- بقلم: شاكر فريد حسن
المواكب للتطورات والتحولات في المجتمع العربي وللمشهد السياسي والحزبي بين جماهيرنا العربية الفلسطينية، يلحظ تمامًا التغير في الخطاب السياسي، والتركيز على المدني أكثر من القومي. وهذا يعود إلى تراجع الوعي الوطني السياسي، وتنامي السلوك الانتهازي للشخصيات القيادية السياسية العربية، وتصاعد نهج الأسرلة، فضلًا عن غياب الهوية الوطنية لدى قطاع واسع من الجيل الشبابي الفلسطيني، واهتمامه بمصالحه الذاتية والشخصية أكثر من مصالح شعبه ومجتمعه وقضايا وطنه.
في نظري هناك علاقة جدلية بين البعدين المدني والقومي ولا يمكن الفصل بينهما، وتفضيل الواحد على الآخر، وذلك لوضعيتنا كأقلية قومية فلسطينية تعاني الاجحاف والتهميش وتواجه سياسة الاضطهاد والقهر والتمييز على أساس عنصري ابرتهايدي، وتناضل لأجل حقوقها القومية والمطلبية، ولأجل تحقيق حلم شعبنا العربي الفلسطيني بإقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني في حدود السادس من حزيران العام 1967، ولا مساواة بدون انجاز السلام العادل والشامل والثابت، سلام الشعوب بحق الشعوب.
وعليه هناك حاجة وضرورة ومسؤولية وطنية للتمسك أكثر بالخطاب السياسي والعودة لأسس المشروع القومي الديمقراطي الذي رسخته قيادات شعبنا الوطنية على مدار أكثر من سبعين عامًا ونيف، القائم على جدلية القومي والمدني. وهذا يتطلب التوعية السياسية الحقيقية والتثقيف السياسي والفكري، وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية لدى أجيالنا الشبابية، واستعادة دور المثقفين الفلسطينيين الغائب، والدور الطليعي الحقيقي للأحزاب والقوى الوطنية في مجتمعنا العربي، وتصليب الموقف الوحدوي الكفاحي لشعبنا الفلسطيني الباقي والصابر في هذا الوطن، الذي لا وطن له سواه.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت