبر بطبيعة الحال بتأزيم الوضع. من الناحية السياسية، دعمت الولايات المتحدة الأمريكية المشروع الانفصالي في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وأيضا عرقلت الحلول السياسية من خلال دعم المعارضات في الخارج، لعدم التوصل إلى أي اتفاق مع الدولة السورية".
وعلى الصعيد الاقتصادي أيضا، قال العمري إن الولايات المتحدة قد مارست أيضا صور الحصار الاقتصادي على سوريا، وكذلك الاستيلاء على الثروات الباطنية، وخاصة النفط السوري، وكذلك الموارد الزراعية.
وعلى الصعيد الاجتماعي، أضاف "أن الولايات المتحدة سعت إلى تكريس الواقع الانفصالي كما يحصل اليوم في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وكذلك ما يحصل من إعطاء الغطاء للجيش التركي لدعم الميلشيات في منطقة إدلب".
في ليبيا، قال بعض المواطنين إن هناك صعوبات كبيرة طرأت على معيشتهم بعد عام 2011. وأوضح المواطن الليبي أمين أحمد، قائلا إن التغيرات التي حدثت بعد 2011 كانت كبيرة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي المحلي في ليبيا، حيث أصبح الشباب ليس لديهم دور بارز في تكوين المؤسسات الأساسية، وأضحوا بلا راتب ولا وظيفة معلومة، وأصبح الوضع الحياتي صعبا لا يلبي طموحات الشباب في مجال التعليم، وفي مجال بناء القدرات المهنية والعملية، وبات الشباب يفرغون طاقتهم إما في ساحات المعارك، أو بين الأوضاع المعيشية الصعبة التي تتقاعس عنها الدولة.
وفي تونس، قالت المراسلة التونسية عيتان لعمار، "نقول إن الثورة في تونس لم تحقق لنا المنشود، وإلى يومنا هذا لا يزال الحراك الاجتماعي يطالب بالتنمية والتشغيل وهما إحدى ركائز الثورة التونسية. فمثلا، عدد العاطلين عن العمل قد ناهز خلال أغسطس 2020، قرابة 750 ألف عاطل، والمقدرة الشرائية للمواطن التونسي تراجعت بواقع خمسين في المائة مقارنة بعام 2010. وهذا شيء محزن جعل نظرتنا للمستقبل ضبابية".