- بقلم كمال ابراهيم
الكثيرون في المجتمع العربي ومن بينهم نشطاء سياسيون ذهبوا الى القول إن نتنياهو يسعى من وراء التقرب من الدكتور منصور عباس ومن زياراته المكثفة مؤخرا لبعض المدن العربية واجتماعه بعدد من رؤساء السلطات المحلية الى تفكيك القائمة المشتركة والى كسب الأصوات من المجتمع العربي بهدف تعزيز مكانته بغية تمكنه من كسب الانتخابات وتشكيله حكومة يمينية برئاسته .
الا أن هذه الاحتمالات لا تبشر له بالخير لأسباب عدة أهمها
- أن القائمة المشتركة لم يتم تفكيكها بعد ولا زال هناك احتمال باجتماع مركباتها الأربعة للاتفاق على صيغة مشتركة لخوض الانتخابات سوية لما فيه مصلحة مشتركة لجميع الأحزاب وخاصة للقائمة العربية الموحدة ( الحركة الإسلامية ) التي اختلفت في النهج السياسي عن بقية الأحزاب الثلاثة الأخرى في المشتركة ، الأحزاب ، التي تعارض موقف الدكتور منصور عباس من التعاون مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتتهمه بأن نهجه هذا لا يساهم في تحسين مواقف نتنياهو العنصرية ضد المجتمع العربي وأن كل ما يسعى اليه نتنياهو جراء هذه الاتصالات هو ضرب الإجماع العربي وتفكيك القائمة المشتركة . زد على ذلك أن القائمة العربية الموحدة ( الاسلامية ) لا ترغب في خوض الانتخابات لوحدها خوفًا من عدم تحقيقها النجاح باجتياز نسبة الحسم . وعليه لا زال الامل كبيرًا لدى هذه القائمة بالاتفاق مع باقي المركبات في المشتركة لخوض الانتخابات بقائمة مشتركة تشمل الأحزاب الأربعة .
- المطلوب الآن من قادة الأحزاب الأربعة في المشتركة العمل على توحيد القائمة من جديد وعدم اتاحة الفرصة لنتنياهو بتحقيق مأربه بتفكيك القائمة وعليه يجب على الجبهة التخفيف من اتهاماتها للدكتور منصور عباس وعدم تخوينه هذا من جهة ومن جهة اخرى على القائمة العربية الموحدة برئاسة الدكتور منصور عباس الاتفاق مع مركبات المشتركة باحترام دستورها وعدم الخروج عن قرارات الاكثرية في القائمة لما فيه مصلحة الاسلامية المهددة بخوض الانتخابات لوحدها مما يشكل خطرًا على امكانية نجاحها في الانتخابات ومما سيكون ضربة قاسية لإمكانية المحافظة على اكبر عدد ممكن من النواب العرب في الكنيست المقبلة .
- الجبهة وكذلك التجمع الوطني والحركة العربية للتغيير، لم يعلنوا على الملأ عدم خوضهم الانتخابات بدون الحركة الاسلامية والجبهة ببيانها الأخير قبل يومين اعربت عن أملها في وحدة القائمة المشتركة . وكذلك القائمة العربية الموحدة ( الاسلامية) لا زالت تدعو لاجتماع مركبات المشتركة الاربعة للاتفاق على وحدة المشتركة وخوض الانتخابات سوية .
- والاهم أن جميع مركبات المشتركة يدركون ان تفكيك القائمة ليس من مصلحة الجميع وليس من مصلحة المجتمع العربي الأمر الذي سيقلل كثيرا من عدد النواب العرب وهذا ما تشير اليه استطلاعات الرأي العام الاخيرة التي لا تعطي المشتركة اكثر من 11 مقعدا بسبب الخلافات التي ظهرت فيها والتي ادت الى تذمر المواطن العربي مما آلت اليه حالة المشتركة في نظر العربي الذي يريد الوحدة وليس التشرذم.
- إن موعد تقديم القوائم لانتخابات الكنيست هو الثالث من شهر شباط فبراير المقبل أي بعد اسبوعين من الآن ولم يبق أمام مركبات المشتركة الا الاتفاق في اقرب وقت لإعادة اللحمة في المشتركة بأحزابها الأربعة لما يتطلبه العقل الأرجح والأفضل لمصلحة المجتمع العربي ولتفويت الفرصة على كل من يسعى لضرب مصلحة هذا المجتمع وتشتيته .
المصدر: -
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت