- د.خالد معالي
أوجع الأسير المحرر مصطفى الشحاتيت من دورا الخليل قلب كل حر وشريف، وهو ما يستدعي جعل الأسرى في الهم الأول لكافة القوى الفلسطينية، وليس البحث والضغط لتحسين شروط اعتقالهم، فالحرية هي المطلب الاول والأخير لكل حر وشريف.
بداية العبر المستقاة هي أن اللعب على وتر الأسرى، ومحاولة تشوبه هذا الطرف وذاك والاصطياد بالماء العكر، لا تنطلي على الشعب الفلسطيني، كون غالبيتهم ذاق مرارة الأسر ، ويعرف كيف أن روح الأخوة والوحدة الوطنية، هي السائدة داخل السجون.
مطلقا لا يصح أن يبقى الاسير رشدي ابو مخ داخل السجون ل 35 عاما، ولا أن يبقى الأسير الشحاتيت ل 17 عاما في الاسر، وهذا معناه أن الكل أخفق في هذه المعضلة وكيفية حلها، باستثاء حالة صفقة "شاليط" وما لدى المقاومة من اسرى الاحتلال في غزة.
ما بثته قناة العربية ارتد عليها سلبا، لحالة الأسير المحرر الشحاتيت، كون الاسرى اضربوا مرات ومرات، لأجل علاج المرضى، لكن الاحتلال لا يفعل كي يحول السجون إلى جحيم، والشحاتيت كان قد تعرض للضرب على رأسه اكثر من مرة، خلال قمع ادارة السجون لاضراب الاسرى من فتح وحماس وبقية القوى.
فلسطينيا، حالة الأسير المحرر الشحاتيت أوجعت الكل والجميع، وهو ما يعني أن سرعة الافراج عن الاسرى لا تحتمل التلكؤ، ولا تترك لعوامل الزمن، ولا يصح تجاهلها ولو للحظة، ويجب دوما البحث عن طرق وأساليب تجبر الاحتلال الإفراج عن الاسرى، فهم الهم والملف الذي يجب أن يغلق لا أن يظل جرح مفتوح.
حاليا كل الأنظار تتجه لغزة لأنها هي من تملك حل الجزء الأكبر من ملف الاسرى، والأسرى يأملون أن يفرج عنهم ضمن صفقة وفاء الأحرار الثانية كما وعدت المقاومة، على غرار صفقة "شاليط"، وهو ما يخفف من وجع الاسرى والشعب الفلسطيني، ما دام هناك امل كبير، ومع ذلك يجب معرفة نقاط ضعف العدو وهي كثيرة لإجباره على الإفراج عن الأسرى كلهم دون استثناءات يتلاعب بها.
العبر الأخرى المستقاة هي أن الأسرى محل اتفاق وإجماع لدى الكل الفلسطيني، وهذا ما يجعل من يحاول أن يقترب منهم للتفرقة ودق الاسافين يبوء بالخسران، وهذا ما حصل مع قناة العربية التي كانت وما زالت تبحث عن ما هو كل مثير ومشوه كي تحقق مأرب وأهداف لم تكن يوما بصف الخير والمحبة وخير الناس.
في كل الاحوال، حصل خير، فقصة الشحاتيت اعادتنا جميعا لمعرفة الصديق من العدو وكشفت الكثير من الأمور وامكنة النقص، وما هو يجب أن يكون من ترتيب الأولويات، وانظر معي كيف أن قصته أبرزت وكشفت خفايا ونفوس ما كان لها أن تكتشف، وان نعرف مكامن الخطر افضل بكثير من عدم المعرفة، لأنه أن تم تشخيص الحالة جيدا تم علاجها جيدا، فالكل يتقدم للامام.
الاسرى خط احمر، وهو متفق عليه بين حماس وفتح، وحرف البوصلة لا يستفيد منه سوى الاحتلال، ومن هنا فان من سارع لنقل ما بثته العربية، انساق مع حرف البوصلة، وهو ما لا يصح، ولا بد من ساعة حساب عسيرة من الله لكل من يسير بطريق الضلال، والا لانتفى العدل وعمت الفوضى والظلام.
بالمحصلة، لا يصح ان يبادر الاشرار بافتعال الاكاذيب والاحداث، والاخيار يردون بالنفي ورد الحجة وكشف الاعيبهم، بل يجب اعداد الخطط المحكمة، وتوحيد الطاقات بين الاخوة في حماس وفتح وبقية القوى، لمحاسبة كل من يعبث او يفكر بتخطي الخطوط الحمر الفلسطينية، من شهداء واسرى وغيرهم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت