- بقلم : محمد شاهين
الانتخابات حلقة جديدة من حلقات استعادة النظام الديمقراطي ويجب نتوحد من خلال صياغة رؤية وطنية شاملة وفق استراتيجيات تخدم مشروع المقاومة الوطنية لمواجهة دولة الاحتلال الصهيوني و التي لا تزال ماضية في توسعها و احتلالها الأرض الفلسطينية من خلال تسارع عمليات الاستيطان والضم في القدس والضفة الغربية والاغوار مما يشكل تحدياً حقيقياً في وجه القضية الوطنية الفلسطينية.
ان الانتخابات الوطنية خيار الشعب الفلسطيني وهي كلمة السر من أجل العودة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية لمواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية ،وبرز ذلك جلياً من خلال الدافعية والرغبة القوية من مختلف أبناء الشعب بالذهاب الى صناديق الاقتراع واختيار ممثلين عنهم بعد سنوات من تأخر هذا الاستحقاق الانتخابي في فلسطين .
الفصائل الوطنية والإسلامية قد تختلف في الوسائل لانتزاع حقنا المسلوب من الاحتلال لكننا لا نختلف على أهمية زوال الاحتلال عن أرضنا وشعبنا وهو ما يعد ثابت قوي في النهج والرؤية والفكر الوطني للكل الفلسطيني على اختلاف آرائهم السياسية.
ان الانتخابات الوطنية مدخل واقعي لإنتاج خارطة طريق تعالج أزمات الشعب، لقد بات من غير المقبول أخلاقيا ان تستمر معاناة شعبنا في ظل تجاهل المجتمع الدولي جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق الأبرياء والمستضعفين من أبناء شعبنا ، ان الظلم الواقع على شعبنا يدفعنا ان نتوحد ضد الجرائم الصهيونية من خلال انتخابات وطنية في شكل إيجابي واخلاقي لمواجهة هذا الخطر الحقيقي الذي يتهدد قضيتنا.
في ظل المواقف الإيجابية من قيادتي حركة فتح وحماس إزاء الانتخابات والضغوط الإقليمية والدولية من أجل المضي في طريق الانتخابات هنالك ضغوط أخري من دولة الاحتلال عبر رفضها إجراء الانتخابات في مدينة القدس تحاول دفع القيادة الفلسطينية باتجاه إلغائها الأمر الذي يتطلب من القوى الوطنية والإسلامية تحدّي تلك الضغوط وانجاح الانتخابات.
لقد كان للانقسام تأثير كبير على القضية الفلسطينية فلقد استغله الاحتلال من اجل تحقيق اهدافه الخبيثة في ارتكاب المزيد من الجرائم بحق وطننا، من المهم ان تلبي الانتخابات القادمة طموحات شعبنا من خلال برنامج سياسي اصلاحي يعالج افرازات الانقسام والتي شكلت تحديا كبيرا للمواطن الفلسطيني مما انعكس سلبا على حياته في جوانب عدة، ان المطلوب اليوم ان نتفق جميعاً من أجل الخروج من هذا النفق المظلم المسمى الإنقسام وأن نلتقي جميعاً من أجل خدمة الوطن والمواطن وان يشعره شعبنا بذلك عملياً على أرض الواقع من خلال برامج ومشاريع تستنهض قدرات شعبنا وتوظف امكانياته لطي صفحة الانقسام الفلسطيني وما تركه في وعي ابناء شعبنا من آلام غائرة ، في ضوء الوضع الخاص للقضية الفلسطينية وأهم التحديات التي تتعرض لها اهمية إنجاح الإنتخابات الوطنية حتى تتهيأ دولة فلسطين شعب او فصائل لإنتاج وقائع جديدة على الأرض تهدف لتعزيز فرص مواجهه التغول الصهيوني ضد كل ما هو فلسطيني في ظل صعود اليمين الصهيوني داخل الكيان و تنفيذ المخططات التوسعية على أرضنا وأن يكون ملف الأسرى حاضراً فليس من المقبول أخلاقيا أن تستمر معاناة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال في ظل تجاهل المجتمع الدولي ومعاناتهم الظلم الواقع عليهم من الم ومرض وموت يهدد حياتهم صباح مساء ، وأمام تسارع عمليات التطبيع العربي مع دولة الاحتلال و التنكر الدولي للحقوق الفلسطينية ونقل عدد من الدول سفاراتها مع الاحتلال للقدس لابد لنا من انجاح الانتخابات الوطنية الفلسطينية من أجل ملاحقة الاحتلال قانونيا في المحافل الدولية وان تكون هذه الانتخابات بمثابة القوة الصاعدة لدعم القضية الفلسطينية من الخطر الذي يتهدد ها لا بد من ازاحه العقبات ومواجهة الاحتلال موحدين فلذلك اهميه استراتيجية اضافة للبعد السياسي اعتبار ذلك مدخل هام لمعالجة قضايانا الوطنية ضد الاحتلال، استنادا إلى التفاهمات والاتفاقات التي تمت بداية من اتفاق القاهرة ووثيقة الأسرى و اتفاقية الدوحة والشاطئ واعتبراها مرجعية وطنية لمعالجة أي عقبات في طريق الوحدة مع ضرورة استخلاص العبر وبناء استراتيجية وطنية لبناء دولة فلسطين استنادا للحق الفلسطيني ومراحل النضال والعمل الوطني ، وبناء مرحلة جديدة في طريق استعادة الحق الفلسطيني بجهد وطني متكامل لقطع الطريق على جرائم الاحتلال.
وفي ضوء التغيرات الدولية والإقليمية فإن القضية الفلسطينية تتعرض لضغوط متزايدة من قبل دولة الاحتلال واعوانها وعليه فينبغي ان نعمل كفلسطينيين ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام بقوة من اجل انجاح الانتخابات الوطنية الفلسطينية ممثلة في المجلس التشريعي والمجلس الوطني باعتبارها مدخل حقيقي لمواجهة المخاطر التي تحيط بنا لإحداث تغيير حقيقي في النظام السياسي الفلسطيني وفق القانون الأساسي لإعادة صياغة الواقع السياسي الفلسطيني ديمقراطياً وفق برنامج سياسي وطني يعالج الصعوبات الحقيقية التي تمر بها القضية الفلسطينية.
وتستمر آمال الشعب الفلسطيني في نجاج الانتخابات و المضي في مسار المصالحة الوطنية و إعادة توحيد ما فرقه الانقسام.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت