الحركة الأسيرة بين سياسة الاستهداف والرسالة المطلوبة

بقلم: رامز مصطفى

رامز مصطفى
  • رامز مصطفى
  •  كاتب فلسطيني

 بعد مضي 47 عاماً على يوم الأسير الفلسطيني الذي أقرّه المجلس الوطني في 17 نيسان 1974 ، لا زالت قضية الأسرى تحتل الحيز الأهم من بين العناوين الوطنية ومتابعةً لدى عموم أبناء شعبنا وقواه ونخبه . لأنها القضية الأكثر تعرضاً لأبشع السياسات الإجرامية التعسفية التي يمارسها الكيان الصهيوني ضد أبناء الحركة الأسيرة ، مستخدماً أفظع وأقذر الوسائل للنيل من إراداتهم ، وإخضاعهم لتلك السياسات ، أملاً منه في تحييدهم من تحمل مسؤولياتهم الوطنية الكفاحية في مواجهته كقوة احتلال واغتصاب للأرض الفلسطينية ، من خلال ما يسطرونه من بطولات وتحدي . وسلاحها الإيمان والصمود ، من خلال الإضرابات الجماعية والفردية ، والامتناع عن تناول الطعام ، حيث معركة الأمعاء الخاوية عنواناً متألقاً في نضالاتها .
 وما زاد من معاناة أسرانا هذا العالم تفشي فيروس كورونا المستجد " كوفيد 19 " بين الأسرى . حيث شكّل هذا الوباء نقطة تحول ، بسبب الإجراءات التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال ، كأداة قمع وتنكيل ، من خلال مضاعفة عزل الأسرى . واستمرار قوات الاحتلال في عمليات الاعتقال الممنهجة ، واقتحام منازل المواطنين والتنكيل بهم .
وإحصائيات الأشهر الأولى من العام 2021 ، فقد بلغت أعداد أسرانا في سجون العدو الصهيوني نحو 4450 أسيراً ، منهم قرابة 700 أسير مريض ، ما يزيد عن نصفهم يعانون من حالات مرضية مزمنة وخطيرة وبحاجة للعلاج ، علماً بأن هناك على الأقل 10 حالات لمصابين بالسرطان وبأورام ذات درجات متفاوتة . وهناك أيضاً من بين الأسرى 40 أسيرة منهم 15 أمّاً ، فيما بلغ عدد ما اعتقلهم العدو الصهيوني من الأطفال والقاصرين نحو 146 طفلاً ، وعدد المعتقلين الإداريين نحو 440 معتقلاً .
وبلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة خلال شهر آذار الماضي 105 أوامر اعتقال ، بينها 28 أمراً جديداً و 75 تمديداً . وتبين الإحصائيات أنّ من صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد وصل إلى 543 أسيراً ، منهم خمسة أسرى خلال العام 2020 . سياسة الاستهداف التي تعمدها الكيان الصهيوني بحق الأسرى الفلسطينيين منذ قيامه وحتى يومنا ، إنما يأتي في سياق ممنهج ومتعمد في مواجهته الحركة الأسيرة من خلال اتباعه :-
1. تكريس الإهمال الطبي بحقهم ( القتل البطيء ) . الأمر الذي إلى استشهاد 4 أسرى ، وهم : نور رشاد البرغوثي ، وسعدى خليل الغرابلي ، وداود طلعت الخطيب ، وكمال نجيب أبو وعر .
 2. غياب أي إجراءات وقائية للحد من تفشي فيروس كورنا المستجد " كوفيد 19 " بين الأسرى . فقد أصيب 120 أسيراً بفيروس كورونا .
 3. منع أهالي الأسرى من الزيارات .
 4. الاستمرار بسياسة العزل الانفرادي للأسرى بظروف صعبة ، والاقتحامات وعمليات القمع الممنهجة لأقسام الأسرى وغرفهم .
 5. منع وصول نحو 140 صنفاً مربتطة بالطعام للأسرى من خلال الكنتينا .
 6. إعادة تركيب الكاميرات في ساحات الفورة الخاصة بالأسيرات ، والتي تنتهك خصوصيتهن ، إضافة إلى الإهمال الطبي بحقهن ومثالهنَّ الأسيرتان ، إسراء جعابيص ونسرين حسن . وبالتالي تعاني 12 أسيرة منهن بسبب بعدهن عن أطفالهن وأسرهن .
 7. استمرار الانتهاكات الممارسة بحق الأسرى الأطفال ، والتي تمثلت في سياسات القمع والنقل القسري من سجن الى آخر بهدف نزع الاستقرار ، وحرمانهم من التعليم . وبالتالي سوء المعاملة والتعذيب الذي انتهجته إدارة السجون أسلوباً في التعامل معهم ، وصولاً للتعديل في الأوامر العسكرية المتعلّقة بهم .
 8. استمرار الحرب على مخصصات الأسرى وعائلاتهم ، قد شكّلت أبرز القضايا التي فرضت نفسها خلال عام 2020 . حيث أقدمت عدد من البنوك الفلسطينية على إغلاق حسابات عشرات الأسرى المحررين ، استجابة لقرار حكومة الاحتلال الصهيوني .
 في يوم الأسير الفلسطيني ، فإنّ الرسالة المطلوب العمل عليها :-
1. إعادة الزخم والاعتبار لهذه القضية الحيوية من بين العناوين الوطنية ، من خلال مطالبة مختلف الأطر والمرجعيات والمؤسسات الحقوقية والمجتمعية رفع وتيرة العمل على الصعد والمستويات نصرة لقضية الأسرى ، ومواجهة وفضح السياسات الإجرامية لكيان العدو الصهيوني اتجاه أسرانا في كل المحافل الدولية ، بما فيها محكمة الجنايات الدولية .
 2. صياغة برنامج وطني حقيقي وفق رؤية استراتيجية جامعة من أجل التعامل مع قضية الأسرى وعلى المستوى الرسمي والفصائلي والجماهيري والمؤسساتي والإعلامي والقانوني .
 3. الالتزام بأن تبقى قضية الأسرى قضية محورية على جدول أعمال ومهام كل الأطر والمحافل والهيئات والنقابات والاتحادات ، وطلبة الجامعات والمدارس .
 4. التأكيد أنّ الصمود والعطاء والتضحية من قبل عوائل وأسر الأسرى الأبطال ، ستبقى الملهم لنا جميعاً على مواصلة ذات الطريق التي سار عليها هؤلاء الأسرى على مدار 73 عاماً من عمر قضيتنا . أسرانا يحذوهم الأمل في تحقيق احريتهم رغم قسوة السجن وقمع الاحتلال لهم ، من خلال إبرام صفقة تبادل جديدة في ظل استمرار المقاومة الفلسطينية بأسر 4 جنود صهاينة منذ سنوات وترفض إطلاقهم دون تحقيق مطالب المقاومة بالإفراج عن الأسرى .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت