- بقلم سفير الاعلام العربي/دولة فلسطين الاعلامي د. رضوان عبد الله
كانت هي المرة الأخيرة التي التقينا بالعلامة السيد محمد حسن الأمين....وكأننا كان لنا نصيب برؤيته و مبتسما ابتسامته الرقيقة ذات الصبغة المملوءة بالحقيقة،حقيقة شفافيته بالقول والفعل والعمل ....وحبه لفلسطين وكل ما يرتبط فيها...
الصدفة وحدها فقط جمعتنا نحن (انا واخي شوقي السبع ) مع العلامةالمجاهد ....
كنا عائدين من بيروت ، منذ فترة وجيزة لا تزيد عن شهر ونصف ، وكان سماحته بجانب سائقه....صديقنا الحبيب...وايضا متجها صوب الجنوب...لربما عائدا من عمله صوب منزله الكريم....وتفاجأنا باننا على يمين سماحته مرورا بسيارتنا بجانب سيارة العلامة الفقيد الراحل عند منتصف محلة الأوزاعي....
القينا عليهما السلام....وردا التحية باحسن منها وببشاشة اعتدنا على رؤيتها على وجهه السمح.....وازحنا سريعا واكملنا المسير بعد ان خفف صديقي شوقي سيره احتراما للعلامة السيد وتبجيلا لسماحته و وقارا منا....
كانها نظرة وداعية لا زالت في مخيلتي وبقلبي...تذكرت ساعتئذ عشرات الزيارات التي كنا نقوم بها الى دارة السيد الامين انا وصديقي واخي موسى النمر....برفقة اخونا الشهيد القائد الشيخ كمال شحرور....
كانت الجلسات الاخوية الروحية والاجتماعية التي تجمعنا بسماحته لا تخلو من مناقشات سياسية...اقتصادية....دينية روحانية رائعة....تتخللها اكواب من الشاي المليئة بعبق كربلاء الجهادية الحسينية و دماثة اخلاق العلامة ورفعة كلامه الجميل المميز بالادب والوقار فهو الشاعر و المفكر كما هو العلامة والسيد .
وبفقدانه قد اصبح لنا فخر كفلسطينيين قبل اي فرد من الشعب اللبناني الشقيق او قبل اي اخ او شعب عربي آخر ، ان نفتخر بأن العلامة الامين هو سيد شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية...وهذه ليست منة منا ولكنها وسام على شرفنا نحن نثبته ونتفاخر به لمواقف قل نظيرها...من رجل ناضل وكافح وجاهد و قدم التضحيات الجسام من اجل وفي سبيل فلسطين .
كثيرا ما كان برفقتنا الشهيد القائد الحاج ابو كايد شبلي ، والاخ الشهيد المناضل الكبير ابو اسعد حمود رحمهم الله ، كثيرا ما كنا نلتقي عند حضرة السيد ، في دارته ، بإخوة ورفاق الدرب الطويل ، من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية واحزاب القوى الوطنية اللبنانية.
ندوات ومحاضرات كنا نستمتع بحضورنا لسماع العلامة المجاهد السيد الامين...وخصوصا بمناسبة استشهاد الاخ القائد الشهيدابو جهاد الوزير....فكنا قلوب صاغية قبل آذاننا لما سيتلو ويتحف مسامعنا سماحته عن فلسطين التي تتمثل بجهاد ونضال وكفاح الشهيد ابو جهاد الوزير....
كنا نكتب الملاحظات وندونها لننقلها الى إخوة لنا لم يكونوا حاضرين لتلك الندوات او اللقاءات ، وتعذر او لم يتسن(ى)لهم الحضور... لنتحفهم بما سمعناه وعلمناه وتعلمناه من فضائل ومناقب وأسس وادبيات واخلاقيات ثورية جهادية صبها سماحة العلامة في قلوبنا وعقولنا قبل آذاننا....
افتخر على المستوى الشخصي بثلاث مواقف عهدتها من سماحة العلامة المجاهد السيد محمد حسن الامين....اولهم حين كان يمازحني مبتسما أهلا برضوان....على اسم الملك رضوان خازن الجنان عليه السلام....أما الموقف المهم كثيرا حين صدح بصوت الحقيقة في ملعب ساحة الشهداء رافضا رفضا باتا فتنة حرب المخيمات السيئة الذكر....و وقفنا كجموع لاجئين فلسطينيين مع اشقائنا اللبنانيين نعاهد الله امام العلامة ...سيد شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية، الا ننجر وراء هذه الفتنة الملعونة... وكان هذا الموقف الجريء الشجاع من سماحته ساهم الى حد كبير بوأد تلك الفتنة الملعونة...والى الأبد...
اما موقف سماحته الثابت والداعم لطلاب فلسطين ولبنان ايضا حين ذهبنا اليه كلجنة طلابية من الجامعة اللبنانية بفرعها الخامس كي يتدخل بمعرفته وحيث تصل كلمته الى مسامع المعنيين منعا لنقل قسم اللغة الانكليزية وآدابها من الفرع الخامس بصيدا الى بيروت ، حيث الطلاب الفلسطينيين واللبنانيين الجنوبيين ،ومن اقليم الخروب، هم الاكثر تضررا حيث لم تكن هناك فرصة لفقراء الطلاب من الشعبين الشقيقين الا هذه الجامعة ، ....ونحن واثقين بان الاتصالات المبذولة من سماحته اثمرت كثيرا مع بقية الاتصالات كي يعود القسم الى الفرع في صيدا...رغم تهرب الكثيرين من نصرة الطلاب او التفكير بكيفية حل تلك المعضلة...
الحديث والكلام عن سيد شهداء فلسطين والثورة الفلسطينية يطول ، وبحاجة الى مدونات وموسوعات...ولا نستطيع أن نؤديه حقه ،فأين نحن من قامة عربية تندر في هذا الزمان وغيره....
اختم كلامي وحبي وتقديري واحترامي بالتذكير بموقف سماحته حين اخذ الموقف العربي الاسلامي الجريء والواضح برفضه الحرب على العراق الشقيق ، شعبا ودولة ومؤسسات ، امام جماهير اكبر تظاهره تقام في مدينة صيدا، ابان الحرب الامريكية- العالمية على بلد شقيق... تظاهرة اول جموعها عند ساحة النجمة واخرها عند ساحة الشهداء...كما ذكر لنا من لم يستطيعوا التقدم نحو الوسط...في كثافة كثيفة ضاق شارع رياض الصلح بالجموع ، ومن عاش تلك المرحلة وعاصرها يذكر ذلك التاريخ حيث حبات الارز التي رشت فوق الجموع من فوق مقر اتحاد العمال ، حين كان العلامة السيد يخاطب الجماهير ، لم تستطع اختراق الجموع لتلامس الارض...
رحم الله العلامة الامين.. سيد العقل والحكمة..الاديب والمفكر ...والمناضل الثوري...واسكنه فسيح الجنان مع الانبياء و الشهداء والصديقين والصالحين وحسن اولئك رفيقا...
خسرنا مناضلا اشم بفقدانك ايها العالم الجليل ، وربحنا شهيدا في الجنة بإذن الله....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت