- رشيد شاهين
منذ ان تم الاعلان عن عزم القيادة الفلسطينية تنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات تتعلق بالمجلس الوطني الفلسطينيي في الشتات والجميع يترقب وينتظر فيما اذا كان فعلا سيتم تنظيم مثل هذه الانتخابات ام ان هذا الاعلان سيكون على غرار العديد من الاعلانات التي سبقت والتي لم تجر وتم "لحسها" هكذا بدون مبررات مقنعة او حتى بدون اعلان عن ذلك.
حقيقة الامر انه ليس هناك ما يمكن ان يكون مؤكدا في بلد "أي بلد"محكوم لقرار من شخص واحد غير مقيد لا بسلطة تشريعية ولا بسلطة قضاىية ولا حتى بسلطة تنفيذية مؤثرة أو على الاقل "كابحة أو معوقة"، بلد يتم اتخاذ القرارات فيه بطريقة فردية تتحول بحكم الواقع الى قوانين بسبب غياب برلمان يمكن ان يصادق او يعيق او يلغي مثل تلك القرارات.
حديث المتابعين والمهتمين والمراقبين والمعنيين في معظمه يدور في الصالونات المترفة وغير المترفة وفي المؤسسات الخاصة وغير الخاصة، او في مكاتب الفصائل او في الدوائر الرسمية حول الانتخابات وفيما اذا كانت ستتم ام لا، وكيف سيتم تنظيمها وما أو من هي الجهات التي ستشارك او تلك التي ستقاطع الانتخابات.
كما ان هناك من يعتبر ان الانتخابات مجرد ملهاة لا يجب التوقف امامها ولا حتى الاهتمام بها او الترويج لها او المشاركة بها لانها لن تغير في الواقع المفروض شيئا، وانها ان لم تكن على قياسات هذه الجماعة او تلك فهي لن تختلف عن سابقتها التي كانت نهايتها ان انقسمت البلد وصار الانقسام حالة اقرب الى الانفصال منه الى أي شيء آخر رغم محاولات الهروب من الاعتراف بهذا "الانفصال".
ومن جهة اخرى يعتقد على نطاق واسع ان الاحتكام في عملية تنظيم الانتخابات الى اعتبار الوطن دائرة واحدة يهدف الى ابعاد كل الجهات غير المنظمة او تلك التي لا تمتلك الاموال الطائلة والعلاقات الممتدة على مساحة الوطن، وهذا يشمل الفصائل الصغيرة والحراكات المختلفة المنادية بمحاربة الفساد وسواه من الظواهر التي تشكلت في الواقع الفلسطيني بعد "مهزلة" أوسلو، هذا عدا عن الفئات الشبابية التي هي في الحقيقة الفئة الاكبر في الديمغرافيا الفلسطينية، فيما يسيطر على المشهد الفئة الاكثر كهولة والتي تزيد اعمارها عن الستين علما بان هذه الفئة العمرية لا تزيد نسبتها في المجتمع الفلسطيني عن 4% بحدها الاقصى.
التوقعات المتعلقة بمن سيشارك في هذه الانتخابات كثيرة ومختلفة، فالحديث مثلا عن قائمة مشتركة بين حماس وفتح تحديدا بالنسبة الى الكثير من الناس حديث غير مقنع وغريب ويبعث على عدم التفاؤل خاصة في ظل التاريخ "غير المشرق" في علاقات التنظيمين على الاقل خلال سنوات ما بات يعرف بالانقسام، كما ان هنالك احاديث غير مؤكدة عن تحالف فتحاوي يشمل الرؤوس الاكبر والمتمثلة في ابو مازن ودحلان والبرغوثي، عدا عما قيل عن تهديدات تم اطلاقها ضد كل من يخالف قرارات حركة فتح من ابنائها وتنبيهات لمن يفكر منهم بخوض الانتخابات بعيدا عن القائمة الرسمية للحركة وهو الامر الذي حدث في مناسبات سابقة في الانتخابات البلدية.
اضافة الى ذلك هنالك حوارات ومشاورات واتصالات بين قوى مختلفة في الساحة الفلسطينية سواء على مستوى الفصائل الصغيرة او الحراكات الشبابية المختلفة والتي يبدو انها ستكون عاجزة عن تحقيق الكثير في ظل قانون الداىرة الواحدة، عدا عما يقال عن عدم اتخاذ تنظيم مثل الجبهة الشعبية أي قرار ولم يحسم موقفه من المشاركة او عدمهاز
اخيرا فان اللافت في الكثير من النقاشات ان هنالك تخوفات أو حالة من عدم اليقين من قبل المؤيدين لاجراء الانتخابات من النتائج التي ستصدر عن مؤتمر القاهرة والتي يعتقد بانها ستحدد اجراء تلك الانتخابات من عدمه، حيث يعتقد بانه اذا كانت النتائج تتوائم مع تطلعات حركة فتح ورئيسها وان "الغلبة" ستكون لها فان الانتخابات جارية بدون شك، اما ان لم تجر مياه تلك المحادثات على هوى الحركة فانها لن تجري بغض النظر عن كل ما يقال عن ضغوط اوروبية او امريكية في هذا الشأن.
4-2-2021
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت