- بقلم/ أحمد يونس شاهين
الانتخابات حالة تشهدها الدول العاملة بالديمقراطية بهدف تجديد الشرعيات للأنظمة الحاكمة والمسيرة لأمور الشعوب وتعمل على تلبية مطالبهم وتنفيذ واجباتها تجاههم بما يضمن لهم حياة كريمة في أوطانهم، إن صدور المراسيم الرئاسية للانتخابات الفلسطينية لهو قرار طال انتظاره من مختلف أطياف الشعب الفلسطيني أملا بأن يكون المخرج من حالة الانقسام الفلسطيني وصولاً إلى الوحدة الوطنية التي ستكون الحصن المنيع للشعب الفلسطيني والصخرة التي ستتحطم عليها المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، إن الانتخابات الفلسطينية تختلف عن كونها استحقاق ديمقراطي كما هو دارج ومتعارف عليه في الدول المستقلة فهي تختلف كون أن الشعب الفلسطيني مازال خاضع تحت الاحتلال الإسرائيلي الذي يغيب السيادة الفلسطينية
لذلك فإن الانتخابات أصبحت ضرورة وطنية وتحدياً كبيراً للحفاظ على النظام السياسي ومكوناته وصولاً إلى الوحدة الوطنية صمام الأمان للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وهنا يجب أن تكون الانتخابات صراعا وتنافسا على مواجهة الاحتلال والتصدي لمشاريعه الاستيطانية لا أن تكون صراعاً على المكاسب والنفوذ داخل سلطة ماتزال تخضع للاحتلال.
الانتخابات الفلسطينية لم تكن مطلباً شعبياً فقط بل أصبحت مطلباً دولياً وعربياً للخروج من نفق الانقسام المظلم لإفراز قيادة فلسطينية واحدة تمثل الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي والذي بدوره عليه القبول والاعتراف بمن ستفرزه صناديق الاقتراع طالما سيصبح خيار الشعب الفلسطيني مهما كان لونه وبرنامجه.
نأمل أن تكون الانتخابات الفلسطينية الجسر الذي سيتحطم عليه جلمود الانقسام وتتحقق الوحدة الوطنية التي أصبحت ضرورة وطنية ستعمل على خروج الفلسطينيين من حالة التشرذم والبعثرة بعد أن وصلت الأمور إلى تدهور حقيقي في كافة المستويات العربية والشعبية، فلا يمكن أن يستمر الوضع الحالي إلى مالا نهاية ولا يعقل أن ينتهي بطريقة أخرى غير الانتخابات بالرغم أن الانتخابات ليست نهاية المطاف بل هي أحد بنود اتفاقات المصالحة التي وقعت قبل ذلك بين حركتي فتح وحماس أي أن هناك بنود آليات أخرى تحتاج إلى جهود لتنفيذها وجاءت خطوة الانتخابات الآن بعد تعثر تنفيذ بعض البنود الأخرى التي وردت في اتفاقات المصالحة والحوارات المتواصلة لعلها تقدر على تجاوز بعض المعضلات وتختصر مسافة التباعد السياسي بين مختلف الأطراف الفلسطينية.
إن مرحلة ما بعد الانتخابات لهي المرحلة الأصعب والامتحان الحقيقي أمام الفصائل الفلسطينية جمعاء فهل ستكون بالفعل على قدر من المسؤولية الوطنية الكافية لتحقيق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني وهل ستنجح في تضميد جراحاته التي أصابته بفعل الانقسام الأسود والمؤلم؟ هذا هو التحدي الأكبر أمام كل الفصائل الفلسطينية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت