تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران بالتزامن مع عودة المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني

سفينة حربية

تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران إلى مستوى جديد خلال الأيام الأخيرة، حيث تتعهد إيران بالرد على هجوم إسرائيلي مزعوم طال منشأة نووية إيرانية.

وأدى الحادث الذي وقع يوم الأحد الماضي في المنشأة الإيرانية في نطنز إلى زيادة التوترات الحالية عندما ألقى مسؤولون في طهران باللوم على إسرائيل وحملوها مسؤولية الحادث.

ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن انقطاع التيار الكهربائي عن المنشأة النووية الإيرانية، الذي يعتقد أنه نجم عن هجوم إلكتروني.

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية محلية أن جهاز الاستخبارات والمهمات الخاصة الإسرائيلي (الموساد) الإسرائيلي كان وراء الهجوم.

وليس هذا أول هجوم إلكتروني تتعرض له منشأة نووية إيرانية ينسب إلى إسرائيل، ففي عام 2010 كان يُعتقد أن كل من الولايات المتحدة وإسرائيل وراء هجوم إلكتروني ضد نفس المنشأة.

ولكن في هذه المرة نفى البيت الأبيض بشكل قاطع التورط الأمريكي في الحادث.

وتأتي التوترات المتصاعدة في الوقت الذي قامت فيه الإدارة الأمريكية الجديدة بتغيير كبير في سياستها تجاه إيران والاتفاق النووي.

وعلى عكس انسحاب إدارة ترامب من الاتفاقية، أعلنت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس جو بايدن نيتها إعادة التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، الأمر الذي أثار استياء إسرائيل كثيرًا.

وبدأت المفاوضات الأسبوع الماضي في العاصمة النمساوية فيينا في محاولة لإيجاد صيغة تمكّن الولايات المتحدة من إعادة الدخول في الاتفاقية.

وكانت إسرائيل واضحة في معارضتها للاتفاقية، قائلة إنها تحتوي على العديد من الفجوات التي تسمح لإيران بمواصلة المضي قدمًا في برنامجها النووي.

وفي خضم المحادثات، كشفت إيران عن جهاز طرد مركزي نووي متقدم موجه لتسريع التخصيب النووي، حيث ترى إسرائيل فيه تحديا إيرانيا واضحا.

وقال عيران ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن "نحن ندخل مرحلة أكثر خطورة، يلعب الإيرانيون لعبة بوكر خطيرة من خلال محاولة إملاء شروط المفاوضات".

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنهم يعتقدون أن بإمكانهم استخدام تسريع التخصيب كوسيلة ضغط، لكن هذا سيكون خطأ فادحًا".

ومن جانبه قال إيتان جلبوع أستاذ الاتصالات والعلاقات الدولية ورئيس مركز الاتصالات الدولية في جامعة بار إيلان "لقد كثف الإيرانيون جهود التخصيب في خضم المفاوضات".

وأضاف جلبوع في حديث مع ((شينخوا)) “هذا مخالف لإرادتهم في التوصل إلى اتفاق، هذا التخصيب يجعلهم أقرب إلى القنبلة الذرية ويقصر بشكل كبير العملية للوصول إلى هذا الهدف ".

وعلى مر السنين، تعهدت إسرائيل باتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمنع إيران من الحصول على الطاقة النووية.

ويعتقد الكثيرون أن إسرائيل وراء عشرات الهجمات ضد أهداف ومسؤولين متورطين في المشروع النووي الإيراني، كما يشتبه في أن إسرائيل وراء هجوم الأسبوع الماضي على سفينة شحن إيرانية.

وقال جلبوع "لقد بذلت إسرائيل جهودًا كبيرة لإبطاء الجهود الإيرانية للوصول إلى قنبلة، وهذا سيدفع بالفعل الإيرانيين إلى المفاوضات".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في إسرائيل "لن أسمح لإيران أبدًا بالحصول على القدرة النووية لتنفيذ هدف الإبادة الجماعية المتمثل في القضاء على إسرائيل".

وأضاف أن إسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها ضد "عدوان إيران وإرهابها"، مشيرًا إلى إيران باعتبارها التهديد الأكبر لإسرائيل.

وتصر إيران طوال الوقت على أن برنامجها النووي ليس للأهداف العسكرية.

وتعهد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام من إسرائيل في وقت مبكر من الأسبوع مع ورود تقارير عن الضرر الكبير الناجم عن الهجوم السيبراني.

ومن الممكن أن يؤدي تصاعد التوترات إلى مواجهة مباشرة بين الخصمين اللدودين، وهو حدث سيكون له تداعيات بعيدة المدى.

وقال ليرمان "قد نشهد استفزازات إيرانية خطيرة بشكل متزايد"، موضحا "الفرضية بين مسؤولي الدفاع الإسرائيليين هي أنه قد يأتي وقت تدخل فيه إسرائيل في حرب كبرى، هذه مخاطرة يجب أن تكون إسرائيل على استعداد لتحملها إذا لم يكن هناك طريقة أخرى لوقف إيران ".

وأضاف ليرمان أن أي هجوم على إسرائيل من حدودها الشمالية أو الجنوبية يمكن أن يتصاعد بسهولة إلى صراع أوسع.

ومع استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم ، فإنها تقترب من القدرات النووية، قد يفكر المسؤولون الإسرائيليون في توجيه ضربة مباشرة لإيران، كما قيل منذ سنوات.

وقال جلبوع "لا يمكن لإسرائيل أن تشن هجومًا على إيران بدون الولايات المتحدة، لكن التهديد وحده يمكن أن يؤثر على المفاوضات، ومع ذلك ، فإن مثل هذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى تأخير البرنامج ، وليس من الممكن منع إيران تمامًا من امتلاك القدرة النووية ".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة (شينخوا)