كشفت مصادر مُطلعة في حركة "حماس"، أن الأخيرة تتجه نحو عدم تأجيل انتخاباتها الداخلية المقررة قريباً، والإبقاء على إجرائها في مواعيدها المحددة.
وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، إن نقاشات جرت داخل الأطر القيادية والشورية للحركة خلال الأيام الماضية، حول إمكانية تأجيل الانتخابات الداخلية لعدة أشهر، بسبب قرب انعقاد الانتخابات الفلسطينية العامة.
وبحسب المصادر، التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها، فإن الجهات التي دعت إلى التأجيل، بررت ذلك بصعوبة الجمع بين التحضير للانتخابات العامة، و"الداخلية"، في ذات الوقت.
وفي 15 يناير/كانون ثان الجاري، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً بعقد الانتخابات التشريعية في 22 مايو/أيار المقبل، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب.
وأضافت المصادر، أن التوجّه العام لدى حركة حماس، حاليا، هو المضي في عقد "الاستحقاق الانتخابي وعدم تأجيله، وذلك بالتوازي مع التحضيرات للانتخابات الفلسطينية العامة".
وتُجري حماس انتخاباتها الداخلية كل أربع سنوات، في ظروف سرية؛ نظراً لاعتبارات أمنية تتعلق بالملاحقة الأمنية من قبل إسرائيل، حيث عُقدت الانتخابات الأخيرة عام 2017.
وتوقعت المصادر أن تبدأ الانتخابات الداخلية لحماس، مطلع فبراير/ شباط المقبل؛ وأن يتم اختصار مدتها لنحو شهر ونصف (بدلا من 4 شهور)، كي يتسنى للقيادة الجديدة للحركة التحضير لخوض الانتخابات الفلسطينية العامة.
ولفتت المصادر إلى أن اللجان التحضيرية للانتخابات الداخلية، باشرت فعلياً ترتيبات عقدها، حيث تجري على عدة مراحل بحسب ظروف "الأقاليم الجغرافية".
وتتوزع الانتخابات الداخلية لحركة حماس على ثلاثة أقاليم، هي: قطاع غزة، والضفة الغربية، وإقليم "الخارج" (خارج الأراضي الفلسطينية).
وحول الانتخابات الفلسطينية العامة، لفتت المصادر إلى أن حركة حماس ترى في انعقادها، "مدخلاً نحو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي؛ من أجل التوحّد في مواجهة الأخطار المُحدقة بالقضية الفلسطينية، والمخططات الإسرائيلية لتصفيتها".
وأضافت "بالتالي، فإن الحركة تدفع بكل جدية نحو إجراء الانتخابات، وتذليل كافة العقبات في سبيل ذلك، وقد أبدت المرونة اللازمة تجاهها".
وأشارت المصادر إلى أنه لم يُبت – حتى الآن – في شكل وطبيعة مشاركة حماس في الانتخابات المقبلة، مبيّنة أن ذلك سيتم بناء على مخرجات اللقاء التشاوري للفصائل الفلسطينية، المقرر في القاهرة الشهر المقبل.
وتعقد الفصائل الفلسطينية اجتماعاً بالعاصمة المصرية القاهرة مطلع فبراير/ شباط المقبل، لمناقشة سبل إنجاح الانتخابات الفلسطينية التي ستجرى في وقت لاحق من العام الجاري.
وجرت أول انتخابات للمجلس التشريعي عام 1996، وفي 2006 جرت الانتخابات الثانية، في حين جرت آخر انتخابات رئاسية في العام 2005، وفاز فيها الرئيس محمود عباس.
ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، و"فتح"، وأسفرت وساطات واتفاقات عديدة مطلع الشهر الجاري عن توافق الحركتين على شكل وتوقيت الانتخابات.
وسبق وأن توصلت الحركتان خلال السنوات الماضية، إلى اتفاقات مصالحة، تشمل ضمن بنودها "إجراء الانتخابات"، لكنها اصطدمت بملفات خلافية، ما أدى إلى فشلها.