- د. طلال الشريف
رغم وجاهة الفكرة التي يسعى إليها ناصر القدوة بتشكيله الملتقى الوطني ليكون نواة لقائمة انتخابية وطنية يكون قد خرج عن قرار الحركة طوعا رافعا شعار الإصلاح ولكن بعيدا عن فتح بعكس الإخراج القسري لمحمد دحلان الذي فعله عباس الذي تسبب في إضعاف حركة فتح.
صحيح أن القدوة له انتقادات على الأداء الفتحاوي وادارة شؤون الحركة الداخلية وكذلك له موقف مناوئ لتوجه الرئيس من تشكيل قائمة مشتركة مع حماس تعدى هذا الموقف رفض القائمة المشتركة إلى رفض التفاهمات مع حماس جملة وتفصيلا لكنه أصبح الآن خارج فتح أي زاد التقسيم السابق بأن جزء من فتح يتبعه ليصبحوا خارج فتح.
هذه الخطوة جيدة سياسيا لكنها مدمرة تنظيميا ما يضع حركة فتح في طريق الإنهيار خاصة اذا ما خرجت مجموعات أخرى لتكوين قوائم انتخابية خارج قائمة حركة فتح لأن هذا العمل سيكون عمل اختياري مشابه لعمل ناصر القدوة أي يقسم المقسم أكثر.
الانتخابات كشفت مدى تدهور تماسك حركة فتح الذي تسبب فيه الرئيس ومجموعة العمل التي حول الرئيس الرجوب حسين الشيخ ماجد فرج الذين ما انفكوا عن تأييد أو شحن الرئيس على ما فعله بفتح منذ إخراج دحلان بالفصل التعسفي على خلفية التنافس بين دحلان وعباس والمجموعة الملتفة حوله.
خطوة الرئيس عباس بإبعاد أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري عن المشاركة في قائمة الحركة الانتخابية كانت المحرك الأقوى لخروج ناصر القدوة ومن سيخرج بعده، أدت لعلاج خطأ عباس وفريقه، بخطأ آخر لناصر القدوة، بالخروح الطوعي من الحركة، وكان عليه البقاء، ومواحهة عباس من داخل الحركة، لأن خطر التفتيت أصبح يهدد مصير الحركة بمجملها.
هذه الخطوة لناصر القدوة أخطر على حركة فتح من الخطوة القسرية التي أبعدت دحلان عن مركز الحركة ورفضه المتواصل لترك حركة فتح، أو، الانشقاق، أو، تشكيل حزب خاص، بطريقة ناصر القدوة، ومازال دحلان يطالب، ويستجيب، لأي، وساطات لإستعادة موقعه داخل حركة فتح، ويسمي تياره بالتيار الإصلاحي الفتحاوي، معتبرا نفسه داخل إطار حركة فتح، وثقافتها، وبرنامجها، واهدافها، ويتحرك كمنقذ للحركة في كل خطواته، وليس خارجا لقائمة انتخابية، ابتعدت عن الحركة، لتشكل اطارا وطنيا آخرا غير حركة فتح كما فعل ناصر القدوة.
في هذا السياق سيصبح دحلان الوريث الشرعي لحركة فتح في المستقبل القريب، إذا هزمت قائمة عباس، أو، حصلت على مقاعد أقل من مقاعد التيار الإصلاحي، وستحسب الجماهير الفتحاوية المتبقية أن دحلان هو من أنقذ فتح، في حين فتتها عباس، وفريقه، وغادرها ناصر القدوة لحزب جديد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت