- بقلم عدنان الصباح
انتهت الانتخابات الإسرائيلية دون ان يتمكن أيا من المعسكرين الصهيونيين مجتمعين الحصول حتى على اغلبية بسيطة وظل الامر معلقا كما كان ولم تتمكن انجازات نتنياهو الواضحة لمن هب ودب بكل الاتجاهات من جعل الناخب ان يقبل به وان يتغاضى عن تهم الفساد التي تلاحقه وعاقب الناخب الاسرائيلي وبسرعة حزب ازرق ابيض بسبب تحالفه مع نتنياهو كما فعل ذلك الناخب العربي الذي عاقب ممثليه المنقسمين بالعزوف عن التصويت بل ان الأسوأ حصل في الأصوات العربية بحصول القائمة الموحدة المتهمة بالتحالف مع نتينياهو على أربعة مقاعد.
اليوم يجري الاستعداد في الاراضي الفلسطينية لانتخابات تشريعية ثالثة خلال ثلاثة عقود تقريبا بينما جرت اربعة جولات انتخابية في دولة الاحتلال خلال سنتين والسؤال هو اذا كان الناخب في دولة الاحتلال يعاقب قادته ويصر على معاقبتهم على تهم فساد لم يثبت بعد صحتها ولم يصدر القضاء بشأنها قراره وهو ( نتنياهو ) يتهمه المدعي العام بالرشوة والاحتيال وخيانة الامانة وهي كالتالي في القضية الاولى المعروفة بالقضية (4000) طلبه الحصول على تغطية اعلامية من موقع ويلا الاخباري مقابل تسهيلات حكومية لشركة الاتصالات الاسرائيلية ( بيزك ) والقضية الثانية المعروفة بالقضية ( 1000 ) يتهم نتنياهو بها بتلقي رشاوي من السيجار الفاخر والشمبانيا والمجوهرات والقضية رقم ( 2000 ) يتهم بها نتنياهو بمحاولة الحصول على تغطية اعلامية ايجابية من ناشر صحيفة يديعوت احرونوت.
اذا كانت التهم السابقة هي التهم التي تقف في وجه نتنياهو صاحب انجاز لقاح الكورونا وصاحب انجاز صفقة القرن وصاحب انجاز اعتراف امريكا بالقدس موحدة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة امريكا وغيرها الى القدس وكذا اعتراف امريكا بسلطة الاحتلال الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل وصاحب انجازات الاستيطان وتسويقه حد قبوله في بعض الدول العربية ... إذا كانت هذه الانجازات لم تتمكن من انقاذ نتنياهو فما هي الإنجازات التي ستتمكن من انقاذ القيادة الفلسطينية التي لم تفعل شيئا سوى الانقسام الذي لم تتمكن من الانتصار عليه ولم تتمكن من توحيد البلد المحتل والمدمر والذي يتناهشه الاعداء من كل حدب وصوب ... القيادة التي قبلت بالانقسام ودعت الى الانتخابات في ظله والقيادة هنا قطعا لا يقصد بها فتح وحماس معا بل كل التشكيلات السياسية الرسمية المنخرطة في الفعل المؤسسي للسلطة او منظمة التحرير اما الفاعلة فيما يحدث او الساكتة عن ما يحدث وهذا يطال حتى اصحاب الحراكات او مجموعات ما يسمى بالمجتمع المدني من مستقلين من امثال رئيس الوزراء السابق سلام فياض الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من التركيبة السياسية الفاعلة والذي شارك في ادارة البلد في اخطر فتراتها.
ما هي الانجازات التي ستعرضها قوائم التشريعي القادمة وماذا ستكتب هذه الفصائل في خانة الانجازات وهل يمكن ان تغيب ( سوف ) الاكثر عروبة من أي كلمة اخرى عن برامج احزابنا وفصائل ثورتنا وحتى المستقلين منهم وحكومة اليوم تدير ظهرها لإضراب المحامين وتقبل بتعطيل القضاء وتفعل ذلك مع الأطباء في اخطر مرحلة في تاريخ العالم يعتبر فيها العاملين في القطاع الصحي من اطباء وغيرهم الجيش الاهم لدى شعوب الارض ويعتبر القضاء حامي أي مجتمع وكذا يحدث الامر في غزة حيث يتواصل الانقسام والجوع والاغلاق فباي حق ستطلب هذه الفصائل من شعبها التصويت لصالحها بكل بساطة وحتى دون ان تحاول الاعتراف بأخطائها حتى بل والاخطر من ذلك ان هناك غاضبين من هذه الفصائل يريدون من الشعب انتخابهم دون ان يخجلوا بالإعلان ان غضبهم نابع من خلافات انتخابية هي في محصلة الامر مصالح شخصية لا تمت للشعب والوطن والقضية بصلة.
باختصار شديد لقد عاقب الناخب العنصري الذي يحتل ويستوطن بلادنا ويصادر حقنا حتى بالحياة قيادته العنصرية على فسادها ولا زال يفعل في اربعة انتخابات خلال سنتين دون يلتفت حتى لإنجازاتها التي يتغنى بها العالم فكيف سيفعل الناخب الفلسطيني في الانتخابات الثالثة خلال ثلاثة عقود !!! مع قيادته التي لا زالت تحقق له الانقسام بل وتتفق على استمراره وتقبل ببقائه حتى وهي تطلب راي الشعب بها في حالة لا اعتقد انها حدثت في التاريخ والسؤال الاخطر ... ما هي الانجازات التي ستسوقها الفصائل لشعبها لتطلب منه التصويت لها غير هذا الانقسام الابشع بروزا للعميان قبل المبصرين.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت