- ا.د/عادل السعدني
- عميد كليه الآداب جامعه قناه السويس
لا أستغرب من وقوف مصر الدائم بجانب الشقيقة ليبيا، فسيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" يتحدّث عن الشعب الليبيّ، كما يتحدّث عن الشعب المصريّ؛ وذلك بسبب قوّة العلاقات التاريخيّة، التي تجمع بين البلدين، فضلًا عن الحدود المشتركة والجوار، إضافة إلى وجود قبائل مصرية ليبية منتشرة في البلدين، فهناك مصريون من أصول ليبية ينتشرون في كلّ ربوع مصر، يرتبطون بالقبائل الليبية بعلاقات نسب ومصاهرة وفروع قبائلية مشتركة.
لذا لا يعترينا أيّ شعور بالغرابة عندما تقدّم الدولة المصرية المساعدة إلى شقيقتها ليبيا، خاصّة إذا كانت هذه المساعدات طبّية في ظلّ اجتياح فيروس كورونا للعالم كلّه، فقد استقبل المستشفى المركزيّ التعليميّ "الشهيد أمحمد المقريف" في إجدابيا الليبية، أطقم طبية مصرية على مدار الأيام القليلة الماضية؛ لسّد العجز في الكوادر الطبّية، وللمساهمة في جهود مواجهة فيروس كورونا المُستجد، رغم حاجة مصر لكلّ كوادرها.
وكان في استقبال الأطباء المدير العام للمستشفى "فتحي الحرنة" الذي رحّب بهم قائلًا: أنتم في بلدكم، ودعاهم أن يُعدُّوا أنفسهم داخل المدن المصرية.
ووصلت إلى المستشفى حتى الآن دفعتين تضم 24 كادرًا مصريًّا ما بين استشاريين وأخصائيين وممرضين، ومن المنتظر أن تصل دفعتين ثالثة ورابعة من الأطقم خلال الأيام القليلة المقبلة.
لقد أوضح الرئيس "عبد الفتاح السيسي" البُعد التاريخيّ للعلاقات المصرية الليبية قائلًا: لن نذهب إلى ليبيا كمحتلين أو مستغلين أو طامعين في ثرواتكم بل تسعى مصر إلى أن تستعيد الدولة الليبية ثقلها وكيانها الذي لا يزال رمزًا للعزّة والصمود.
وهو ما دفع المسئولين في ليبيا إلى توجيه الشكر لسيادة الرئيس على دعمه المتواصل، حيث قال المسؤول الإعلاميّ بالمستشفى "أحمد جمعة": إنّ الأطباء المصريون يغطّون غالبية التخصصات من أمراض النساء والولادة والمسالك البولية وأمراض الكلى والباطنة وغيرها، وهو ما تحتاج إليه المستشفى، والأطباء المصريون سيشاركون طبقًا لتخصصاتهم في الكشف على الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، ثم ستحوّل الحالات المؤكّد إصابتها إلى المستشفى الميدانيّ الذي سبق أن جهّزه الجيش الليبيّ.
ثم وجّه الشكر إلى القيادة المصرية على ما تقدمه من دعم للأشقاء في ليبيا.
ولا يقتصر تقديم الخدمات في المستشفى على مدينة إجدابيا فحسب، بل يتلقّى العلاج فيه أيضًا مرضى يقطنون نطاقًا واسعًا من المدن الواقعة وسط ليبيا، ومنها البريقة والعقيلة ورأس لانوف والزويتينة، إضافة إلى أوجلة وجالو وسلوق والعرقوب.
لا شكّ أنّ الهدف الأساسيّ للجهود المصرية على جميع المستويات تجاه ليبيا، هو تفعيل الإرادة الحرّة للشعب الليبيّ من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه، وإعادة الشعب الليبيّ إلى سابق عهده الزاهر وسط حياة اجتماعيّة وسياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة آمنة؛ لتتجه نحو مستقبل مشرق.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت