- فتح وهبه
ساعات قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك واللاجئون الفلسطينيون في لبنان يعيشون أوضاع إقتصادية وإجتماعية وصحية في غاية الصعوبة جراء سياسة التقليص المتبعة من طرف وكالة "أونروا" وجراء جائحة كورونا وصولاً إلى الأزمة الإقتصادية اللبنانية الخانقة وما ترتب عنها من تداعيات أدت في نهاية المطاف إلى تعطيل أعمالهم الضئيلة أصلاً وإلى إرتفاع معدل الفقر والبطالة بينهم بشكل رهيب بالإضافة إلى تزايد الحالات المرضية، وتزايد الرغبة في الهجرة.
ساعات قليلة تفصلنا عن رمضان المبارك ولم نشهد من طرف وكالة "أونروا" إلى يومنا هذا أي دور حقيقي وجدّي لتخفيف معاناة شعبنا على المستوى الإنساني رغم النداءات والمناشدات المتكررة منذ صيف عام 2019 وبقي الأمر متروكاً على كاهل اللاجئ الفلسطيني نفسه وعلى كاهل مؤسسات المجتمع المدني بإمكانياتها المحدودة والمتواضعة.
لقد تركت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" ألآلاف من الفلسطينيين في لبنان كبار وصغار للجوع والفقر والحرمان، ليحل شهر رمضان عليهم هذا العام ضيفاً ثقيلاً في لبنان، الشئ الذي أدى إلى تغيير معالم هذا الشهر ومحو البسمة عن وجوه الكثيرين منهم وبالأخص الأطفال لأنه لن يكون بمقدور الأهل شراء ثياب جديدة وهدايا لأطفالهم ولن يكون أيضاً بمقدور الأهل شراء حلويات العيد نتيجه غلاء الأسعار ومصاريف رمضان لذلك سيكون هذا العيد قاسياً على الأطفال وعلى الأهل في آن واحد .
إن تقاعس وكالة الأونروا والتسويف في مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يسارع في الإنهيار الشامل للوضع المعيشي في المخيمات فعلى الوكالة تقديم مساعدة مالية عاجلة لعموم فلسطينيي لبنان ترتقي لحجم المأساة التي يعيشونها وعليها أيضاً أن تتعامل الوكالة مع جميع فلسطينيي لبنان على أنهم عسر شديد، أقله إلى حين إنتهاء أزمة كورونا وتعافي لبنان من أزمته الإقتصادية لأنهم باتوا غير قادرين تأمين قوت عيشهم اليومي ولأن الوكالة وصلها هذا العام مساعدات مالية كثيرة ومن أكثر من دولة، فعلى سبيل الذكر لا الحصر --- الحكومة التركية قدّمت تبرعاً جديداً بقيمة عشرة ملايين دولار لوكالة الغوث الدوليّة، وذلك لدعم اللاجئين الفلسطينيين --- اليابان تبرعت لـ "الأونروا" بـ 40 مليون دولار --- كما تبرعت المملكة المتحده ب 12.6 مليون جنيه استرليني لصالح الأونروا --- وتبرعت اليابان لـ "الأونروا" بـ 40 مليون دولار --- بالإضافة إلى إستئناف واشنطن للاجئين الفلسطينيين بقيمة 235 مليون دولار، لذلك على الوكالة رصد مبلغ من هذه المساعدات وتخصيصه لمساعدة جميع فلسطينيي لبنان على شكل مساعدة مالية عاجلة وعليها أيضاً إطلاق خطة طوارئ عاجلة وإطلاق نداء استغاثة لأجل اللاجئين الفلسطينيين وأن تعلن أن المخيمات الفلسطينية مخيمات منكوبة وإلا فهي تتعمد أن يعيش فلسطينيي لبنان مرارة عذابات اللجوء والشتات بقصد دفعهم للهجرة،
وهذا يعتبر إجرام بحقهم، وهنا يأتي دور منظمة التحرير الفلسطينية، فهي إن كانت جادة في محاربة المشاريع ألتي تستهدف اللاجئين (التهجير والتوطين) عليها أن تدعم صمودهم وتقود تحرك فلسطيني رسمي وشعبي ضاغط يُلزم وكالة "أونروا" التحرك سريعاً لإنقاذ الوضع الإنساني داخل المخيمات قبل فوات الأوان.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت