- بقلم عدنان الصباح
آلمتني حالة الجهل التي نعيشها كشعب فلسطيني في موضوعة الانتخابات فنحن على ما يبدو سنعاود انتاج نفس البضاعة التي اوصلتنا الى ما نحن عليه عبر معاودة انتخاب نفس الطبقة السياسية دون حتى ان نحاسبها, وحالة الحساب الظاهرة للعيان تأتي من جهات ظلت صامتة او مشاركة او غائبة عن ما يجري حتى جاءت حكاية الانتخابات فبدأ البعض باستحداث قوائم على عجالة فخلال شهر ظهرت قوائم لا تعد ولا تحصى دون ان نجد برنامجا عمليا واحدا او حتى نشاطا عمليا سابقا لأصحاب هذه القوائم عدا الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض هذه القوائم كان حتى اللحظة الاخيرة جزء من النظام القائم الرسمي او غير الرسمي بمعنى انها كانت جزء من السلطة كقائمة سلام فياض مثلا او جزء من الفصائل كقائمة مروان – ناصر وغيرها الكثير او ان البعض غادر فصيله في اخر ليلة ليلتحق بقائمة اخرى دون مبرر على فعلته او ان البعض ترك موقعه في حزبه لا لشيء الا لأنه لم يتم اختياره عضوا في القائمة في موقع مضمون النجاح او انه لم يضمن موقعا متقدما في تلك القائمة او ان حزبا اضطر للتحالف مع اخر لأنه لم يتبق وقت فسلق القائمة في يومين دون تمحيص او اهتمام فكل ما في الامر انه يرغب بالوصول الى لقب النائب وما يعنيه اللقب الذين صنعوا الانقسام يريدوننا ان ننتخبهم والذين فشلوا في انهائه يريدوننا ان ننتخبهم والذين فشلوا في الوساطات يريدوننا ان ننتخبهم والذين لم يفعلوا شيئا لا خير ولا شر يريدوننا ان ننتخبهم والذين لم يكونوا موجودين من اصله يريدوننا ان ننتخبهم والمشاركين بالانقسام بصمتهم يريدوننا ان ننتخبهم والذين كتبوا ونشروا على الفيس بوك يريدوننا ان ننتخبهم والاسرى الحاليين يريدون ذلك والاسرى السابقين يريدون ذلك والجرحى يريدون ذلك وحدهم الشهداء لم يسالهم احد ولن يسلهم احد وأغرب ما في الآمر اننا فعلا سنفعل ذلك وننتخب هؤلاء او اولئك وسيعودون من جديد نكرر المآسي نفسها وقد نصنع انقساما او انقسامات جديدة ولا احد يدري باي لبوس ستاتي تلك الانقسامات التي تطل براسها في كل مناسبة وكل ذلك نحن أي الشعب لا نتقن سوى فن الغياب والتصفيق لمن هب ودب.
الامر الذي نعيشه نحن كشعب فلسطيني تعيشه كل شعوب الارض بأشكال وانماط مختلفة ليس في آسيا وافريقيا فقط بل حتى في امريكا واوروبا وروسيا والفرق بيننا وبينهم انهم يفعلون ذلك لمصالحهم واننا نفعل ذلك ايضا لمصالحهم هم دون غيرهم هم ينتخبون اللصوص والقتلة الذين يقتلوننا ويسرقوننا لصالحهم ونحن ننتخب نفس الفئة التي تقتلنا وتنهبنا لصالحهم هم ايضا ... انهم ينتخبون صانعي الاسلحة وتجارها وحراسها الذين يبيعونها علنا وعلى رؤوس الاشهاد للقتلة في بلاد العرب وافريقيا وبعض اسيا لنقتتل ونموت وتتكدس ثرواتهم والناخب الغربي راضي في امريكا عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي وفي بريطانيا عن حزب العمال وحزب المحافظين وهكذا مع علمه ان النتيجة واحدة وان جريمة القتل لا تتوقف علينا نحن بل تطالهم هم وتطال اولادهم فسرقة العراق اريقت من اجلها دماء امريكية واوروبية واخرى وكذا افغانستان وقبلها فيتنام والقتلى بالتأكيد ليسوا من ابناء اصحاب مصانع السلاح.
الجهل يحكمنا كبشر في كل الجهات وعلى جميع بقاع الارض فنحن نمارس الموت علنا وبرغبة عارمة تارة يدعي المغتصب الامريكي انه يدافع عن الديمقراطية ويصدقه الجندي الذي يهرع للموت في ارض غير ارضه تماما كما يفعل المتمول اليهودي بفقراء اليهود من كل حدب وصوب يجمعهم ليقاتلوا تحت راية اليهودية وشعارات ارض الميعاد وهو لا يمت لا للميعاد ولا لليهودية بصلة بل انه يستخدم فقراؤه ليكدس ثروة فوق ثروة وبالتالي فان كل المتمولين في العالم ينتمون الى قومية واحدة هي قومية المال بينما ينتمي الفقراء الى قومية الموت ولا حق لهم بسواها وبين القوميتين هناك قومية القوادين والوسطاء والقتلة الذين يسهلون لشعوبهم مهمة الموت لصالح قومية المال وبعض الفتات ينالونها هم لأنفسهم وحاشيتهم.
ان لم تتخلص البشرية من مرض الجهل المستفحل والمغلف بأغلفة واغلفة عن المعرفة والحرية والقومية والدين ويتوحد فقراء الارض وفي مقدمتهم الجنود في كل جيوش الارض والعاملين في مصانع السلاح ويتوقفون بإرادتهم عن انتاج سلعة الموت وتسويقها بأيديهم فان حالنا سيبقى هكذا الى الابد ولن يتغير شيء فالعمال في مصانع السلاح ينتجون ادوات الموت والجنود يستهلكونها سواء على انفسهم او على الاعداء المفترضين ويجري في العالم تسويق السلاح عبر الحروب المفتعلة هنا وهناك تماما كما يجري تسويق ثياب النساء عبر نشر صورهن واقامة حفلات العروض على اجساد رشيقة لعارضات وتخصصات تقام العروب كعروض حية لإثبات جدارة السلاح هذا او ذاك وكلما ظهر سلاح جديد اصبح لا بد من حرب جديدة او معركة جديدة وبالتالي اصبح لا بد من ضحايا جدد.
المطلوب ان تستفيق امة البشر من غبائها المستفحل وجهلها العميق المغلف بعلم المتمولين وثقافتهم والقائم على صناعة التفرقة وتعميق الاختلاف حد الاقتتال ليس بين ظهرانيهم بل على الشعوب الافقر والقابلة للقيام بهذا الدور ان ثروات الارض ملك كل البشر ولم يمنح الله احدا على الارض اكثر من اخيه ولم يورث الله الارض لاحد حتى يعطي نفسه الحق بالتحكم بالأرض وناسها ودون ان تتوقف ايادي الفقراء عن القيام بدور الوكلاء للأغنياء فسيبقى الموت من حق الفقراء والذهب من حق الاغنياء فلا سلام على الارض وللناس دون التخلص من الطغمة الفاشية من المتمولين وصانعي وتجار الاسلحة وبالتالي التخلص من السلاح بكل انواعه واستخداماته.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت