- بقلم: د. يوسف صافي
لقد قيل الكثير الكثير فى السنوات الماضية حول مسألة انشغال الدول العربية عن قضية فلسطين باعتبارها قضية عادلة، وان مسألة اقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 و عاصمتها القدس الشريف قد انزوت من على اجندة الدول العربية، وهذا على الاقل من وجهة نظرى المتواضعة كان لا داعى للحديث فيه من الاصل.
فكل متابع وطنى، و واع، وعاقل، وفاهم، وموضوعى لمخرجات الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب فى القاهرة قبل ايام يمكنه ان يدرك بالملموس ان ما كان يقال تنقصه الدقة، والموضوعية، والنزاهة، بل و العروبية.
فبطلب من جمهورية مصر العربية الشقيقة وقلب عروبتنا النابض والمملكة الاردنية الهاشمية العزيزة، تم انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب فى القاهرة لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، والذى من خلاله بعث وزراء الخارجية العرب برسالة فى غاية القوة وبصوت مرتفع تم سماعها فى كل اصقاع الكون ومضمونها بان القضية الفلسطينية على سلم اولويات العرب حيث اكدت على ما يلى:
• الشعب الفلسطينى يحظى بكل الدعم والاحترام والتقدير من الشعوب العربية جميعا دون استثناء •
القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية الاولى قبل ان تكون قضية الفلسطينيين، وان مكانتها وتأثيرها فى الرأى العام العربى راسخة لا تتزحزح، وحضورها فى هذا البيت العربى الجامع يظل مركزيا وجوهريا،
• قضية فلسطين هى محل اجماع عربى، وانها كانت وستظل فى قلب الضمير العربى مهما شاب عملية التفاوض من ركود وتعطيل ومن ممارسات اسرائيلية احادية الجانب، وهى اساس ومفتاح السلام بالمنطقة،
• اهمية انهاء الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية التى احتلت فى العام 1967 باعتباره مدماكا اساسيا لتحقيق السلام العادل، واقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف،
• اهمية حل الدولتين باعتباره الخيار الوحيد لحل القضية الفلسطينية الذى يحظى بتوافق العرب والعالم، خصوصا وان البدائل التى كان قد طرحها الرئيس الامريكى السابق "ترامب" قد تبخرت ولم تعد لها اى ذكر من قبل كل العالم، اذ لا يمكن فرض تسويات تتبنى وتتماهى مع وجهة نظر دولة الاحتلال، و لاتستجيب للفلسطينين اصحاب الحق التاريخى فى فلسطين.
• ضرورة الالتزام بمبادرة السلام العربية لعام 2002 التى اطلقت فى قمة بيروت وبمبادئ القانون الدولى والانسانى باعتبارها مرجعية هامة لتحقيق السلام فى المنطقة، وقيام دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية والتى يجب ان تحتفظ بهويتها العربية،
• اهمية وضرورة تعزيز وتكثيف العمل العربى المشترك لاعادة الاعتبار لاولوية القضية الفلسطينية على الصعيد الدولى واعادتها للواجهة لمواجهة التعنت الاسرائيلى، والتمسك بالمواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ودعمها للجهود الرامية للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية،
• ضرورة تمهيد الطريق لمسار التسوية عبر التفاوض، مع اهمية دعوة جميع الدول ذات المصداقية وفى مقدمتها الرباعية الدولية لبذل جهود حقيقية من اجل اطلاق مفاوضات فاعلة وحقيقية ضمن افق زمنى محدد وواضح تبنى على مبادئ مبادرة السلام العربية، ومبادئ القانون الدولى و نتائج جولات التفاوض السابقة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت