- عمر حلمي الغول
جريمة جديدة ذهب ضحيتها الشاب احمد حجازي يوم الإثنين الماضي مطلع شهر شباط / فبراير الحالي في بلدة طمرة الجليلية برصاص شرطة الإستعمار الإسرائيلي العنصرية دون وجه حق، وبذريعة الرد على مسلح أطلق الرصاص باتجاه احد المنازل، وعلى الشرطة. مع ان شهيد العلم لا علاقة له باطلاق الرصاص، إلآ انه تعرض لإطلاق النار مما اودى بحياته. وهو ما يكشف إستغلال أجهزة الأمن الإسرائيلية عموما وخاصة الشرطة لارتفاع منسوب الجريمة في اوساط ابناء الشعب في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، والتي تقف وراءها وتغذيها تلك الأجهزة لتستبيح المدن والبلدات الفلسطينية، وتحول المجتمع الفلسطيني إلى مستنقع للجريمة، وللتغطية على جرائم عملائها من البلطجية والزعران والحشاشين.
وفي اليوم التالي وبعد تشييع جثمان الشهيد حجازي أصيب الشاب احمد ذياب إصابة بالغة في عينه اليسرى نتيجة إطلاق الشرطة الإستعمارية العنصرية قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين المحتجين على جريمة قتل الشاب المغدور احمد حجازي، مع ان احمد ذياب كان متجها لإخذ سيارته والعودة للبيت. والجريمة الثانية تؤكد إصرار أجهزة الأمن الإستعمارية العنصرية على توسيع وتعميق عمليات القتل للشباب الفلسطيني دون وازع قانوني أو اخلاقي، وبهدف البطش بالجماهير الفلسطينية، وتعميق عنصريتها البشعة.
وإعتذار بنيامين نتنياهو الفاسد امس الأربعاء (3/2/2021)، وإعلانه تشكيل قوة بإسم "سيف" برئاسة الصهيوني فرانكو، ليست سوى تضليل اولا للجماهير الفلسطينية بالإعتذار الكاذب؛ وثانيا محاولة كسب أصوات الفلسطينيين في الانتخابات القادمة؛ ثالثا لتوسيع دائرة نفوذ اجهزة الأمن في الوسط الفلسطيني لتعميق عملية الفتنة بين صفوفه؛ رابعا إستغلال الجريمة لحماية وتعزيز دور العصابات المارقة.
هذة الجرائم التي طالت منذ بداية العام الحالي ما يقارب الخمسة عشر ضحية تتطلب من القوى والنخب والهيئات القيادية العمل على التالي: اولا عدم السماح للشرطة بإستغلال الحوادث للتمدد في اوساط المدن والبلدات الفلسطينية؛ ثانيا المباشرة بالتحرك بشكل جماعي للتصدي للعصابات المرتبطة بأجهزة الإستعمار الإسرائيلي، من خلال فضحها وتعريتها وعزلها، وعدم الإستسلام لمشيئتها وخيارها الإجرامي؛ ثالثا مضاعفة الحراك الشعبي ومن مختلف القطاعات السياسية والإقتصادية والثقافية والقانونية والإجتماعية والدينية لمحاصرة تلك الجماعات المنفلتة من عقالها عبر المظاهرات والإعتصامات، وإيجاد أليات فلسطينية لمحاكمتها بطرق ابداعية؛ رابعا التفكير الجدي بتوسيع الحراك وصولا للعصيان المدني بعد تهيئة المناخ الإجتماعي والإقتصادي والثقافي التووعي؛ خامسا إعلاء شأن الهوية الوطنية في اوساط جيل الشباب، والتنبيه لمخاطر تفشي وتنامي دور تلك العصابات الرديف العملي والفعلي لإجهزة الأمن الصهيونية.
نعم هدف القيادة الصهيونية إسقاط الشعب في متاهة التفاصيل اليومية، ودب الرعب في صفوفه من خلال الجرائم المزدوجة العصابية والصهيونية، والهائه عن قضاياه المطلبية والسياسية والثقافية، وتحويله لمجتمع فاشل وأمي، وهو ما يستدعي إستنفار الذات الوطنية من خلال لجنة المتبعة العليا وأعضاء القائمة المشتركة (إن بقيت) والأحزاب والقوى والمجالس القطرية ومؤسسات المجتمع المدني والنخب بكل تلاوينها، وترشيد الوعي الجمعي لإبناء الشعب في مناطق ال48 عبر الندوات والمحاضرات واللقاءات الإجتماعية والسياسية والثقافية.
معركة ابناء الشعب في داخل الداخل جزء لا يتجزأ من المعركة الأشمل للشعب العربي الفلسطيني ككل، وليست منفصلة، رغم خصوصياته، بيد ان المواجهة مع المشروع الكولونيالي الصهيوني وأداوته الإجرامية اينما كانت، واي كانت مسمياتها وعناونيها واحدة، وما يجري من قتل بدم بارد في الجليل والمثلث والنقب والمدن المختلطة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وفي الشتات يؤكد وحدة الحال الفلسطينية، لإن جرائم القتل والإنتهاكات الخطيرة لابسط معايير حقوق الإنسان في كل التجمعات الفلسطينية وراءها العدو الصهيوني، الأمر الذي يفرض على الكل الفلسطيني ضرورة الإرتقاء لتصعيد المواجهة معه بالعلم والثقافة الوطنية وبالمقاومة الشعبية وبالبعد القانوني والسياسي والديبلوماسي.
رحمة الله على كل شهداء الشعب، وخاصة الشهيد احمد حجازي، والشهيد عطاالله الريان من قلقيلة وشهداء القدس والخليل ونابلس وجنين وطولكرم وغزة وخانيونس ورفح ... إلخ وارجو الشفاء للشاب احمد ذياب.
[email protected]
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت