جريمة حرب ارتكبها الاحتلال بحق الأسير" منصور الشحاتيت "

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  •  المحامي علي ابوحبله

معاناة أسرانا ومعتقلينا في السجون الإسرائيلية معاناة كبيرة نتيجة تلك الإجراءات غير القانونية والمعاملة غير الإنسانية إذ أن معظم الأسرى الفلسطينيون يعيشون حياة تكاد يصعب على الإنسان وصفها ، بحيث يحرم الأسرى من أدنى الحقوق التي يجب أن تمنح لهم ، هذا بالإضافة لتلك السياسات العقابية المتمثلة بالعزل الانفرادي والضرب المبرح والحرب النفسية وعدم تلقي العلاج جميعها ترقى لمستوى جرائم حرب تقتضي ملاحقة سلطات السجون امام محكمة الجنايات الدوليه إن ما ارتكبته سلطات سجون الاحتلال بحق الأسير " منصور الشحاتيت " خير دليل مثبت لتقديم الدليل لمحكمة الجنايات الدولية عن جرائم تركب بحق أسرانا البواسل ، حيث أن الأسير في داخل سجون الاحتلال يفتقد لإنسانيته وأدميته كبشر ، وإسرائيل في معاملتها للأسرى الفلسطينيون لا تلتزم بالنصوص والقواعد القانونية لاتفاقية جنيف ولائحة لاهاي والقانون الدولي الإنساني التي نصت على انه يجب معاملة الأسرى معاملة إنسانية في جميع الأوقات ويحظر أن تقوم الدولة المحتلة بأي فعل أو إهمال غير مشروع. لكن إسرائيل ومنذ احتلالها لفلسطين ولغاية الآن لم تدخر جهدا في تعذيب أسرانا وفي إلحاق الأذى الجسماني والمعنوي من خلال سياستها القائمة على التعدي على إنسانية المواطن الفلسطيني وكيف إذا كان هذا الإنسان المواطن معتقل في المعتقلات الإسرائيلية، اعتقل الأسير منصور الشحاتيت بتاريخ 11/3/2004، وصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 17 عاما، بتهمة طعن أحد المستوطنين في مدينة بئر السبع المحتلة، وأفرج عنه من سجون الاحتلال الصهيوني بعد قضاء محكوميته يوم الخميس 8 نيسان/ابريل 2021، ،
 والاسير منصور من ضحايا الإهمال الطبي في سجون الاحتلال بفعل الممارسات الغير قانونيه والتعذيب الذي تعرض له طيلة فترة حكمه حين اعتقاله كان شابا معافى ولم يكن يعاني من أي أمراض، فترة اعتقاله تعرض خلال التحقيق التعذيب والضرب والعزل الانفرادي طويل الأمد مما أدى إلى إصابته باضطراب نفسي واعتلال جسدي نتج عنه عدم انتظام دقات القلب. وضيق في التنفس، وحالة من فقدان الذاكرة، إضافة الى أمراض عضوية بسبب قلة النوم وقلة الطعام وأهملت سلطات الاحتلال في تقديم الرعاية الصحية ومعالجته مما زاد في تدهور حالته الصحيه ، بعد محاكمته وصدور حكم بحقه لمدة سبعة عشر عاما لم يسلم من التعذيب فقد اراد الاحتلال ان يحطم روحه المعنويه وأراد ان يكسر كبرياؤه أمضى المناضل "منصور الشحاتيت "ايام واسابيع وشهور وسنوات في زنزانة معتمة لا تزيد مساحتها عن 2 متر مربع، لا يعرف كم الساعة ولا كم اليوم ولا يتمكن من اداء الصلاة ولا دخول الحمام ولا يعرف ما هو الطعام الذي يقدم له ولا يستطيع ان يراه اصلا حتى يأكله .. زنزانة تشبه القبر لكنها تختلف عن القبر ان القبر يموت فيه الانسان ويستلقي ويرتاح بينما في الزنزانة الصهيونية لا يعرف ان يرتاح ويتعرض للضرب المبرح عدة مرات يوميا واسبوعيا من طرف سجاني وقوات القمع في السجون الصهيونية، مرت أيامٌ واسابيع وشهور وسنوات "ومنصور" مكبل دون حركة ....
وتتوالى الانتهاكات بحق المناضل "منصور االشحاتيت" ورغم نقله مرارًا بشكل قمعي بين السجون الصهيونية : النقب ونفحة وسجن الرملة ومجدو وعوفر والمسكوبية وصرفند .. كان "منصور" يتعرض الى نفس الاسلوب من العزل والتعذيب في كل السجون لانه حسب توصية ادارة السجون تم وصفه ارهابي كبير إن الاحتلال الصهيوني يهمل المعتقلين المرضى بشكل متعمد ويعذبهم بالعزل الانفرادي، وهناك الكثير من الأسرى يعانون مثل المناضل "منصور الشحاتيت. وهو ليس فقط من يتعرض لهذا الاسلوب في التعامل بل هناك المئات يعيشون نفس ظروفه في العزل الانفرادي و بوضع نفسي صعب ومحرومون من الزيارة".
 خروج منصور الشحاتيت بهذه الحالة الصحية المعتله عرت وكشفت حقيقة كيفية تعامل الاحتلال مع أسرانا البواسل وخرقه لكافة الاتفاقيات الدوليه المتعلقه بالاسرى ، بات مطلوب من منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدوليه التحقيق في اسباب الحاله التي وصل اليها الاسير منصور في سجون الاحتلال وتوثيقها كجريمة حرب وتسليط الاضواء على هذه الممارسات الغير قانونيه وتحميله المسؤولية عن حياة اسرانا بدلا من محاولات تحريف الأضواء عن مسؤولية الاحتلال عن ارتكابه جرائم انسانيه بحق الأسرى الابطال

المصدر: قدس نت -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت