- (أ.د. حنا عيسى)
السياسة هي فن البحث عن المتاعب، وإيجادها سواء أكانت موجودة أو لا، وتشخيصها بطريقة غير صحيحة، وتطبيق العلاج الخاطئ. لأنني، لست سياسياً ولا أفهم في السياسة أكثر مما يفهم القرد بنظرية (داروين) التي هو محورها وجوهر مناقشتها.. إذن، السياسة هي أول الفنون وآخر الأعمال. فالسياسيون هم الأشخاص الذين، عندما يرون الضوء في نهاية النفق، يخرجون خارجا ويقومون بشراء المزيد من الأنفاق.. لذا، على السياسي أن يزاول الحياة العامة خلال دورة أو دورتين، ويعود بعد ذلك إلى عمله الخاص ليخضع للقوانين التي سنها هو.. لقد توصلت الى نتيجة.. ان السياسة موضوع أخطر بكثير من أن نتركه للسياسيين ...لأن، الثورة التي لا تديرها جماهير واعية تدعو الى تغيير طريقة حياتها واقامة مجتمع انساني لن تكون أكثر من اعمال عبثية تقود دفتها القنوات الفضائية ويقرر مصيرها رجال السياسة وراء الابواب المغلقة.. فالسياسة الكبرى هي كيفية اعداد شعب اعدادا جيدا للعبودية من اليمين او اليسار عن طريق الشاشة الصغيرة وهو يبتسم في سعادة وغفلة.. وإذا كان من السهل حكم الشعب الجاهل فما أسهل ذلك عن طريق التلفزيون.
تعرّف السياسة لغةً بأنها عبارة عن معالجة الأمور، وهي مأخوذة من الفعل ساسَ ويسوس، وهي على مصدر فعالة، أما اصطلاحاً فتعرف بأنها رعاية كافة شؤون الدولة الداخلية، وكافة شؤونها الخارجية، وتعرف أيضاً بأنها سياسة تقوم على توزيع النفوذ والقوة ضمن حدود مجتمع ما.
وتعرف كذلك بأنها العلاقة بين الحكام والمحكومين في الدولة، وعرفت أيضاً بأنها طرق وإجراءات مؤدية إلى اتخاذ قرارات من أجل المجتمعات والمجموعات البشرية، وقد عرفها هارولد "بأنها عبارة عن دراسة السلطة التي تقوم بتحديد المصادر المحدودة"، وعرفها ديفيد إيستون "بأنها عبارة عن دراسة تقسيم الموارد الموجودة في المجتمع عن طريق السلطة"، أما الواقعيون" فعرفوها بأنها فنٌ يقوم على دراسة الواقع السياسي وتغييره موضوعيا".
أنواع السياسة:
هناك عدة أنواع من السياسة، هي كالآتي: سياسة أساسية. سياسة أيديولوجية. سياسة تشغيلية. سياسة عليا. سياسة اقتصادية.
سياسة التكتل، وهي سياسة يسعى فيها كل طرف إلى الانضمام إلى طرف آخر، أو مجموعة من الأطراف والتحالف معهما، وذلك بهدف كسب حلفاء في جوانب التعاون خاصة الإستراتيجية العسكرية والإستراتيجية الاقتصادية.
سياسة الاحتواء، داع إليها سفير الأمم المتحدة الأمريكية، وهي سياسة تقوم على العمل المخابراتي، والدبلوماسية، ومهاجمة الاتحاد السوفييتي، والاكتفاء بالضغط الاقتصادي.
أنواع السلطة السياسية:
السلطة التي تحظى بالشرعية اي قبول المحكومين واعترافهم بها كمرجع اعلى سواء كان ذلك رضاء او كراهية.
السلطة العامة، وهي سلطة ملزمة لكل من يكون في المجتمع.
السلطة التي تحتكر وسائل الإكراه الشرعية، مثل: الجيش، والشرطة. السلطة التي تقوم على معاقبة أي شخص يخالف القواعد القانونية المطبقة في مجتمع هذه السلطة.
السلطة السياسية المقترنة بالغطاء القانوني التي يدعمها.
فوائد السياسة:
تترك للموظفين والمديرين التفرغ بشكل كامل للمشاكل.
تقوم السياسية على تقليل المجهود الذهني والمجهود العصبي لجميع الموظفين والمدراء.
تقوم على بعث الثقة في نفوس الموظفين والمديرين في اتخاذ القرارات والتصرفات الخاصة بهم، وتقوم على تقليل التردد والشك في نفوسهم.
تقوم على التماثل التنسيق بين تصرفات الأفراد، وخصوصاً التصرفات الخاصة في تعاملهم مع الآخرين.
تعتبر السياسة وسيلة من وسائل الرقابة.
العلوم السياسية: تعرف العلوم السياسية بأنها عبارة عن دراسة السلوك السياسي، وتقوم على تفحص التطبيقات ونواحي هذه السياسية، وتستخدم النفوذ، وتعد العلوم السياسية من تخصصات العلوم الاجتماعية.
أهمية علم السياسة:
تقوم على فهم الترابط بين أجزاء العملية السياسية. قدرتها على تحقيق الأهداف بأقل التكلفة، وبأفضل النتائج. تقوم على تفسير كل ما يتعلق بالساحة السياسية. يعد وسيلة من وسائل الرقابة.
الفكر السياسي:
هو البحث الحر الاستدلالي في ظاهرة السلطة السياسية.
مراحل تطور الفكر السياسي:
العصور القديمة:
التركيز على تطوير طبيعة العلاقات الانسانية في الدولة والتركيز على الأسس الاخلاقية للحكم، حيث كانت أهم مناطق تركزه في مصر، بلاد الرافدين، الصين، الهند، اليونان، الدولة الرومانية، فالفكر السياسي اليوناني تحديدا كان فكرا مثاليا أخلاقيا قيماً.
العصور الوسطى:
تنطوي على الفكر السياسي المسيحي والاسلامي حيث شهدت هذه المرحلة انتشار الدين المسيحي واستقراره ثم ظهور الاسلام وبداية انتشاره وتركز موضوع الفكر السياسي في هذه المرحلة على البحث في كيفية وشكل العلاقة بين الدين والدولة.
العصور الحديثة:
بدأت بعصر النهضة في أوروبا عام 1453 م وهناك من يؤرخ لها باندلاع الثورة الفرنسية 1789 وشهدت هذه المرحلة انطلاق الثورة الصناعية وتبلور الشعور القومي وقيام الدولة القومية حيث تركز موضوع الفكر السياسي في هذه المرحلة على الشكل الأفضل أو الامثل للحكم.
العصور المعاصرة:
بدأت منذ بداية قرن العشرين وتستمر حتى الان، ومن أهم سماتها: تأكد الثورة العلمية والتكنولوجية، وتأكد تأثيرها الكبير على الحياة الاجتماعية والسياسية، تقدم التصنيع، سهولة الاتصال، اختراع وتوظيف اسلحة الدمار الشامل ... الخ. والاهم هو ظهور المذاهب السياسية الكبرى والتي تتمثل في المذهب الفردي والرأسمالي والاشتراكي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت