زيكوف اليرموكي ... العصامي فوق الفصائلي

بقلم: علي بدوان

زيكوف
  • بقلم : علي بدوان

زكريا الشريف، ابن مخيم اليرموك، وبالتحديد حارة المغاربة، الحارة التي تقتسم النفوذ الفصائلي فيها بشكلٍ عام، ومنذ سنواتٍ طويلة كلا من :  حركة فتح، و (الجبهة الشعبية/القيادة العامة). تلك الحارة التي انجبت العشرات بل المئات من الكوادر والأعضاء وعلى رأسهم من الشهداء الأوائل الشهيد أبو علي الأخضر بطل معركة (عين يهيف عام 1968). وهي الحارة ذاتها التي انجبت الجزء الأساسي من كوادر فرقة أغاني العاشقين بقيادة الأشقاء من عائلة (الهباش) وزملائهم.

زكريا الشريف، لايعرفه  أحد باسمه الحقيقي إلاّ ماندر، فاسمه الحركي يُسابقه، ويعرفه الجميع باليرموك، من كل ماهب ودب، باسمه المتواتر (زيكوف). الفتحاوي ايضاً، لكنه فوق الفصائلي، الذي يتعاطى مع الجميع بروحٍ وطنية جامعة، تتجاوز الأطر الضيقة والعصبيات التنظيمية المغلقة. فكانت بداية تعرفي عليه بجلسة كانت مع المرحوم ابن حركة فتح محمد تواتي واخرين من حارة المغاربة.

زيكوف أو (زكريا شريف) مواليد اليرموك عام 1962، ومن بلدة (معذر) التابعة لقضاء طبريا والمجاورة لبلدة (كفر سبت). ضمن مجموعة قرى المغاربة في فلسطين ومنها قرى : ديشوم، وماروس، وعموقة ... قضاء صفد. وعولم قضاء الناصرة ...

زيكوف، صاحب النظرة الطيبة، والإبتسامة الدائمة، التي تخلق المحبين والأصدقاء، والتي تتعالي عن ضغائن الأمور، وتتفوق في وعيها الفطري عن أصحاب "الأنياب" الحادة التي تفترق عن الأخرين بمجرد خلافات سياسية أو غير سياسية بسيطة، أو تتمادى على أصحاب العمل الجاد والنوايا العملية المنتجة.

زيكوف، نشيط الحركة الكشفية، وحركة الأشبال في صفوف حركة فتح، ومعسكر عدرا، والناشط في مجالات إبداعية مُتعددة، والتي اتقنها بالعمل اليومي، وصولاً للإخراج الصحافي، فكان من مخرجي صحيفة (صدى المعركة) التي كانت تصدر في بيروت أيام غزو العام 1982 ومن قلب الحصار، تلك المطبوعة التي كان الكتاب ذاتهم المساهمين فيها كتابة وابداع واخراج، يقومون بتوزيع اعدادها على المقاتلين في الخطوط الساخنة، ومنهم الشهيد الشاعر علي فودة (من قنير قضاء حيفا) الذي استشهد اثناء توزيعها زمن حصار بيروت، وهو صاحب القصيدة :

إني اخترتك يا وطني حباً وطواعية

إني اخترتك يا وطني سراً وعلانية

إني اخترتك يا وطني

فليتنكر لي زمني

ما دمت ستذكرني

يا وطني الرائع.. يا وطني

تلك القصية التي غناها مارسيل خليفة.

علي فودة


 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت