ذكرت صحيفة "القدس العربي"، بأن اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أجرت خلال الأيام الماضية، حوارات مع ناصر القدوة، لثنيه عن قرار "شق صف الحركة"، بالدخول في الانتخابات التشريعية القادمة بقائمة مغايرة لتلك التي ستقر من الحركة، وذلك في ظل حالة التوافق على "القائمة الموحدة" مع القيادي مروان البرغوثي.
وخشية من تشتت الأصوات، أجريت اتصالات عديدة بصورة مباشرة ورسمية، وأخرى غير رسمية مع القدوة، حيث طُلب منه عدم المضي في خطوته، وتوضيح خطورة الأمر على أصوات الناخبين، كون الرجل يخطط للحصول على أصوات ناخبين من المفترض أن يدعموا حركة فتح.حسب الصحيفة
ولا تزال الاتصالات مع القدوة قائمة، وعلمت "القدس العربي" أن أعضاء بارزين من المجلس الثوري زاروا القدوة مؤخرا، علاوة على اتصالات أجراها أعضاء من اللجنة المركزية. وبحسب ما أكد أحد زاروه، فإن القدوة وعد حتى اللحظة بعدم اتخاذ أي خطوات من طرفه لا يمكن مستقبلا التراجع عنها، لافتا إلى أن الاتصالات لا تزال قائمة من أجل انجاز قائمة موحدة للحركة.
وقال رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم لحركة "فتح" منير الجاغوب، إن "اجتماع عقد بين القدوة وأعضاء من المجلس الثوري لحركة فتح، بالأمس، في رام الله"، مشددًا على أن "باب الحوار مفتوح داخل الحركة، وهي لا تذهب إلى آخر خطوة في الإجراءات."
وأردف: "هناك حوار ويجب أن يصل إلى نتيجة، وما سمعته أن اللقاء كان إيجابيا وفيه تقدم كبير".
وبحسابات الأرقام الخاصة بالحركة بشأن العملية الانتخابية، جرى التأكيد للقدوة على أن الأمر يمس التنظيم بشكل خطير، وأنه قد يتسبب بإهدار الكثير من الأصوات، غير أن تلك الاتصالات لم تأت بأي نتيجة حتى اللحظة، حيث سيرفع تقرير شامل بتلك الاتصالات للجنة المركزية لتناقشه في اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس.وفق الصحيفة
وكان اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية قد قال: "القدوة حتى اليوم هو عضو لجنة مركزية، ويتمتع بكافة الحقوق بما في ذلك الحصانة التنظيمية، والحوار معه مستمر"، وأضاف: "القدوة أخطأ ومن هو غير قادر على الإصلاح والتغيير من داخل الإطار التنظيمي سيستطيع فعل ذلك من خارجه؟".
ورفضا لخطوة الرجل التي من شأنها أن تأتي بمردود سلبي في الانتخابات، أطلق نشطاء من حركة فتح حملة إلكترونية، بعنوان "نشق صدورنا ولا نشق فتح"، واشتملت على صور مشتركة لقادة فتح التاريخيين أمثال ياسر عرفات وصلاح خلف وخليل الوزير، وكان من بين الجمل التي استخدمت في الحملة: "فتح هي الجدار الأخير، لا تساهموا بهدم الجدار".
وتداول الكثير من نشطاء فتح خلال الحملة الالكترونية ما كتبه عضو اللجنة المركزية السابق وأحد مؤسسي الحركة فاروق القدومي، على صفحته: "اتقوا الله واتحدوا واتعظوا وتذكروا بأن قادتكم عندما مروا بأصعب من هذه الظروف قالوا: نشق صدورنا ولا نشق فتح".
ومن المحتمل أن تصل قرارات الحركة تجاه القدوة لحد الفصل، لمخالفته القرارات واللوائح الداخلية، لعمله خارج أطر الحركة، وهو الأمر المعروف اصطلاحا في فتح بـ"التجنح".كما ذكرت الصحيفة
يشار إلى أن هناك مسؤولين في حركة فتح، أكدوا لـ"القدس العربي"، أن القدوة فشل في استمالة القيادي مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية، والأسير في سجون الاحتلال، أو أي من أعضاء فريقه، ليكونوا معه في القائمة، رغم عرضه التنازل عن رئاسة القائمة لصالح البرغوثي.
ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، فخلافا للتوقعات السابقة، يقول المسؤولون في فتح، إن الأيام الماضية شهدت توافقا مع البرغوثي وفريقه على الشكل العام للقائمة الانتخابية، وأن الأيام القادمة سيتخللها تكثيف الاتصالات بمروان، وربما زيارته من جديد في سجنه لإقرار القائمة بوصفه عضوا في اللجنة المركزية.
ويشير إلى ذلك التصريح الصحافي الذي أدلى به حاتم عبد القادر عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والمقرب من البرغوثي، حيث قال إن حركة فتح سوف تخوض الانتخابات التشريعية بقائمة واحدة، وأن كافة أبناء الحركة سيصطفون لإنجاح القائمة، لأن نجاح حركة "فتح" هو نجاح للمشروع الوطني الفلسطيني لإنجاز الاستقلال.
وقال عبد القادر إن جميع أبناء الحركة سيناضلون في كافة الأطر القيادية والقاعدية لكي تكون القائمة معبرة عن طموحات الحركة وآمال الشعب الفلسطيني وفق معايير موضوعية.
ومن شأن ذلك أن يقوي شوكة حركة فتح، خاصة بين قاعدتها الصلبة، وبين مؤيديها وأنصارها، عندما تكون القائمة تحظى بتأييد من البرغوثي.
وقد كان عبد القادر قد لوّح سابقا بقائمة أخرى، في حال لم يجرِ التوافق أو المشاركة في القائمة التي ستقرها حركة فتح للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.
وفي هذا السياق، كان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ، قال إن اللجنة المركزية تحكمها اللوائح والأنظمة الداخلية للحركة إلى جانب قانون المحبة المتعارف عليه من عام 1965 حتى اليوم، وهو ما يحكم سلوك اللجنة المركزية، بمعنى أن الخلاف داخل الإطار وإبداء الرأي داخل الإطار.
وشدد على أهمية وحدة فتح، وقال إن تجربة 2006 لن نسمح بتكرارها تحت أي ظرف كان من باب المسؤولية، معتبرا أن الانتخابات القادمة ستكون مفصلية بالنسبة للحركة، وأضاف خلال لقاء مع قادة فتح في القدس المحتلة: "أهم تعبيرات الوحدة في فتح قائمة واحدة موحدة للحركة في انتخابات 2021، وغير مسموح لأي كان أن يذهب بقائمة أخرى، ومنعنا من الترشح أعضاء المجلس الثوري، وأعضاء اللجنة المركزية، وقادة الأجهزة الأمنية، والوزراء السابقين، لنفتح المجال لأبناء الحركة من الجيل الشاب للترشح".
وأشار إلى أن اجتماع اللجنة المركزية سيكون للتعامل مع القضايا التي برزت هنا وهناك، وتستحق في النهاية أن يكون هناك موقف واضح منها لكل المستويات القيادية والقاعدية في حركة فتح.
وأكد أيضا أنه في حال فازت فتح في الانتخابات التشريعية، فستذهب نحو خيار حكومة الوحدة الوطنية، ولن تشكل حكومة فتحاوية خالصة، وأضاف: "إذا دعينا للمشاركة في أي حكومة وحدة وطنية سنشارك لتحقيق الهدف الأساسي وهو إنهاء الانقسام والمصالحة وإنجاز المشروع الوطني الفلسطيني".