بايدن شخصياً ملتزم بحل الدولتين

مسؤول أميركي: كل شهر سنتخذ خطوات لتحسين مستوى الحياة للشعب الفلسطيني

أبومازن - بايدن
  • أي حكومة فلسطينية يجب أن تلتزم بحل الدولتين

قال مسؤول أميركي كبير إن تأخر اتصال الرئيس جو بايدن بالرئيس محمود عباس "ليس مؤشراً على أي شيء سلبي، وإنما سببه هو فقط أن الرئيس بايدن يركز كل طاقاته تقريباً على احتياجات الشعب الأميركي"، مشدداً: نحن نأخذ العلاقات بشكل جدي للغاية.

وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لصحيفة "الأيام" الفلسطينية إن الإعلان عن رزمة المساعدات الأميركية قبل أيام هو "تعبير عن نوايا الولايات المتحدة لإعادة العلاقة مع الشعب الفلسطيني التي تم قطعها من قبل الإدارة السابقة".

وأعلن المسؤول، في حديث هو الأول لمسؤول في الإدارة الحالية حول العلاقات الفلسطينية-الأميركية، أن أجزاء مهمة من هذه المساعدات التي تم الإعلان عنها قبل أيام ستبدأ بالتدفق قريباً.

وشدد على أن المساعدات التي أعلنت عنها الإدارة قبل أيام هي خطوة واحدة من عدة خطوات للتقدم باتجاه حل الدولتين، مشيراً إلى أن "هدفنا هو تحسين الازدهار والأمن والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين فوراً وبطرق ملموسة، ونعتقد بأن هذا مهم بحد ذاته، وهو أيضاً مهم للتقدم باتجاه حل الدولتين، هذه هي سياستنا".

وأضاف "كل شهر سنتخذ خطوات لتحسين مستوى الحياة للشعب الفلسطيني، بحيث نمضي قدماً نحو مستقبل يتمتع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بمستويات متساوية من الازدهار والحرية والأمن".

وأكد أن "الانتخابات الفلسطينية هي قرار يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم من أجل أنفسهم، وبالتالي هو قرار فلسطيني"، مستدركاً أن أي حكومة يجب أن تلتزم بحل الدولتين والاتفاقيات الموقعة ونبذ العنف لتتعامل معها الإدارة الأميركية.

ورداً على سؤال بشأن إعادة فتح القنصلية الأميركية العامة بالقدس، قال المسؤول الكبير "نحن التزمنا بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع القيادة الفلسطينية، وقد قمنا بخطوة أولى في هذا الاتجاه من خلال اتصالات هاتفية مستمرة بين الولايات المتحدة والقيادة الفلسطينية، ولا يوجد حالياً لدينا شيء للإعلان عنه بشأن القنصلية، ولكننا نراجع بعثاتنا الدبلوماسية ونحن سننظر بهذا الأمر".

وشدد على أن "الرئيس بايدن شخصياً ملتزم بحل الدولتين وسننظر في كل فرصة للتقدم باتجاه حل الدولتين".

وفيما يلي نص الحديث الذي أجرته "الأيام" مع المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأميركية:


* "الأيام": أعلنت الولايات المتحدة الأميركية قبل أيام عن رزمة مساعدات اقتصادية للشعب الفلسطيني، كيف يتم وضعها في سياق تحقيق هدف حل الدولتين؟

- المسؤول الأميركي: الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن كانا سعيدَين وفخورَين بالإعلان عن استئناف المساعدات للشعب الفلسطيني.

لقد قال الرئيس بايدن منذ الحملة الانتخابية وفي كل بياناتنا الرسمية في الأمم المتحدة إن هدفنا هو تحسين الازدهار والأمن والحرية للإسرائيليين والفلسطينيين فوراً وبطرق ملموسة، ونعتقد أن هذا مهم بحد ذاته وهو أيضاً مهم للتقدم باتجاه حل الدولتين.

هذه تلخص سياستنا وهي سياستنا، فاليوم أنت ترى مثلاً ان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل هو أعلى منه في فرنسا واليابان، في حين أنه في غزة 2000 دولار فقط سنوياً، وفي الضفة الغربية هو 4000 دولار سنوياً.

هذا المستوى من الدخل غير المتوازن بين شعبين مرتبطين ببعضهما البعض بشكل وثيق هو أمر غير مستدام، بالطبع إنه مروّع للشعب الفلسطيني ولكنه أيضاً ليس جيداً لإسرائيل، ولذا فإن هدفنا هو أنه كل شهر سنتخذ خطوات لتحسين مستوى الحياة للشعب الفلسطيني، بحيث نمضي قدماً نحو مستقبل يتمتع فيه الإسرائيليون والفلسطينيون بمستويات متساوية من الازدهار والحرية والأمن.

هذا هو هدفنا، هذا هو هدف هذه الإدارة، بأن نتقدم خطوةً بخطوة نحو هذا الهدف.
ولذا فإن هذه الرزمة من المساعدات الخارجية هي واحدة من هذه الخطوات، وفي الحقيقة فإنها عدة خطوات، لأن رزمة المساعدات تتضمن مساعدات من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وأيضاً تتضمن بناء السلام.


أجزاء مهمة من المساعدات ستبدأ بالتدفق قريباً
* "الأيام": هل من تواريخ محددة للبدء بتنفيذ هذه الرزمة من المساعدات؟

- المسؤول الأميركي: نقوم بذلك بالشراكة مع الكونغرس، ولذا فأولاً نحن ما زلنا في سياق العمل مع الكونغرس لاستكمال بعض التفاصيل حول برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومعلوم أن برامج الوكالة تتم من خلال وكالات ومؤسسات غير حكومية، والأمر يستغرق عدة أشهر لتنفيذ هذه البرامج.

مساعداتنا تنفَّذ عادة على مدى عدة أشهر، ولكن أردنا أن يكون إعلاننا الآن كتعبير عن نوايا الولايات المتحدة الأميركية لإعادة العلاقة مع الشعب الفلسطيني التي تم قطعها من قبل الإدارة السابقة.

ولذا فإنه على الرغم من أن وصول المال سيستغرق وقتاً إلا أننا شعرنا أن من المهم بأن نقوم بهذا الإعلان.

أعتقد أن أجزاء مهمة من هذه المساعدات ستبدأ بالتدفق قريباً.

 

مستويات الدعم لـ "الأونروا"
* "الأيام": في الإدارات التي سبقت إدارة ترامب وصلت مستويات الدعم لوكالة "الأونروا" الى ما يزيد على 300 مليون دولار سنوياً، هل تنوون العودة الى هذه المستويات من الدعم؟

- المسؤول الأميركي: لم نتخذ قرارات بشأن المساعدات المستقبلية، من الصحيح أنه تاريخياً عندما تقدم الولايات المتحدة الأميركية الأموال للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أو الصليب الأحمر الدولي أو "الأونروا" فإننا نقدم أكثر من مساهمة واحدة سنوياً.
ما تفعله هذه المساهمة هي أنها تعيد الولايات المتحدة الى الطاولة لتمكيننا من أن نكون شريكاً جدياً مع "الأونروا" لتحسين حياة ملايين الفلسطينيين بمن فيهم مئات آلاف الأطفال، بما يوفر لهم التعليم والرعاية الصحية.

ما أردناه في هذه المرحلة المبكرة هو إعادة المساعدة وإعادة العلاقة الأميركية مع "الأونروا" بحيث نعمل سوياً لنحوّل العالم الى مكان أفضل.

 

سياسة خطوة خطوة
* "الأيام": فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية السياسية الفلسطينية-الأميركية، الفلسطينيون يريدون إعادة مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن، وهناك أحاديث عن إمكانية تعيين قنصل أميركي عام في القدس وربما إعادة فتح القنصلية الأميركية بالقدس، ماذا يجري بهذا الشأن لإعادة العلاقة الثنائية إلى مسارها؟

- المسؤول الأميركي: هذا سؤال مهم، نحن التزمنا بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع القيادة الفلسطينية، وقد قمنا بخطوة أولى في هذا الاتجاه من خلال اتصالات هاتفية مستمرة بين الولايات المتحدة والقيادة الفلسطينية، ولا يوجد حالياً لدينا شيء للإعلان عنه بشأن القنصلية، ولكننا نراجع بعثاتنا الدبلوماسية ونحن سننظر بهذا الأمر.

في سياسة خطوة خطوة هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به، والخطوة الأولى الأكثر أهميةً هي تركيز طاقاتنا على استئناف المساعدات، ولهذا بدأنا من تلك الخطوة وسنتقدم الى الأمام.

* "الأيام": هل هو أمر علينا أن نتوقع حدوثه قريباً؟

- المسؤول الأميركي: لا يوجد لدي ما يمكن الإعلان عنه حالياً، ولكن كما تعلم فقد كان الرئيس بايدن التزم في حملته الانتخابية بإعادة فتح الممثليات الدبلوماسية، وهو أمر ننظر فيه، ولكن لا يوجد لدينا ما نعلنه حالياً.

 

الرئيس بايدن ملتزم شخصياً بحل الدولتين
* "الأيام": أعلنت الإدارة الأميركية أنها مع حل الدولتين، فهل سنرى هذه الإدارة تضع على الطاولة في مرحلة ما خطةً محددة لتنفيذ هذا الحل؟

- المسؤول الأميركي: الرئيس بايدن شخصياً ملتزم بحل الدولتين وسننظر في كل فرصة للتقدم باتجاه حل الدولتين. ما شاهدناه في الماضي هو ان بعض القيادات أحياناً تتجاهل الحقائق على الأرض وتركز على محاولة تحقيق حل الدولتين، وما نحاول القيام به هو الأمران سويةً.

ولذا نحن نركز على الحقائق على الأرض، ونركز على العنف من كلا الجانبين، نركز على المستوطنات التي نعتبرها عقبةً في طريق السلام، نركز على القضايا المدنية وحقوق الإنسان..هذه القضايا مهمة للولايات المتحدة الأميركية في سعينا لتحسين مستوى حياة الناس.


تأخير اتصال الرئيس ليس مؤشراً على أي شيء سلبي
* "الأيام": كان من المتوقع أن يتم اتصال الرئيس بايدن مع الرئيس عباس مبكراً، ومع ذلك فقد تأخر، هل من سبب؟

- المسؤول الأميركي: شكراً على هذا السؤال المهم، ما أود قوله هو ان الرئيس بايدن يركز بشكل عميق جداً على القضايا الداخلية الأميركية المتعلقة بأزمة فيروس كورونا والاقتصاد، ومعالجة الانقسامات العرقية والسياسية داخل الولايات المتحدة، هذه هي أولويته.

فقط بالأمس أجرى الرئيس بايدن اتصاله الأول مع ملك الأردن وهو حليف مهم للولايات المتحدة.

ولذا فإن رئيس الولايات المتحدة يركز على القضايا الداخلية الأميركية، وحقيقة أن الاتصال لم يجرِ هو ليس مؤشراً على أي شيء سلبي، وإنما سببه فقط هو ان الرئيس بايدن يركز كل طاقاته تقريباً على احتياجات الشعب الأميركي في الوطن.

وكما تعلم، فإن هناك أكثر من 190 دولة في العالم، وعدد الاتصالات التي أجراها الرئيس مع قادة عالميين قليل.

عدم الاتصال حتى الآن ليس مؤشراً على أي مشكلة، وإنما فقط لأن الرئيس بايدن يركز على القضايا الداخلية.

أملي هو أنه مع أو بدون اتصال هاتفي واحد، فإنه يمكن للولايات المتحدة الأميركية والفلسطينيين التقدم باتجاه إعادة إنشاء العلاقات، ونحن نقوم بذلك من خلال اتصالاتنا المستمرة مع القيادة الفلسطينية، فيتم الاتصال بشكل دائم مع رئيس الوزراء والمستشارين البارزين للرئيس الفلسطيني.. نحن نأخذ العلاقات بشكل جدي للغاية.

 

الانتخابات الفلسطينية هي قرار يتخذه الفلسطينيون
* "الأيام": نقرأ الكثير من التقارير عن الموقف الأميركي من الانتخابات الفلسطينية، وهي فعلاً متضاربة، ما هو موقف الإدارة الأميركية من الانتخابات؟

- المسؤول الأميركي: الولايات المتحدة الأميركية تريد ان تكون واضحة للغاية بأن الانتخابات الفلسطينية هي قرار يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم من أجل أنفسهم، وبالتالي هو قرار فلسطيني.

أضف الى ذلك، إن للولايات المتحدة الأميركية موقفاً منذ زمن بشأن كيفية تعاملها مع أي حكومة فلسطينية، بما يشمل التزام هذه الحكومة لحل الدولتين والاتفاقيات السابقة ونبذ العنف، ولذا فقد كنا واضحين جداً حول شروطنا في التعامل مع أي حكومة فلسطينية، وقد أعلنّا ذلك بشكل علني وأبلغنا به في اتصالاتنا الخاصة.

نحن لن نتعامل مع أي منتخَب لديه ماضٍ عنيف أو داعم للعنف.

 

الخطوات الأحادية تشمل المستوطنات وهدم المنازل والعنف
* "الأيام": ذكرتَ موضوع المستوطنات، ولكن ما زالت إسرائيل تقوم بنشاطات على الأرض مثل ما يحدث في الشيخ جراح وسلوان بالقدس وغيرها من المناطق؟

- المسؤول الأميركي: لقد كانت الولايات المتحدة الأميركية واضحة بأننا ندعو الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للامتناع عن أي خطوات أحادية تقوض حل الدولتين، وهذا يشمل المستوطنات وهدم المنازل والعنف والتحريض على العنف، ولذا فقد كنا واضحين جداً بهذا الشأن، وسنواصل كوننا واضحين بشأن هذا الأمر.

 

نعتبر الضفة الغربية محتلة
* "الأيام": هل تعتبر الإدارة الحالية أن الضفة الغربية، القدس الشرقية، وقطاع غزة أراض محتلة؟

- المسؤول الأميركي: لقد تم سؤال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية إن كانت الولايات المتحدة الأميركية تعتبر الضفة الغربية محتلةً، وكان جوابه: نعم نحن نعتبر الضفة الغربية أرضاً محتلة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله