- د. طلال الشريف
في سياق الصراع العربي والإقليمي المتمثل بمحورين، الأول السعودية مصر الامارات وغالبية العرب ودعمهم التاريخي للفلسطينيين وبشكل رئيسي التيار الوطني المركزي الفلسطيني أي حركة فتح من جهة، والثاني قطر وتركيا غير العربية حلفاء جماعة الاخوان المسلمين وحماس، نرصد هنا علاقتهما بقطبي السياسة الفلسطينية، الحزبين الكبيرين، فتح وحماس, وانقسام المشهد في انتخابات فلسطين في أيار 2021 القادمة, بين حلفاء كل منهما في الجوار العربي والإقليمي، وسعي تلك التحالفات لكسب الفلسطينيين والقرار الفلسطيني إلى جانبهما.
تحالف يريد المضي قدما نحو كسب نقاط أكثر بدخول حماس لمنظمة التحرير الفلسطينية ومحاولة السيطرة عليها لصالحه وهو تيار قطر تركيا والاخوان المسلمين.
ومن الجهة الاخرى محاولة تيار الاعتدال القومي العربي المناوئ لجماعة الاخوان المسلمين وتنظيمها حماس، بمحاولة استعادة حركة فتح المعبرة عن الثقافة القومية العربية، واعادة بناء وتمتين الاستراتيجية الأصلية في الصراع العربي الإسرائيلي بعد محاولة نقل الاسلاميين للصراع لخلفية عقائدية والإنطلاق لفرض مفهوم أن الصراع اسلامي يهودي، وهو بالمناسبة غير مقنع لغالبية الفلسطينيين المعتقدين بصحة أن الصراع عربي صهيوني، وتعمقت ثقافتهم وأسسوها على ذلك.
من هنا تأتي الاشاعات ومحاولة الصاق التهم بدور الامارات في موضوع أن هناك قائمة مقدسية يقودها الدكتور سري نسيبة، الشخصية السياسية الفتحاوية غير الرسمية الأولى في القدس، الذي عبر أكثر من مرة عن معارصته لنهج الرسمية الفلسطينية التي يقودها الرئيس عباس الذي ذهب قريبا لعلاقات أوسع مع قطر وتركيا وحماس ، التقارب الذي يرفضه غالبية الشعب الفلسطيني والذي عبرت عن الضيق منه حتى الغالبية في الحزبين الكبيرين حماس وفتح في رفضهما للقائمة المشتركة التي حاول الرجوب بدعم من الرئيس عباس أن يشكلها مع العاروري القائد الحمساوي ولم تتبلور حتى الآن رغم استمرار المساعي لتكوينها لخوض الانتخابات بها خوفا من الفشل لدى الطرفين من حساب الشعب.
ولتقريب المشهد اكثر، فتح رام الله تتقرب لقطر وتركيا الداعمتين للإخوان، وتريد التحالف مع حماس في الانتخابات في مايو 2021، والتيار الإصلاحي الفتحاوي، الجزء الصاعد، والفتي، القريب، والمدعوم، من الإمارات، ومحور الاعتدال القومي العربي، مصر، والسعودية، في مواجهة الأجندة القطرية التركية الاخوانية المتحالفة مع فتح المؤتمر السابع المناهضة للتيار الاصلاحي والمقرب منه، ومن الامارات، د. سري نسيبة...
أي أن مواقف د.سري نسيبة فتحاوية قومية عربية تتحرك على خلفية الصراع العربي الصهيوني، وهذا لا يعجب الاسلاميبن وقطر وتركيا ومعهم الرئيس عباس، وعليه يعرف سبب الحديث غير الدقيق عن قائمة مقدسية يقوم بتشكيلها د. سري نسيبة تمهد للإمارات السيطرة على مصير القدس وهو غير دقيق ..
وكل الذي يقال، ويشاع، عن موقف د. نسيبة هو في سياق الصراع ببن تحالف حماس وعباس ومعهم تركيا وقطر من جهة، وبين، التيار الاصلاحي الفتحاوي محمد دحلان، وشخصيات سياسية فلسطينبة منهم د.سري نسيبة وشخصيات وطنية مستقلة أخرى، ومعهم غالبية كبيرة من الخارطة السياسية الفلسطينية ودول تحالف السعودية ومصر والامارات وغالبية العرب من جهة أخرى.
إعادة رسم المشهد الفلسطيني في المرحلة المقبلة نحو دخول حماس منظمة التحرير ومحاولة قيادتها القرار الفلسطيني نحو صراع عقائدي اسلامي يهودي، أم، استعادة وتمتين قوة فتح الجديدة الإصلاحية لقيادة القرار الفلسطيني واستمرار الصراع العربي الصهيوني أصل الحكاية بعد الارباك الذي حدث في العقود الثلاثة الماضية ودخول الاسلام السياسي على الخط.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت