اسمه سجن الرملة

بقلم: عبد الرحمن المقادمة

  •    بقلم الأسير عبد الرحمن المقادمة

يقضون زهرة الشباب بمرارة الفرح .. بانصهار أعمارهم ممزوجة بالوجع والألم في بوصلة قضيتهم العاجلة ..، أرض فلسطين والهوية والشعب المنكوب ...
مختلجة هي المشاعر ومختلطة من الكثير... والكثير .. فكثير من عبروا هناك ..، فالواحد يرتد منهم على فراش الأنين ..يلملم الحنين متوسد بالأمل .. ويتقلب على جمر الشوق .. وأكثر .. ، فهناك .. هو الحرمان والأسى ..، لكن الأسير يجاور الحياة ..وبجوار الانتظار الفولاذي ..!! الانتظار ..يعنى التوازي من شبه الموت أو أبعد ..، هو الفخ الرابط بين اوجاع الموت والاشتياق ، هو الموت او اكبر ...
هناك الأسرى المرضى ...
الموت الرتيب على مسكنات الوجع ..أو مسكنات لصرخات الوجع ..!! ففي مسلخ الإنسانية ..، ويدعي الاحتلال الديمقراطية ..!!! إنه مستشفى للمعالجة ..، ويقبع الأسرى المرضى فلا علاج ولادواء للشفاء .. لم يُسمع أن أحدهم تم شفائه !!_نتمنى_ لكن الواقع أنهم يزدادون ألماً والوجع أضعاف والصحة في إنحدارها السلبي .. فهناك مرضى .. ولا علاج هي مسكنات فقط ..!ولا سواها ..!
..هي سياسة الحقد التي تغمرها الكراهية في معتقد الغويم ليتم القتل بالإهمال الطبي .. فيموت ويقتل بغير عمد ..!! ليكون غير مسؤول الاحتلال عن قتله .. ولا ننسى فارس بارود ..و الغرابلي وداوود صبيح .. كمال ابو وعر ..، والقائمة في ازدياد ..، ( رقم الشهداء : ١٢٤ أسيراً شهيداً ) مرض هناك .. والصفة أسير .. حرمان في القهر .. وعذابات في الوجع .. تجتمع في جسده الهزيل المهترء ..لتغتات نفسه على آهات الزمن الرابض منتظراً للحظة الافتراق ..!! ولا يقدم له هناك سوى مشاعر الحقد والكراهية في حبة مسكن لا تسمن الصحة ولا تغنيها من ألمها ..!!،وتقدم بغير حب حب ولا رأفة بحاله .. وقصد قتله الغير مباشر .
هناك ... يمت الحر ابن الوطن ألف مرة في يومه ولا مستمع لصراخاته إلا من حوله من إخوة المعاناة الذين يشاركونه زمن الوجع وألم المكان البعيد عن الأهل فيجتمعون حوله ..، يواسونه ويصبّروه بدعمهم المعنوى وكلمات الأمل الصادق ..للتخفيف عنه ، وبإيمانهم الراسخ أن الفقة قد حان موعدها .. واقتراب موعد حصادها وهذا ما يسكن وجع النفس ..!!
هناك ينتظرون ومع كل صرخة ألم وبإشراق الأمل بنفوسهم .. !
لشمس الحرية في آفاق إنفراجها .. وبشائر اللقاء بالأهل والشعب
في الانفس يشذوا و مع نبض الفرحة تملئ الصدر بخفقان الألم
ليمضون للوعد وغداً لناظره قريب
.....

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت