الأونروا لا تعير فلسطينيو لبنان إهتماما

بقلم: فتح وهبه

المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني , صور الاونروا 2020
  • فتح وهبه

 لقد كشفت لنا جائحة كورونا عورة وكالة الأونروا وعجزها أمام هذا ألوباء الذي جعل اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام يعيشون في حالة ذعر  وقلق شديدين وجعل فلسطينيو لبنان بشكل خاص يعيشون في كابوس في ظل الأزمة الإقتصادية والمالية الخانقة ألتي يعاني منها لبنان والتي إنعكست بشكل سلبي ومباشر عليهم وأدت تردي أوضاعهم المعيشية والصحية والإقتصادية وحتى النفسية بعد إنقطاع مصادر الدخل لديهم .
لقد توقف فلسطينيو لبنان عن أعمالهم الضئيلة أصلاً إلتزاماً بالتعبئة العامة وحالة الطوارئ الصحية ألتي أعلنتها الحكومة اللبنانية مرات عدة ونتيجة أيضاً الركود الذي خلفته الأزمة الإقتصاديه والمالية اللبنانية الأمر الذي كان يستدعي من وكالة الأونروا إطلاق خطة طوارئ عاجلة لهم وتقديم مساعدات شهرية عينية ومالية تشملهم جميعاً إلا أن الوكالة لم تفعل ذلك وتركت الأهالي (اللاجئين) يواجهون الجوع والفقر والخوف وأيضاً ألموت في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار وتم إقتصار عملها على التوعية وهذا يعد إنتهاك لإلتزاماتها تجاه المجتمع الدولي الذي يمنح الوكالة الأموال لكي تؤمن هي بدورها حياه كريمة لجميع اللاجئين الفلسطينيين في البلاد المستضيفة لهم حتى إيجاد حل عادل لهم.
إن تقاعس وكالة الأونروا والتسويف في مساعدة فلسطينيو لبنان جعل الوكالة محل إنتقاد الجميع لأن دورها الإغاثي لم يرتقِ إلى مستوى المسؤولية بذريعة عجزها المالي الأمر الذي دفع فلسطينيو لبنان في كافة مخيماتهم إلى تنظيم العديد من الإعتصامات والوقفات الإحتجاجية أمام مقرات وكالة الأونروا إلا أن الوكالة لم تلتفت إليهم ولم تعيرهم أي إهتمام وكأن إغاثة فلسطينيو لبنان ليست من مهامها أو أولوياتها وكان مدير شؤون الاونروا في لبنان كلاوديو كوردوني قد قال مؤخراً أن الوضع المالي الصعب للوكالة في الوقت الحالي لا يسمح لها بتقديم أي زيادة في الخدمات أو المساعدات النقدية وأن جهود الأونروا حالياً تهدف على الحفاظ على المستوى الحالي للخدمات في الوقت الذي كان بالإمكان أفضل مما كان لو تقدمت وكالة الاونروا منذ بداية جائحة كورونا بطلب لمنظمة الصحة العالمية للحصول على مساعدات مباشرة  بما أن الأونروا تتبع وفقاً للبروتوكولات للمنظمة، إلا أن الوكالة لم تفعل ذلك وكان بإمكان وكالة الاونروا أيضاً أن تسعى للحصول على قرض من الأمم المتحدة أو منظمات الأمم المتحدة، لتغطية الإحتياجات في مناطق عملياتها الخمسة إلا أن الوكالة لم تسعى، كما كان أيضاً بإمكان المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني أن يستعين بميزانية الأونروا الموجودة لتغطية الحاجات الطارئة على أن يتم سدادها لاحقاً وهذا أيضاً لم يحصل الأمر الذي  يدعو للإستغراب والدهشة لأنه كان هناك أكثر من خيار أمام وكالة الأونروا لمد يد العون للاجئين الفلسطينيين إلا أن الوكالة لم تلجأ لأي من هذه  الخيارات الثلاثة
وكأن الوكالة تتقصد تلويعهم وتجويعهم لتفرض عليهم واقع جديد يمهد لها الطريق لمزيد من التقليصات أو لإنهاء عملها بالكامل، وهنا لا بد أن نسأل أين دور السلطة الفلسطينية المسؤولة عن ملف اللاجئين الفلسطينيين تجاه ما يعاني اللاجئون الفلسطينيون في لبنان؟ لماذا تركتهم لمصيرهم المجهول؟ أين منظمة التحرير الفلسطينية ودورها الأخلاقي والوطني في دعم صمود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وقد لامس سعر صرف الدولار الأمريكي الواحد مقابل الليرة اللبنانية ليوم السبت 13مارس عتبة أل 12 ألف ليرة لبنانية ؟لماذا لا تنشئ صندوقاً مالياً لدعم صمودهم وتخفيف معاناتهم؟

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت