باستخدام الألواح الورقية والصمغ الساخن، يقوم "مشير بشير الحزمي"، صبي يمني يبلغ من العمر 16 عاما، ببناء نماذج لمباني شهيرة في العاصمة صنعاء، ويعيد إنشاء المدينة التي يعيش فيها بحب وإتقان.
المستشفيات والبنوك والطرق السريعة والشوارع الصاخبة المليئة بالسيارات والمشاة، وبالحيوية والحياة.. يذكر العرض الحي لمشير الكثيرين بما كانت تبدو عليه أكبر مدينة في البلاد.
ويقول مشير "أتخيل صنعاء بلا تفجيرات ولا حرب.. وهذا ما أريد فعله".
ووجد المراهق اليمني هواية بناء المباني المصغرة عندما كان في العاشرة من عمره، في وقت قريب عندما بدأت الحرب المستعرة في البلاد.
ويضيف مشير "لقد بدأت في بناء نماذج منزلية عندما كنت في الصف الثالث، كنت أستخدم أوراق دفاتر الملاحظات الخاصة بي وأقوم بعمل نماذج من المباني القديمة".
الحزمي يبني مجسمات لإعادة إنشاء صنعاء قبل الحرب، 4 مارس 2021. (شينخوا)
وبحسب مشير، فإنه لم يفهم تمامًا أهمية الحرب في ذلك الوقت.. كل ما كان يقلقه هو كيف يمكنه العثور على المواد التي يحتاجها لبناء النماذج المصغرة.
ومع ذلك، مع امتداد الحرب لفترة أطول، أصبحت حياة مشير وعائلته أكثر صعوبة، وبدأ الصبي يدرك وطأة الحرب.
وعلى الرغم من أن والد مشير، بشير الحزمي، كان محظوظًا بما يكفي للاحتفاظ بوظيفته كطباخ في مطعم، إلا أن ارتفاع أسعار السلع، فضلاً عن التفجيرات المستمرة، تسبب بمصاعب في حياة الأسرة.
وبينما يتسرب العديد من الأطفال في البلاد من المدرسة، ويذهب بعضهم للأعمال الشاقة، أو الانضمام إلى الفصائل المتحاربة، أرادت عائلة مشير حماية الصبي من كل ذلك.
ويقول مشير وهو يشير إلى غرفة بها عدد من المباني الصغيرة: "أبي يشجعني باستمرار على ممارسة هوايتي.. وبموجب نصيحته، بدأت في صنع نماذج أكبر مثل هذه".
الحزمي يبني مجسمات لإعادة إنشاء صنعاء قبل الحرب، 4 مارس 2021. (شينخوا)
ويعيش مشير مع والديه وسبعة من أخواته في منزل مستأجر، لكن العائلة ما زالت قادرة على توفير مساحة إضافية لمشير لخلق عالمه الصغير.
ويقول والد الصبي "أحاول تزويد مشير بما يحتاجه، فأنا أعطيه نصف راتبي الشهري حتى يجد شيئًا له قيمة يفعله داخل المنزل ويبقى آمنًا.. لا أحب أن يتجول في الشوارع، إنه أمر خطير".
وأضاف الأب "آمل أن يصبح مشير شخصا يمكنه خدمة الوطن في المستقبل"... "بلدنا سوف يحتاج إلى بعض العقول الخلاقة والبناءة لإعادة بناء البلد عندما يعود السلام".
ودعا الصبي مشير، أقرانه والأطفال الآخرين إلى الاهتمام "بالتعلم والإبداع بغض النظر عن مدى قسوة الظروف التي نعيشها.. فيمكن لجيل الشباب أن يساعد بلادنا".
وتشهد اليمن نزاعا دمويا منذ ست سنوات بين القوات الحكومية والحوثيين ألقت بظلالها على كافة مناحي الحياة في هذا البلد الفقير.
