- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
لقد بات من البديهي جداً والمسلم به وفق حركة التاريخ وصيرورة عجلته عبر اّلاف السنين وتحديداً منذ نشوء الإنسانية أخذت الشعوب المظلومة والمكلومة والمبتلاة بالغزاة والمستعمرين والمحتلين حقها الطبيعي في الرد على كل ذلك بالمقاومة بكافة الأشكال والوسائل وبما يمكنها من صد العدوان ودحر الإحتلال وكنس الإستعمار والإستيطان بشكل جعل منها عبر التاريخ ومر العصور أيقونة المظلومين والمضطهدين وباتت ممارستها متسقة مع عجلة التاريخ وروح القانون الإنساني منذ حمورابي وحتى يومنا هذا كحق قانوني مشروع ومنسجم تماماً مع كل الشرائع الكونية والسماوية ومختلف القوانين والمواثيق الناظمة للعلاقات البشرية والإنسانية.
وإزاء الحديث عن فلسطين العربية ونكبتها الكبرى من خلال تعرضها لأعتى هجمة بربرية صهيونية إمبريالية تجلى فيها هذا التلاقي المريع للمصالح الإستعمارية الإمبريالية في الوطن العربي برمته لمحاولة منع نهوضه وسرقة ثروات وخيرات الأمة وتواوج ذلك مع المصالح والأهداف الصهيونية التي تستهدف شطب هوية قلب الأمة (فلسطين) وإبادة شعبها.. مما يتطلب إستنهاض مقاومة فلسطينية فريدة ومميزة مرفودة ومسنودة بالمشروع النضالي القومي وبما يليق بحجم الإستهداف الصهيوني والمؤامرة الإستعمارية وتشابك أطرافها الدولية وذاك الإصطفاف المتشعب للقوى العظمى المتحكمة بمصير المجتمع الدولي خلف المشروع الصهيوني الإستيطاني الإحلالي المستند أساسا على نظرية إفراغ الأراضي العربية الفلسطينية من سكانها الأصليين أصحاب الحق التاريخي والحضاري فيها عبر وسائل القتل الجماعي والطرد والحبس والقمع والقهر والحصار والتجويع التي يمارسها الإحتلال جلها بشكل ممنهج بحق الشعب العربي الفلسطيني الذي لم ولن يستسلم أمام مشاهد الإبادة الجماعية وكل جرائم الحرب والتطهير بحقه,
وأعلن منذ اليوم الأول للإحتلال والنكبة إطلاق مقاومته الباسلة ضد الإحتلال والإستعمار والتي أبهرت العالم بفنونها القتالية وإبداعاتها النضالية والكفاحية حتى أضحت ببريقها الخلاب طليعة نضال الأمة في مواجهة كل المشاريع والمؤامرات التي تستهدف فلسطين والأمة العربية من محيطها الى خليجها, تلك المقاومة التي إزدادت قوة وتعمقت وتجذرت أكثر فأكثر مع إنطلاقة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1965م التي كرست نهج المقاومة الشعبية وحرب الشعب طويلة الأمد وبكافة الأشكال والوسائل التي كفلتها الشرعية والقانون الدولي والتي تمكن شعبنا من إسترداد كامل حقوقه الوطنية والقومية المغتصبة.
إن الرهان على المقاومة الشعبية وحرب الشعب طويلة الأمد وممارستها نهجاً وعملاً مستديماً على الأرض وفي كل تفاصيل حياتنا اليومية وقواعد إشتباكنا الدائم مع الإحتلال ومشاريعه الإستيطانية والتهويدية هو خيارنا الأكيد في التأكيد على حقنا الفلسطيني بأرضنا ووطننا ومقدساتنا , وكذلك حقنا المشروع في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني والقومي وعاصمتها القدس الشريف .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
شباط – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت