- عمر حلمي الغول
موضوع التوطين وإسقاط حق العودة للفلسطينيين المطرودين من ارض وطنهم الأم بقوة السلاح والمجزرة والحرب الصهيونية الإستعمارية قديمة قدم الوجود الصهيوني في فلسطين. لإن هدف الإستعمار الغربي وأداته الرجعية الحركة الصهيونية وأذرعها المختلفة، كان ومازال التطهير العنصري للشعب العربي الفلسطيني من ارض الوطن الفلسطيني، والنفي الكلي للرواية الأصلانية لشعب البلاد، لتكريس الرواية الصهيونية الكاذبة، والتي لا تقبل القسمة لا على الأرض ولا على التاريخ ولا على حتى المثيولوجيا.
وفي سياق المحاولات المتكررة لتعويم المؤامرة الصهيو اميركية وأدواتهم الفلسطينية والعربية شنت حروب عدة، ولن يكون آخرها الربيع العربي 2011، ولا حروب الإبادة الصهيونية على محافظات الجنوب الفلسطينية 2008/2009 و2012 و2014، ولا تداعياتها من حصار، وقهر للشباب العاطل عن العمل، ودفعهم لركوب اعالي البحار والمحيطات هربا من تجويع الإنقلاب الإخواني، ولا عودة ممارسات وإنتهاكات بعض القوى اللبنانية للجماهير الفلسطينية في مخيمات الشتات، انما تفتقت جهالة العملاء واسيادهم عن طرح فكرة استبدال وتقويض مكانة أو دمج وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بالمفوضية العليا للاجئين (UNHCR)، والتي تستهدف حق العودة مباشرة، وهذا ما رفضه الشعب والقيادة الفلسطينية، وحتى دول الشتات العربية، ولكل دولة إعتباراتها. واخيرا برزت فكرة شيطانية جديدة يروج لها عملاء من ابناء الشعب الفلسطيني المقيمين في لبنان، وتهدف أولا إلى مساومة ابناء الشعب في مخيمات لبنان بين تهجيرهم إلى منافي جديدة في اوروبا مع التخلي عن حق العودة إلى مدنهم وقراهم ووطنهم الأم، او مقابل مبلغ من المال السياسي للتفريط بحق العودة؛ ثانيا فرض الحصار والتجويع وبالتواطؤ مع بعض المسؤولين في وكالة الغوث لإبتزاز وإخضاع الجماهير الفلسطينية لخيارهم؛ ثالثا السعي لخلق الفتن بين القوى السياسية الفلسطينية، من جهة، وبينها وبين بعضها البعض؛ رابعا التحريض على منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى سفارة دولة فلسطين في بيروت العاصمة اللبنانية؛ خامسا العمل بالتعاون مع أجهزة أمن العديد من الدول وعلى رأسها ال CIA والموساد ومعها اجهزة امن دول الغرب الرأسمالي، وبعض الدول العربية لتنفيذ صفقة القرن.
ومن العملاء المعروفين المدعو معاوية وسفيان ابو حميدة، وجهاد ذبيان وغيرهم من ضعاف النفوس الجبناء، الذين يقودوا التحركات المشبوهة في لبنان ضد السفارة الفلسطينية والوحدة الوطنية، وللزج بابناء الشعب الفلسطيني في متاهة الصراعات البينية لتعميق الإنقسام والفرقة بينهم، وإلهاء الشعب ونخبه وقواه في متاهة المعارك الوهمية، ولحرف بوصلة النضال الوطني، والسقوط في براثن المؤامرة الصهيو اميركية.
ومن يدعي الغيرة على مصالح الشعب العربي الفلسطيني كان الأولى به، ان يدعو لتفكيك الخلافات والتناقضات البينية بين ابناء الشعب وقواه السياسية، والعمل على تعزيز عوامل الصمود وتحدي الصعوبات والحصار والجوع، والدعوة لتشكيل قوة ضغط على الأنروا للكف عن سياسة التمييز بين المخيمات الفلسطينية، او الإنتقاص من حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مراكز الشتات الرئيسية: الأردن ولبنان وسوريا بالإضافة للضفة بما فيها القدس وقطاع غزة، وفضح وتعرية مشاريع التوطين والتهجير القسري والمتاجرة بحق العودة مقابل فتات تافه من المال السياسي. وملاحقة العملاء ادوات الاعداء لإيقاف جرائمهم وأخطارهم ضد الحق الفلسطيني في وطنه الأم.
لكن هيهات عندما يبيع شخص مبتذل نفسه لعدوه، ويقبل المتاجرة بوطنه الأم بابخس الأثمان، لا تنتظر منه سوى المزيد من الإنسحاق في دوامة الجريمة، والتماهي مع رؤى دولة المشروع الصهيوني الإستعمارية وصفقة العار الترامبية. لكن الشعب وقواه الحية كفيلة برد الصاع الف صاع، والقصاص من اولئك العملاء، وتعريتهم امام ابناء الشعب كله، ونزع ثوب الوطنية عنهم، وإبقاءهم عراة مفضوحين امام قوى وقطاعات الشعب الأبي، الذي هزم كل مشاريع التطويين على مدار ال73 عاما الماضية، وسيهزمها كلما رفعت رأسها إلى ان يحقق هدف العودة الأسمى لإرض الوطن الفلسطيني، يحقق احلام الأجيال القادمة كلها في الحرية والإستقلال والعودة وتقرير المصير الكامل على ارض الدولة الفلسطينية، وفي القدس العاصمة الأبدية.
[email protected]
[email protected]
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت