كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، يوم الأربعاء، التفاصيل المتعلقة بالخطة الخاصة بنقل إسرائيل لقاحات لعدد من دول العالم، مقابل الحصول على مزايا سياسية منها نقل سفارات بعض تلك الدول للقدس، أو الإعلان عن اتفاق تطبيع للعلاقات.
وبحسب الصحيفة، فإنه في بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، أطلع مجلس الأمن القومي في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الجيش بيني غانتس، ووزير الخارجية غابي أشكنازي، والمستشار القانوني أفيحاي ماندلبليت، على تحركات نتنياهو لنقل تلك اللقاحات، وهي خطة دعمها غانتس حتى غير موقفه منها قبل أسبوعين فقط، واتهم نتنياهو بأنه يعمل في الخفاء.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد من الدول تقدمت بطلبات للحصول على اللقاحات من إسرائيل بعد حصولها على مخزون ضخم منها في وقت مبكر من شهر ديسمبر/ كانون الأول، حيث وصلت بعض الطلبات لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، وأخرى عبر الخارجية والموساد ونتنياهو نفسه، وجاء طلب خاص لغانتس من القوة متعددة الجنسيات في سيناء.
ولفتت الصحيفة، إلى أن الجهات الأمنية نقلت 100 لقاح من شركة فايزر للسلطة الفلسطينية بدون موافقة مجلس الأمن القومي الذي ينسق ملف اللقاحات والذي لم يكن على علم بتلك الخطوة وكان محرجًا للغاية خاصةً وأنه رد ممثلًا عن "الدولة" على التماس قدمته عائلة الجندي هدار غولدن حول نقل اللقاحات لغزة وأكد حينها أن لم يتم نقل تلك اللقاحات، التي تبين لاحقًا أنها فعلًا نقلت.
وفي أعقاب ما جرى بالالتماس، وجه مئير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي رسالة لغانتس وأشكنازي وماندلبليت، وكذلك لوزارة الصحة وقيادات الجيش والسكرتارية العسكرية، أوضح فيها أن نتنياهو بصفته رئيسًا للوزراء هو الجهة الوحيدة المخولة بالموافقة على نقل أي لقاحات، وأن مجلس الأمن القومي هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن تنسيق نقلها.
ووفقًا للصحيفة، فإن غانتس وأشكنازي مع بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، علما بوجود طلبات من دول لنقل اللقاحات ولم يبديا أي تحفظات.
وفي أعقاب تراكم الطلبات من عدة دول، عقد بن شبات اجتماعًا لموظفيه لتحديد الدول التي ستتلقى التطعيمات، وتم صياغة معايير معينة، إلى جانب صياغة قائمة الدول التي ستستفيد، وكان منها موريتانيا وهي دولة لا تعترف بإسرائيل، والتي رجح أن نقل اللقاحات لها سيعني أنها قد تنضم لعملية التطبيع.
وتقرر أن يتم تقديم كمية صغيرة من اللقاحات، بحيث كل دولة تحصل على ما لا يزيد عن 5 آلاف لقاح، من الكميات التي من المتوقع أن تنتهي صلاحياتها في غضون 3 أشهر وهو الأمر الذي أنشأ الحاجة للتصرف بها.
وفي نهاية المشاورات تقرر نقل 46 ألف لقاح إلى 20 دولة، وتقرر أن كل دولة ستدفع تكاليف ثمن شحن نقل تلك اللقاحات، وأرسل بن شبات لوزيري الخارجية والصحة، ولرئيس الموساد، رسالة يفصل فيها قائمة الدول التي ستتلقى اللقاح، وشملت القائمة سان مارينو واثيوبيا وتشاد وموريتانيا وسلوفاكيا وقبرص والمجر والتشيك وهندوراس وغواتيمالا ورواندا.
وتوقفت العملية بعد أن طلب ماندلبليت من بن شبات تقديم تفسيرات كاملة حول قضية نقل اللقاحات بعد أن أثارتها وسائل إعلام عبرية، وعلى إثر ذلك بدأ غانتس وجهات أخرى باتهام نتنياهو أنه يتاجر في الظلام بلقاحات الجمهور الإسرائيلي، مطالبين بمناقشة القضية أمام الحكومة والكابنيت، وذلك رغم موافقة غانتس سابقًا على الخطة وطلبه نقل لقاحات للقوة الدولية في سيناء.
وعقب مناقشات قانونية أجراها ماندلبليت أوصى بأن يتم توزيع اللقاحات بعد إجراء مشاورات داخل الحكومة والكابنيت.حسب موقع صحيفة "القدس" الفلسطينية