- د. محمد أبو ظاهر
- ممثل الجبهة الديمقراطية في مصر
تلعب الأمومة الآمنه دورا مهما في صناعة الطفولة السعيدة وهذا ما يجعل المرأة الفلسطينية صاحبة قرار حاكم في مسألة تشكيل المستقبل الفلسطيني ، فالمرأة متغير مستقل ترتبط به مجموعة كبيرة من المتغيرات التابعة، ما يعني إن القضايا الحالية والمشكلات الراهنة في المجتمع الفلسطيني بقطاع غزة مثل الفقر، والبطالة، وتدني نوعية الحياة لدى الطبقات الفقيرة، وحاجة الطفولة والأمومة للرعاية، وجنوح بعض الشباب نحو الهجرة والبعض الآخر نحو التطرف، وسقوط البعض الآخر ضحية للإدمان، تبدو كلها ذات صلة وثيقة بالمرأة داخل قطاع غزة ، خصوصا تلك التي نالت قسطا معقولا من التعليم العالي، بالإضافة أن دور المرأة هو الأكثر أهمية في عملية التربية وقدرتها على صياغة الحياة الجديدة.
ويجب أن نسلم بأن دور المرأة في قطاع غزة يمكن أن يكون أكثر فاعلية في مواجهة مشكلات ابنائهن وبناتهن، بدءا من هجرة الشباب وتفشي ظاهرة جاذبية الغرب التي تسيطر على عقول الشباب ، مرورا بالتطرف والإدمان وصولا إلي حالة اللامبالاة التي أصابت نسبة لا بأس بها من أجيالنا الجديدة خاصة في ظل الإنقسام البغيض. فالمرأة هي ركيزة الأسرة و المسؤولة الأولى عن التربية، ونحن نتحدث هنا عن المرأة التي نالت حق التعليم والعمل، وليست المرأة المغلوبة علي أمرها، المقهورة في بيتها والمهمشة في كافة المجالات رغم كل الجهود التي تبذل من المؤسسات الدولية والحقوقية ومؤسسات المجتمع المدني والسلطة لوضع المرأة الفلسطينية على الطريق الصحيح في محاولة جادة لتمكينها من أن تلعب دورها الأساسي في المجتمع الذي هو أداة رئيسية في التغيير، باعتبارها وعاء التراث الاجتماعي، وحافظة القيم عبر الأجيال، كما يجب الاهتمام أكثر وتسليط الضوء على دورها المجتمعي خاصة في ظل إقبال المجتمع الفلسطيني نحو انتخابات تشريعية نأَمل أن يكون للمرأة دورها الفعلي في القوائم المشاركة في الإنتخابات، ولعلي أرى أن مستقبل المرأة في قطاع غزة مبشرا بكثير من الإيجابيات بعد أن غزت معظم الميادين وحققت نجاحا في كافة المجالات، وأصبح أمامها التحدي الكبير في توظيف تأثيرها على صياغة مستقبل الأجيال الفلسطينية الجديدة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت