بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وتضامنا مع الأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي، نظم اتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني "شباب" وبالتنسيق مع التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين ندوة رقمية عبر تطبيق "زووم" على الإنترنت، بمشاركة الأسيرين المحررين جهاد غانم، وحسن شحادة، والدكتور علي هدروس منسق التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين في السويد، الى جانب العشرات من الشخصيات الوطنية الفلسطينية، وعددا واسعا من رفاق ورفيقات اتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني وأبناء الجاليات الفلسطينية في أوروبا
افتتح الندوة خالد عمورة، عضو اللجنة التحضيرية لاتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني "شباب"، مرحبا بالضيوف الكرام المتحدثين، وبجميع المشاركين في هذه الندوة المهمة، التي تتناول واحدة من أقدس قضايا الشعب الفلسطيني، وهي قضية الأسرى مؤكدا أن الحركة الأسيرة، شكلت وعلى الدوام مدرسة كفاحية ونضالية عريقة، خرجت القادة الأبطال، فلم يكن السجن يوما، إلا محطة نضالية جديدة على طريق انتزاع الحق، وإنجاز مشروع النضال الوطني الطويل، متوجها باسم اللجنة التحضيرية لاتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني بأحر التحيات لجميع الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي
قدم الأسير المحرر خالد غانم كلمة، استهلها بالتحية لجميع الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين مازالوا يعانون إلى اليوم من الممارسات الإجرامية الممنهجة بحقهم، كما توجه بالتحية لأرواح شهداء الشعب الفلسطيني، الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية فلسطين، وانتزاع الحقوق الوطني للشعب الفلسطيني، مستعرضا تجربته النضالية الطويلة، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، والتي شهد خلالها على همجية الاحتلال وفاشيته في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، خاصة على صعيد حرمانهم من ابسط احتياجات الإنسان، ومعاملتهم بشتى أساليب القمع الممنهجة في محاولة لإخضاع عزيمة الأسرى، وكسر عنفوانهم، مؤكدا ان الحركة الأسيرة قدمت شهداء أبطال وقادة على طريق تحسين ظروف الاعتقال، وانتزاع حقوقهم من إدارة السجون الإسرائيلية، كما تطرق الأسير غانم إلى الإضرابات الجماعية التي خاضتها الحركة الأسيرة، في معركتها المتواصلة لتثبيت الحق الفلسطيني، وعدم الرضوخ للسجان وغطرسته، مؤكدا أن السجن لم يزد الأسرى إلا صلابة وقوة وإصرار على مواصلة درب النضال الطويل حتى إنجاز الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني
بدوره قدم الأسير المحرر حسن شحادة كلمة توجه من خلالها بالتحية الى الأسرى الأبطال وعائلاتهم، الذين يعانون اليوم من إجرام الاحتلال المتواصل، مستعرضا تجربته الشخصية في الأسر والاعتقال، والممارسات الإجرامية التي شاهدها خلال التحقيق المكثف، ومحاولة النيل من عزيمته، مشيرا الى الوضع الكارثي الذي يعيشه الأسرى خاصة في الاعتقال الانفرادي في زنازين مظلمة أشبه بقبور تحت الأرض، كما أشار شحادة إلى تراكم الفعل النضالي للأسرى الأبطال، والتي قدمت خلالها الحركة الأسيرة الفلسطينية خيرة الأسرى شهداء، وهذا ما أدى إلى انتزاع بعض الحقوق الأساسية للأسرى، كما أكد شحادة أن الأسرى الفلسطينيين هم بشر ولديهم مشاعر إنسانية مرتبطة بعائلاتهم وأقاربهم، الذين تحولوا إلى قضايا منفصلة تعيش حياة البؤس والمعاناة الإنسانية، خاصة الأسرى الذين يفقدوا أقارب لهم، دون التمكن من رأيتهم أو لقاء عائلاتهم وأطفالهم، مشددا أن قضية الأسرى يجب أن تكون في رأس أولويات الحركة الوطنية الفلسطينية وفي جميع الساحات والمحافل، كما تطرق إلى معاناة المعتقلين الإداريين، الذين يزجوا في السجون دون أي تهم تذكر، في سياق ذات المحاولات اليائسة للنيل من عزيمة الأسرى وصلابتهم
كلمة التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين قدمها الدكتور علي هدروس منسق التحالف في السويد، الذي توجه بالتحية للأسرى الأبطال وعائلاتهم الصابرين على المعاناة المتواصلة بفعل استمرار الاحتلال الإسرائيلي باعتقال ما يزيد عن 4500 أسير وأسيرة فلسطينية، يقبعوا في ظروف شديدة الصعوبة والخطورة، خاصة الأسرى من ذوي الأمراض المزمنة وكبار السن، التي تتعمد إدارة السجون الإسرائيلية لممارسة سياسية الإهمال الطبي بحقهم، خاصة في ظل تفشي وباء كورونا وإصابة اكثر من 140 أسير فلسطيني بهذا الفيروس، مما أدى إلى استشهاد عدد من الأسرى والذي كان آخرهم الشهيد كمال أبو وعر
كما تحدث الدكتور هدروس عن عمل التحالف الأوروبي لمناصرة اسرى فلسطين، في النضال من اجل اطلاق سراح الأسرى ووضع قضيتهم على جميع المنابر الدولية والمحافل الأممية وتحويل قضيتهم إلى قضية رأي عام عالمي، يمارس الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأطلاق سراح جميع الأسرى الأبطال، كما تطرق إلى المؤتمرات التي عقدها التحالف والتي كان آخرها المؤتمر السادس الذي انعقد في رام الله وشهد مشاركة عالمية حاشدة عبر الإنترنت، والذي خرج بمخرجات عملية، تشكل خارطة طريق وبرنامج نضالي واسع لنصرة الأسرى الفلسطينيين، مثنيا على المبادرة المهمة التي قام بها اتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني "شباب" للتضامن مع الأسرى الأبطال ومؤكدا على ضرورة استكمال النشاط والتنسيق الدائم، لوضع قضية الأسرى على رأس سلم أولويات البرامج النضالية القادمة، مؤكدا أن التحالف يمد يده للعمل والتنسيق مع كافة الجهات والمؤسسات والاتحادات والجمعيات نصرة لقضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي
تخللت الندوة العديد من المداخلات والاقتراحات العملية، للوقوف إلى جانب الأسرى الفلسطينيين، والتي لاقت ترحيبا من جميع المشاركين والحاضرين، مؤكدين على ضرورة استكمال هذه المبادرات المهمة التي يقوم بها اتحاد الشباب الأوروبي الفلسطيني "شباب"