- د. طلال الشريف
التهديدات المبطنة، والتخويف، وتحضير الكمائن، وتغيير القوانين، والتآمر، ومحاولات منع الحياة عن شعب طال انتظاره للحظة التغيير لن تجدي نفعا، وسترتد على صناعها.
إن تلك التهديدات والكمائن والطرق الملتوية لم تعد تفيد شعبنا وقضيتنا، وستصبح في لحظة الحقيقة طرقا مقطوعة لا تضمن لمن وضعها مسرباً آمناً للعودة لأنها دعوة للفوضى واعادة تجديد الديكتاتورية، وحين تخطيء الحسابات، ويحدث ما ليس متوقعاً لمن حفر الحفر، ونصب الكمائن فلن يفيد الندم ...
من يضع الأشواك في طريق الآخرين، عليه أن يفكر مائة مرة للحظة لزوم هذا الطريق لرحلة عودة قد تصبح إجبارية، فلماذا يحرق القائد سفن العودة في البحر اللجاج؟ وهل اختار طريق الانتحار؟
هناك في مسيرة الشعوب لحظات، خارج المأمول والمألوف، وخارج الحسابات والتوقعات، والاندفاع نحو ما تتصوره اليوم من ضمان للغد، قد تأتي الرياح بما لا تشتهي سفنه.
.. أشفق على من يحرق سفنه، ولم يكترث بأثر ذلك، ومن يخذله وهم القدرة، فحتى ما تحسبه انتصارا لفرد في الحقيقة غالبا ما يقابله إنكسارا لمجموع ولشعب، فهذا البناء أعوج، وما حديث الزمان إلا صدق، حين يخبر أن لا انتصار لفرد على شعب، ولا على حساب المجموع، مهما كبر الفرد، ومهما زُينت القدرة، وأوهمت صاحبها بالانتصار ... الشعوب لا تنكسر ولا تهزم، بل في النهاية تنتصر على جلاديها.
لقد جاءت لحظة الحقيقة، رغم وعورة الطريق، وعسر ولادة التغيير، وما صاحبها ويصاحبها من محاولات الثني والكسر، ولن تفت في عضد تيار الإصلاح الديمقراطي، وبصراحة، هذا التيار وقيادته عصيان على الكسر لمن فكر ويفكر في لي ذراع الحقيقة، فالتيار هو الفتي الأول المفعم بالحيوية، ورائد التغيير في الحالة الفلسطينية المتجمدة، التي فقدت حيويتها بغطرسة حكامها.
التيار الإصلاحي وقادته وعناصره في الميدان، مدركون ما يبيت لهم من نوايا، لكنهم كرماء مع من يحفظ الكرامة، يحترمون قانون التنافس الشريف، وقادرون بجماهيرهم الملتفة حولهم على أفشال من يضمر السوء ومحاولات الخروج عن قانون الشرف التنافسي وبأدواته الديمقراطية.
التيار الإصلاحي مع الكل الفلسطيني نحو غد أفضل لشعبنا، لرفع المعاناة عن كل شاكٍ وباكٍ من شعبنا.
التيار الإصلاحي يرفض الإقصاء والاستئصال للآخرين، وهو قادر على إقصاء من يحاول إقصائه وهو غير قابل للاستئصال، عقله وقلبه، مفتوحان للجميع، وعلى الجميع، ولا يخشى التهديد، وسيقلب التهديد لفرصة، فهو ليس بالعود الهش الذي ينكسر ، هو عود يافع فتي في طريقه لإحراز انجاز نتمنى ألا يكون مفاجئا للسادرين.
التيار الإصلاحي يحترم النظام والقانون الذي يحترم شعبنا، وسيواصل الدفاع عن حق الصغير والكبير حين يتعرض للظلم والاجحاف، وأما سوء النوايا ومحاولات التخريب لمسيرة شعبنا العريق نحو نداء الحرية والنزاهة والكرامة والمحاسبة فلن تمر، فقد بلغ شعبنا وتيارنا سن الرشد، وهو قادم بكل ثقة للمشاركة وقيادة عملية النهوض من كبوات زمن الخيبات، منتظراً وشعبنا لحظة استنشاق نسائم الحرية بعد سنوات عجاف من الإهمال والعقاب والحصار والخنق.
جاء الوقت لمحكمة الشعب في صندوق الانتخابات ليحاسب المقصرين، فإلى الإمام يا تيار الإصلاح الفتي لإحراز النصر وتغيير واقع النظام السياسي البائس الذي أوشك أن يدمر قضيتنا وشعبنا ..
إلى الأمام وإن الغد هو لصناع الغد الأحرار، ولن يصح إلا الصحيح، وفجر الأمل قد لاح .. وحي على الاصلاح بتيار الإصلاح..
إنها معركة الاصلاح لاقتلاع الفساد وليسمعها المعرضين عن جادة الصواب والمتآمرين على النجاح ليل نهار.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت