- د. خالد معالي
النزول للشارع في الضفة الغربية، ومعرفة واستكشاف القضايا التي تهمة ويتداولها، ليس بالأمر العسير، فقضايا مثل انتشار فيروس "كورونا" وتوفير اللقاحات، والاغلاقات، واقتراب موعد الانتخابات التشريعية، ومن سيترشح لها، وهل ستكون هناك قائمة مشتركة ام منفردة لكل من حماس وفتح، باتت ملموسة، ولا احد يقدر ان يتنبأ بنتائجها او مجرياتها وتأثيراتها الملاحقة وانعكاساتها.
في الحالة السياسية الفلسطينية المعقدة، لا يصح ان تبقى أحداث ومواقف تعمق الخلافات والانقسامات الفلسطينية الفلسطينية، بل يجب ان نعزز قيم ومفاهيم الشراكة والعمل الوطني المشترك والوحدوي، وملائمة البرامج وتقريبها من بعضها البعض، فمن هم واقعون تحت احتلال منطقيا، لا يصح أن يختلفوا، بل يتوحدوا في بوتقة مواجهة الاحتلال حتى كنسه.
المشاركة لا تلتقي مع المغالبة، وهل يصح ان يتغالب من هم تحت احتلال، ويتركوا الاحتلال يفرح بمغالبتهم وينسونه ويتركوه في نهب الارض والسيطرة عليها والاجهاز على ما تبقى من الارض الفلسطينية؟!
يلاحظ ان هناك جزء انبرى لطرح امور سلبية واحداث مؤسفة، ونشر الغسيل، وهذا النوع او الجزء عليه علامات استفهام، فالحالة الفلسطينية فيها ما يكفيها من خلافات ولا يصح تعزيزها بالتصيد والتشويه، والشعب دفع ثمنا غاليا للانقسام، ويجب ان يتوقف كل من يسيء للحالة الفلسطينية بنشر وطرح مواد وقضايا خلافية او تشحن الأجواء المتوترة اصلا.
اذن المشاركة والعمل ضمن الفريق الواحد هو المطلوب، وقصة اختلاف البرامج والرؤى انها امر عائق، ليس بهذه الدقة، فالاحتلال جاثم على صدور الجميع، والهدف والوطن والدم واحد، وحتى ان الفتحاوي والحمساوي في عائلة واحدة والاخ قد يكون اخاه من فتح او حماس، و"الدم ما بصير مي"، كما يقول المثل العربي.
عصف ذهني وفكري، وفهم دقيق للحالة والمرحلة، هو ما يحصل الان لدى كل شريف ومخلص للخروج من الازمة الحالية، ومن يضعون العصي في الدواليب، لهم اجندتهم الخاصة ومصالحهم التي غلبوها على مصلحة الوطن ، وهؤلاء يجب ان يحذر الشعب منهم، فمصلحة الوطن فوق مصلحة الاحزاب والقوى والمؤسسات والاجندات الحزبية والفردية.
لا يصح طرح الامور الخلافية، في ظل مشاعر الوحدة والمحبة والالتقاء بين الاخوة، ومن الطبيعي ان يطرحها هو من يتضرر منها، والا كيف نفسر معارضة الوحدة وتحسين الوضع الفلسطيني، الا يفسر هذا ان من يريد ذلك مستفيد من حالة الفرقة، وانه يلتقي مع الاحتلال الذي يريد الفرقة للشعب الفلسطيني، كي لا يوجه سلاحه وطاقاته نحو التناقض الرئيس وهو هنا الاحتلال؟!
في كل الاحوال الحراك الانتخابي اوجد حالة من تناقح الافكار، وتحريك المياه الراكدة لتجري في مجراها الطبيعي، كي تبعث الحياة من جديد خلال جريانها، وهو ما يتجلى بالافراج عن معتقلين سياسيين، ورفع سقف الحريات، وان بدا ليس بالمستوى المطلوب، ولكن مع الوقت والاصرار عليه ينتزع ويصبح بمتناول اليد للجميع، فالحرية اصل كل خير.
سرعان ما ستزول الغمة، وتشق اشعة الشمس وتكسر جدران الظلام، والشعب الفلسطيني لديه طاقات خلاقه اوهبها الله له، ولذلك فان قطار المصالحة والانتخابات وتحسين الحال الفلسطيني، انطلق للأمام، ولن يوقفه مجموعة رداحين، ومتضررين، او ماكرين متربصين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت