رئيس الكونغو لأول مرّة في مصر

بقلم: اسماعيل يوسف

اسماعيل يوسف
  • ا.د/اسماعيل يوسف
  • قسم الجغرافيا جامعه المنوفية

فتح الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في الفترة الحالية المجال لاستقبال رؤساء الدول الأفريقية، بعد فترة توقف ليست كبيرة؛ بسبب تداعيات فيروس "كورونا"؛ للمناقشة حول أبرز القضايا التي تُطرح على السّاحة الأفريقية، وهذه المرّة كانت الزيارة قادمة من الكونغو الديمقراطية.

فقد استقبل الرئيس المصريّ "عبد الفتاح السيسي" رئيس الكونغو الديمقراطية "فليكس تشيسكيدي" بقصر الاتحادية، في أول زيارة له لمصر.

بدأ اللقاء بين الرئيسين بعقد جلسة مباحثات ثنائية، ثم عقد جلسة مباحثات موسّعة، ثم عقد مؤتمر صحفيّ، حيث رحّب الرئيس "السيسي" بنظيره الكونغوليّ والوفد المرافق له، مؤكدًا أن هناك روابط تاريخية مشتركة بين البلدين، منذ التحرّر الوطنيّ في القرن الماضي.

هذا اللقاء الذي تمحور حول عدة نقاط:

الأولى: التأكيد على التقدير للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر وشعبها مع الكونغو الديمقراطية من خلال روابط أزلية وتاريخية مشتركة، والثانية: تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجيّ مع الكونغو الديمقراطية في شتى المجالات، والثالثة: الاتفاق على أهمية تفعيل اللّجنة المشتركة بين البلدين في أقرب فرصة، أمّا الرابعة: فتكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفنيّ وبناء قدرات الكوادر الوطنية في الكونغو الديمقراطية، الخامسة: تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والرّي، والسادسة: دعم كافّة جهود تثبيت السلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشقيقة والدعم الكامل لرئيس الكونغو الديمقراطية خلال فترة رئاسته للاتحاد الأفريقيّ، والثقة في قيادة رئيس الكونغو الديمقراطية الحكيمة للعمل الأفريقيّ المشترك.

أمّا النقطة الأبرز فهي الحديث حول "سد النهضة" حيث أكّد "فليكس تشيسكيدي" أنّه أحاط سيادة الرئيس "السيسي" علمًا باستقباله مؤخرًا في كينشاسا رئيسة إثيوبيا ووزيري الخارجية والري السودانيين، كلّ على حدة، حيث تبادل معهم موضوع المياه وسدّ النهضة، وأكّد على موقفه، وهو الالتزام التامّ ببحث الأمر حتى لا تشهد (هذه الدول الشقيقة) تصاعدًا في التّوتر.

وفي هذا الصدد، أشار سيادة الرئيس إلي أنّه أكّد لرئيس الكونغو على أن نهر النيل مصدر للتعاون والتنمية، لافتًا إلى ما تمّ استعراضه من التطورات الخاصّة بسد النهضة، بهدف التوصّل إلى اتفاق قانونيّ مُلزم.

كما أكّد رئيس الكونغو الديمقراطية "فليكس تشيسكيدي" أنّه سيستغل زيارته لمصر للقيام بجولة سياحية، كما سيزور العاصمة الإدارية الجديدة، مضيفًا: "أود إنشاء نسخة منها في كينشاسا".

وما يعنينا في هذا الصدد: أنّ الرئيس "عبد الفتاح السيسي" إذن يقوم بهذه الأمور (أي: استقبال رؤساء دول أفريقيا وغيرها) يسعى إلى عودة الدولة المصرية إلى أحضان أفريقيا باعتبار مصر من أكبر الدول الأفريقية تقدّمًا، وتأكيدًا على اعتزاز مصر بانتمائها للقارة الأفريقية.

إنّه بهذه السياسات القوية التي يقوم بها يهدف إلى تقوية أواصر الصلة بين الدولة المصرية وكلّ دول العالم وهو ما سيكون له أثره في زيادة الاستثمار، ودعم خطّة التطور التي ننشدها جميعًا.

 

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت